01-يونيو-2023
كمنت

الطالبة اليمنية فاطمة محمد تواجه حملة تحريض واسعة بسبب انتقادها ممارسات الاحتلال الإسرائيلي. (لقطة شاشة)

شنت وسائل إعلام عبرية وأمريكية، بالإضافة إلى مؤسسات تابعة للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، حملة تحريض واسعة وممنهجة، ضد فاطمة موسى محمد، وهي طالبة من أصول يمنية دعت إلى إنصاف الفلسطينيين في خطاب تخرجها من جامعة مدينة نيويورك.

فاطمة موسى محمد قالت في خطاب التخرج إن "إسرائيل تواصل إمطار المصلين بالرصاص والقنابل من دون تمييز، فتقتل الكبار والصغار، بل حتى إنها تهاجم الجنائز والمقابر وتشجع مجموعات القتل على استهداف منازل الفلسطينيين وأعمالهم، كما تعتقل أطفالهم وتواصل مشروعها الاستيطاني الاستعماري، فتطرد الفلسطينيين من منازلهم وتشن نكبة مستمرة."

وأضافت أن التخرج من كلية الحقوق في جامعة مدينة نيويورك والحصول على المهارات القانونية اللازمة لضمان عدم وجود استثناءات عند التعامل مع معاناة الفلسطينيين هو أمر ممكن، إذ إن "فلسطين لا يمكن أن تظل مستثناة من سعينا وراء تحقيق العدالة."

شنت وسائل إعلام عبرية وأمريكية، بالإضافة إلى مؤسسات تابعة للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، حملة تحريض واسعة ضد فاطمة موسى محمد بسبب دعوتها إلى إنصاف الفلسطينيين وانتقادها للاحتلال الإسرائيلي، في خطاب تخرجها من جامعة مدينة نيويورك.

كما انتقدت الطالبة السياسات الأمريكية القائمة على العنصرية و"تفوّق العرق الأبيض والقتل بالحروب والطائرات من دون طيار وشراء المواقف والذمم"، وانتقدت أيضًا الشرطة الأمريكية والعنصرية المؤسساتية فيها.

منظمة "كناري ميشن" الأمريكية الصهيونية قالت في تغريدة لها إنه العمل جارٍ على منع مليارات الدولارت من الوصول إلى كلية الحقوق في الجامعة بسبب سماحها لفاطمة بإلقاء خطابها الذي وصفته بـ "المعادي للسامية والمعادي للولايات المتحدة والخبيث". من جهتها أقدمت الكلية التي كانت قد حذفت خطاب فاطمة عن موقع يويتوب، على إصدار بيا إدانة لكلمة فاطمة وقالت إنها تشجع حرية التعبير إلا أن "خطاب الكراهية يجب أن لا يلتبس علينا وليس له مكان في جامعتنا أو مدينتنا أو ولايتنا أو بلادنا."

كما شاركت شخصيات سياسية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي وأعضاء ومؤسسات تابعة للوبي الصهيوني في الحملة، مطالبين بطرد فاطمة وسحب شهادتها الجامعية.

في المقابل أدانت 15 مجموعة طلابية داخل الكلية، من بينها رابطة طلاب كلية الحقوق اليهود، الهجمة ضد فاطمة وأصدرت بيانًا مشتركًا تدعم فيه فاطمة وتدعو إلى حماية حقها بالتعبير ومنع استخدام وصف معاداة السامية سلاحًا لإسكات كل من ينتقد دولة الاحتلال. كما أعاد حساب مجلس العلاقات الأمريكية- الإسلامية "كير" على موقع يوتيوب نشر المقطع وعلق بالقول "إن إسكات الأصوات المطالبة بتسليط الضوء على الانتهاكات تجاه حقوق الإنسان يقوض مبادئ الحريات الأكاديمية والحوار الذي يستند على الاحترام، وهي المبادئ التي يجب على الجامعات الالتزام بها."

وأضاف البيان: "كير في نيويورك تساند الطالبة التي بادرت بشجاعة لمحاولة تخفيف المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون والانتهاكات تجاه حقوق الإنسان التي يواجهونها"، كما طالبت كير كلية الحقوق في الجامعة بإصدار بيان اعتذار فورًا وعدم تكرار ممارسات تحاول إسكات الطلاب.

من ناحيتها، أدانت رابطة طلاب كلية الحقوق اليهود في الجامعة في بيانها الجهود التي تبذلها منظمات صهيونية، من بينها ذا كناري ميشن، في "نشر أكاذيب مقرفة عن صديقتنا"، وأضافت أن "هذه المنظمات تشن حاليًا هجمة ضد فاطمة وباقي طلاب كلية الحقوق في جامعة مدينة نيويورك من خلال نشر ادعاءات كاذبة وغريبة بمعاداة السامية، وهي بذلك تخالف رغبات معظم الطلاب اليهود في الكلية، والذين يساندون فاطمة من أعماق قلوبهم ويشعرون بالامتنان لكونها رافقتنا في كلية الحقوق".

كما عبر مئات من الطلاب والناشطين عن تضامنهم مع فاطمة وأكدوا أنها مارست حقها في التعبير عن الرأي، وواجبها الأخلاقي في تسليط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية.

فاطمة كانت قد اختيرت من قبل باقي الطلاب في الدفعة لإلقاء خطاب التخرج باسمهم مطلع الشهر الجاري، ويرى مراقبون أن هذه الهجمة التي تتعرض تحصل ضمن عمليات ممنهجة تواصل رصد وتكميم أي خطاب ينتقد إسرائيل أو يسلط الضوء على سياسات الاحتلال والجرائم الموثّقة التي يرتكبها بحق الفلسطينيين. ففي العام الماضي، شنت هجمة كبيرة ضد الطالبة نردين كسواني التي تخرجت من الكلية ذاتها، وذلك بعد أن ذكرت في خطاب التخرج حادثة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة وانتقدت ممارسات الاحتلال.