13-سبتمبر-2019

فوتوغرافيا لـ علي صبيح كاظم/ العراق

تبدأ من الصفر، وتخلّص إلى الصفر.

تسقط رأسًا صغيرًا، وأعضاءً باليّة،

وصوتًا خفيضًا، ولونًا مائلًا للزرقة..

تتلقفك الأيام والأيدي، يضحك بوجهكَ الوجود والوقت والجدران.

بدمعتين وصيحتين، توبخ من حولكَ؛ لست مقتنعًا كيف يظلّ المرء مرحبًا بالصفعات،

أو أنكَ تأتي باسمًا فرحًا، لا تدري أن المجيء بعد الانتظارات، فرح أظلّم.

تظلّ سعيدًا..

فجأة، تدرك أن المرءَ يولدُ شخصًا آخر، غيرّه تمامًا؛ متى ما حلّقت إلى السماء أمه.

ثم تكبر، تتحجر أعضائكَ، بينما تتضاءل أعوامك، وتتزاحم في أيامكَ المواجع، وكلّ واحدة تجاهد لأخذ مساحة أكبر من العمر. أعضاؤكَ تصير بالية، لونكَ يعود إلى الزرقة من جديد. ومثلما خرجت محفوفًا بالبسمات تعود تحفكَ الدموع أو اللعنات. عندها تبدأ رحلة أخرى، لست تدريها.

*

 

لمَ كبرت، أيها الطفل؟

ماذا لو أن الحياة أوعزت: ان تبدأ طفلًا، تشيخ وتموت طفلًا؟

لمَ كبرت؟

أكان يُخجلك أن تبدو طفلًا لثلاثينية شاهقة؟

لمَ كبرت؟

أأردت أن تعرف كنه البياض في الرأس،

ولمَ يولد المرء برأس أسود؟

ربما، كان حزنًا مقدمًا لما ستكونه الحياة.

بينما تكبر، يبيض رأسك،

ولا تدري هل البياض ترحيب مسبق

بعالم ستكون فيه طفلًا

-لكنك هذه المرة لا تكبر-

أم كان حفاوة في أن تكون ذرًا منسيًا؟

أظنك مثلي، كنتَ لا تدري، لمَ حين يجري

العمر يبيض الرأس وتسوّد الأسنان؟

أظنك مثلي كنتَ لا تدري.

وحده الموت قال ما لم نستطع قوله،

أو أنه سيقول ذلك.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مثانةٌ ممتلئة بين جسرِي الرئيس والثورة

أهكذا تكون الغربة؟