08-مارس-2017

لهجة هجومية في تغريدات ترامب الأخيرة (ألاكس وونغ/Getty)

خير وسيلة دفاع عند الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هي الهجوم، بعد الفضيحة الكبرى التي دوت في أروقة البيت الأبيض إثر استقالة مايكل فلين على خلفية التواصل مع السفير الروسي في واشنطن. ترامب المتهم بدعم الروس لحملته الانتخابية العام الماضي لم يكتف بعدم وجود أدلة دامغة بين يدي خصومه، بل سارع على منصته المحبذة تويتر للفتك بأعدائه والهروب إلى الأمام من مأزقه السياسي.

أثارت تغريدات ترامب التي اتهم فيها أوباما بالتنصت عليه خلال العملية الانتخابية جدلًا واسعًا

اقرأ/ي أيضًا:  تقدير موقف: أين سيتجه ترامب بالقضية الفلسطينية؟

أوباما يتنصت على حملة انتخابات ترامب؟

كتب الرئيس الأمريكي ترامب "أي انحطاط انحدر إليه الرئيس أوباما للتنصت على هاتفي خلال العملية الانتخابية المقدسة"، وأضاف: "هذه فضيحة نيكسون/ووترغيت" أخرى، في إشارة إلى الفضيحة السياسية التي عاشتها الولايات المتحدة في سبعينيات القرن الماضي، واتهم أوباما أنه "شخص سيء (أو مريض)". وتابع "أراهن أن محاميًا بارعًا قد يتمكن من بناء قضية جيدة انطلاقًا من حقيقة أن الرئيس أوباما تنصت على هواتفي في تشرين الأول/ أكتوبر، قبيل الانتخابات".

سلسلة من التغريدات على موقع تويتر الاجتماعي، لم تقدم أي دليل، دعا خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكونغرس الأمريكي إلى فتح تحقيق في مزاعمه بأن الرئيس السابق باراك أوباما أمر بالتنصت على هاتفه قبيل فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في أواخر العام الماضي.

أما فريق أوباما فلم يتردد في الرد على التغريدات والادعاءات معتبرين أنها مزاعم دون أدلة جاءت عقب فضيحة مستشار ترامب للأمن القومي، كما عبر جورج ارنست، المتحدث السابق للبيت الأبيض، خلال مقابلة تليفزيونية أنها "محاولة للهروب إلى الأمام"، وأن "إدارة ترامب تريد التغطية على الفضائح التي تلاحقها بكيل الاتهامات لأوباما"، أما جميس كلابر، مدير الاستخبارات القومية السابق، فقد نفى وجود أي قرار من إدارة أوباما بالتنصت على هواتف ترامب أو على حملته الانتخابية".

زعيمة الحزب الديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي قالت إن "مزاعم ترامب هي محاولة أخرى لإبعاد الانتباه عن التدخل الروسي". أما فريق ترامب فقد أكد على لسان شون سبايسر، المتحدث الصحفي باسم الرئيس ترامب، أن "التحقيقات في مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات يجب أن تشمل ما إذا كان أوباما قد استغل سلطته التنفيذية". وتابع أن "ترامب طالب في إطار التحقيقات التي تجريها اللجان الاستخباراتية في الكونغرس حول نشاط روسي بأن تمارس هذه اللجان الاستخباراتية سلطتها الرقابية لتحديد إذا كانت السلطة التنفيذية (الرئاسة) قد أساءت استخدام صلاحياتها المتعلقة بالتحقيق في عام 2016 أم لا".

[[{"fid":"65146","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"ترامب","field_file_image_title_text[und][0][value]":"ترامب"},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"ترامب","field_file_image_title_text[und][0][value]":"ترامب"}},"attributes":{"alt":"ترامب","title":"ترامب","height":282,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"},"link_text":null}]]

اقرأ/ي أيضًا: ليس الوحيد.. ترامب يرغب في سرقة نفط الشرق الأوسط

مأزق ترامب متواصل

يبدو أن ترامب قرر اعتماد سياسة "خير وسيلة للدفاع هي الهجوم" بعد الحديث عن تدخل روسيا لدعمه خلال الانتخابات

يتعرض ترامب منذ الأيام الأولى لفوزه في الانتخابات إلى ضغوط كبيرة بسبب مزاعم بتدخل روسيا في الحملة الانتخابية لصالحه لكن دون أي أدلة تثبت صحة المعلومات أيضًا، حيث خلصت وكالات مخابرات أمريكية العام الماضي إلى أن روسيا اخترقت وسربت رسائل بريد إلكتروني تابعة للحزب الديمقراطي الأمريكي خلال الحملات الانتخابية في إطار مسعى لجعل التصويت في صالح ترامب، لكن الكرملين نفى تلك المزاعم.

أما وزير العدل الأمريكي، جيف سيشنز، والذي يعتبر أكبر مسؤول لإنفاذ القانون في البلاد فقد نأى بنفسه عن أي تحقيقات في مزاعم تدخل روسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية العام الماضي بسبب دوره في الحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترامب. ويذكر أن وزارة العدل تعمل لصالح الرئيس الأمريكي حسب القانون وهي الجهة المخول لها المراقبة.

وجاءت تغريدات ترامب، التي أثارت جدلًا في الصحف السياسية داخل الولايات المتحدة، عقب مزاعم لمقدم البرامج الإذاعية مارك ليفين، الذي ينتمي للمحافظين والتي جاء فيها أن إدارة أوباما "سعت وفي النهاية حصلت على تفويض للتنصت" على حملة ترامب العام الماضي.

ومن جانب آخر، أشارت تقارير إعلامية في الأسابيع الأخيرة إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) سعى للحصول على إذن من محكمة مراقبة المخابرات الأجنبية لمراقبة فريق ترامب المشتبه في قيامهم باتصالات مشبوهة مع مسؤولين روس.

اقرأ/ي أيضًا:

ترامب.. خطر على الصحافة والرئاسة معًا

لماذا ترامب هو مرشح الأحلام لداعش؟