18-فبراير-2018

من مسرحية "حالة حب"

فرض مهرجان "النّخلة الذّهبية" للمسرح المغاربي، الذي تنظّمه "الجمعية الثقافية للفنون الدّرامية في مدينة أدرار"، 1700 كيلومتر إلى الجنوب من الجزائر العاصمة، منذ تسع سنوات، نفسه في المشهد المسرحي الجزائري، كاسرًا بذلك عادة أن المهرجانات القويّة حكر على مدن الشّمال، بالنّظر إلى امتلاكها لمسارح حكومية موروثة عن العهد الفرنسي، وإلى السّبق التّاريخي لهذه المدن مسرحيًا.

كسر مهرجان "النّخلة الذّهبية" عادة أن المهرجانات القويّة حكر على مدن الشّمال في الجزائر

اقرأ/ي أيضًا: محمد لحواس.. أن يلعب الممثّل دوره مضاعفًا

يتجلّى هذا الفرض لمهرجان "النّخلة الذّهبية" نفسَه، بحسب النّاقد إبراهيم نوّال عضو لجنة التّحكيم، في قدرته على استقطاب فرق مغاربية لها تجاربها الوازنة، إلى جانب نخبة جزائرية عمل حضورها على تكريس أبجديات الفعل المسرحي في الصّحراء الجزائرية، "حيث باتت المدينة المحتضنة للمهرجان وحدها تتوفّر على ستّ فرق مسرحية بعضها باتت في رصيدها تتويجات عالمية، إلى جانب نشر أصول التلقّي لدى جمهور المدينة". يضيف محدّث "الترا صوت": "إذا كان هناك نضال مسرحي جدير بالانتباه والتّثمين، فهو نضال المسرحيين من أجل تكريس المسرح في المدن الصّحراوية النّائية".

شاركت في الدّورة الجديدة للمهرجان مسرحيات "بانتورا" لتعاونية "تافتيكا" من مدينة العلمة، في الشّرق الجزائري، و"شكون يسمع شكون" من مدينة بشّار، في الجنوب الغربي، و"حالة حب" من مدينة أدرار، و"صابرة" لفرقة بلدية دوز للتّمثيل من تونس، و"مزبلة الحروف" لجمعية "أنفاس" من المغرب، و"الهشيم" من مدينة تمنراست، في أقصى الجنوب الجزائري.

وقد اختارت لجنة التّحكيم المتكوّنة من الناقد إبراهيم نوّال والمخرج عزّ الدّين عبّار والباحثة الليبية سعاد خليل، أن تمنح الجائزة الكبرى لمسرحية "مزبلة الحروف" المغربية، وجائزة أفضل إخراج لعقباوي الشّيخ وجائزة أفضل ممثلة لوهيبة باعلي وجائزة أفضل ممثل لهواري اللّوز وجائزة لجنة التّحكيم لعرض "بانتورا" ذات النّفس الفكاهي.

اقتحمت مسرحية "مزبلة الحروف" للمخرج محمد السّباعي معركة الخبز في الفضاء المغربي، من خلال توظيف حكاية ضياع امرأتين في الغابة رفقة رجل، حيث أصبح بحثهم عن الخبز رهانهم الأكبر، وعثورهم عليه متصدّرًا لقائمة أحلامهم، منزاحًا في مفاصل كثيرة إلى توسيع مفهوم الجوع ليشمل الجوع إلى التّفكير والحرّية.

يقول مخرج العرض لـ"الترا صوت" إن الفنّ المسرحي لا يعزل نفسه عن الواقع الإنساني، الذي يطلع منه ويتوجّه إليه، "لكنّه لا يقع في الإشارة المباشرة، حتى يتفادى التّقاطع مع الخطاب السّياسي، الذي يهدف إلى توجيه الأفكار، فيما يهدف المسرح إلى صناعتها". يضيف محمّد السّباعي: "إذا فشل السياسيون في الجزائر والمغرب في فتح الحدود المغلقة منذ 1994، فقد استطاع المثقفون والفنانون أن يتحدّوا هذا الواقع من خلال هذه التبادلات الثقافية".

فشل السياسيون في الجزائر والمغرب في فتح الحدود المغلقة منذ 1994، فيما استطاع المثقفون والفنانون أن يتحدّوا هذا الواقع

اقرأ/ي أيضًا: منصور الصّغير.. أن تقهر المسافات بالمسرح

في السّياق، يقول جلّول حدّادي رئيس المهرجان إنّ الخطاب المسرحي المغاربي بات متقاربًا، ومالكًا للقدرة على المنافسة في كلّ فضاء يذهب إليه، "ويأتي مهرجان النّخلة الذّهبية في طليعة المهرجانات التي تعمل على جمع شمل المسرحيين المغاربيين، لتكريس قيم الحوار وتبادل التجارب".

 

اقرأ/ي أيضًا:

مهرجان دوز المسرحي.. ظلال الرّبيع العربي

3 فنّانين جزائريين تنبؤوا بتحطيم تمثال المرأة العارية