31-يوليو-2017

كتب عربية في المكتبات العبرية

لإسرائيل تاريخٌ طويل في السطو على المؤلفات العربية، فلا تتعجب إن وجدت اسمَي جمال عبد الناصر وعمر المختار بين أرفف المكتبة الوطنية الإسرائيلية، التي تصنّف - زورًا – ضمن أهم عشر مكتبات عالمية، فليس صعبًا على من سرق الأرض، أن يسرق الورق. امتدّ الأمر ليشمل الحق الأدبي والمعنوي لكاتب مصري فضح كل شيء.

لا تتعجب إن وجدت اسمَي جمال عبد الناصر وعمر المختار بين أرفف المكتبة الوطنية الإسرائيلية

فوجئ الكاتب المصري عصام عبد الفتاح بسرقة سبعة مؤلفات له وإيداعها المكتبة الوطنية الإسرائيلية، وعرضها في صيغة "PDF" على موقعها الإلكتروني مجانًا.

اقرأ/ي أيضًا: تعرف على أهم 5 كتب عن الطائفية

اعتراض عصام عبد الفتاح ليس فقط على انتهاك حقوقه الأدبية والفكرية في الكتاب وطرحه مجانًا، إنما لكونه يحتفظ بعلاقة عداء خاصة مع الكيان الصهيوني، فهو ليس مطبّعًا ولا يليق به أن يجد سبعة من كتبه منشورة ومعروضة ومترجمة في مكتبة إسرائيلية تسعى لأن تصبح الأهم عالميًا.

وكانت السبع كتب المسروقة للكاتب المصري عصام عبد الفتاح هي "جمال عبد الناصر بين الانتصار والانكسار" و"عبد الحميد الديب شعار البؤس والشقاء"، و"رجال حول عمر المختار سيد شهداء القرن العشرين" و"القذافي سفير جهنم ونيرون العصر الحديث" و"المهدية والصادق المهدى إطلالة على واقع سودانى متقلب"، و"البشير رجل لا ينحني وزعيم لا يبيع.. وقائع مرحلة فارقة فى تاريخ السودان".

ولأنّ المكتبة الوطنية الإسرائيلية حكومية، تابعة لدولة تل أبيب رسميًا، ومديرها بدرجة وزير بالحكومة الإسرائيلية، تقدم الكاتب المصري ببلاغ للنائب العام المصري، مطالبًا باستدعاء السفير الإسرائيلي للتحقيق معه في الواقعة، باعتباره ممثلًا عن الكيان الصهيوني بالقاهرة.

وجاء في البلاغ أن عصام عبد الفتاح "صاحب الملكية الفكرية لما يمتلكه من مؤلفات وسير ذاتية للشخصيات العالمية وفوجئ بالسطو على مؤلفاته"، مضيفًا أن "ما قامت به المكتبة سطو وسرقة للملكية الفكرية والأدبية لمقدم البلاغ ما أصابه بأضرار مادية وجسيمة لا تقدر بمال، حيث إن المكتبة أباحت للجميع عبر موقعها الإلكتروني نسخ كتب مقدم بالبلاغ". وأرسل عصام عبد الفتاح رسالة بالبريد الإلكتروني إلى رئيس المكتبة لحذف الكتب وحذف اسمه من قوائم المؤلفين، إلا أنها لم تتخذ أي إجراء. لا يعترض عصام عبد الفتاح على طرح الكتب للتحميل إلكترونيًا عبر المكتبة الإسرائيلية فقط، إنما يصل اعتراضه إلى دولة إسرائيل ذاتها، فيقول إنه انطلاقًا مما يؤمن به من قناعات وثوابت لا يشرفه وجود اسمه ككاتب ومؤلف ضمن مؤسسات إسرائيلية، وأكد أنه لن يتردد لحظة في تصعيد الموقف سياسيًا وثقافيًا واتخاذ كل الإجراءات القانونية محليًا ودوليًا لإثبات ذلك ورفع اسمه ومؤلفاته من موقع تلك المؤسسة المُغتصِبة، وفق قوله.

سطت المكتبة الوطنية الإسرائيلية على 100 مخطوطة قرآنية نادرة، من بينها مصاحف، أقدمها يعود إلى القرن التاسع الميلادي

باحث إسرائيلي: سرقنًا ثمانين ألف كتاب

ليست تلك واقعة السطو الأولى، التي تتعرّض لها مؤسسات عربية، على يد المكتبة الإسرائيلية.. ففي كل رف من رفوفها كتاب عربيٌ مسروق، أو مخطوطة حصل عليها جيش الاحتلال لدى مداهماته للمساجد والمباني الرسميّة العربية طوال تاريخه.

اقرأ/ي أيضًا: أدباء مصر يرفضون التنازل عن تيران وصنافير: سنكون في الصفوف الأولى

أكدت رسالة دكتورة بعنوان "بطاقة ملكية" أعدّها باحث إسرائيلي يدعى غيش عميت بجامعة بئر السبع، أنّ آلاف الكتب الفلسطينية تم نهبها من بيوت الفلسطينيين منذ النكبة الفلسطينية، خلال عمليات التهجير والاقتحام والاعتقال المتوالية، تحت حماية جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبمساعدة أمناء المكتبة الوطنية الإسرائيلية، وأكد في الرسالة، وفقًا لعدة مواقع فلسطينية، أنه "تمت سرقة مكتبات كاملة لعائلات وكتاب وأدباء فلسطينيين، بلغت ثمانين ألف كتاب، مثل المكتبة الخاصة لخليل السكاكيني، ومكتبة آل نشاشيبي، التابعة للكاتب الفلسطيني ناصر الدين النشاشيبي".

واعترفت صحيفة "هآرتس" العبرية – على لسان الباحث الإسرائيلي – بأن هناك وثائق رسمية وقرارات حكومية بشأن كيفية التصرف في هذه المسروقات الهائلة، وتحت أي بند يجب تخزينها، قائلة: "يوجد في مخازن المكتبة الوطنية بالقدس كنز مكوّن من 8000 كتاب وضع عليها الحرفان AP، اختصارا لعبارة (ممتلكات متروكة)".

المكتبة الإسرائيلية تعترف: لدينا ثمانية آلاف كتاب مسروق

أقرَّت المكتبة الوطنية الإسرائيلية في رد على استجواب قدَّمه عضو الكنيست يوسف جبارين، استنادًا إلى البحث الإسرائيلي "بطاقة ملكية"، بوجود ثمانية آلاف كتاب بحوزتها تعود ملكيتها للفلسطينيين، كانت القوات الإسرائيلية استولت عليها ونقلتها خلال حرب 48.

وكانت هذه الكتب، فيما مضى ملكًا لفلسطينيين من القدس ومدن أخرى ممن هربوا أو طردوا عام 1948، وقام جنود الجيش الإسرائيلي يرافقهم عاملو وأمناء المكتبة الوطنية الجامعية (التي أصبحت اليوم المكتبة الوطنية) بجمعها من البيوت الخاصة والمؤسسات العامة ونقلها للمكتبة.

وفي حين يعرف قطاع واسع من الفلسطينيين أن هذه عملية سطو ونهب، إلا أن السؤال المحيّر هو لماذا يكشفها باحث إسرائيلي؟ والإجابة حاضرة، وهي أنه اعتبر الأمر "حفاظًا على تراث ثقافي" قامت به إسرائيل، وصدّره كذلك، فالحقيقة تمشي على جسر من الأكاذيب، وتظلّ القضية بالكامل "سطو مسلح على الكتب الفلسطينية".

100 مخطوطة قرآنية نادرة مسروقة بحوزة المكتبة الإسرائيلية

كانت المكتبة الوطنية الإسرائيلية، اعترفت في وقت سابق، مطلع 2017، بحصولها على مئات المخطوطات العربية والإسلامية النادرة، دون أن تذكر الطريقة التي حصلت عليها بها، فعزا خبراء ذلك إلى السرقة من مكتبات عربية وإسلامية، معتبرين إياه نوعًا من "القرصنة الفكرية" التي تمارسها دولة الاحتلال.

سطت المكتبة على 100 مخطوطة قرآنية نادرة، من بينها مصاحف، أقدمها يعود إلى القرن التاسع الميلادي (الثالث هجريًا)، وقالت في ذلك التوقيت عبر موقعها على الانترنت: "تفتتح المكتبة الوطنية معرضًا افتراضيًا لنخبة من المخطوطات القرآنية النادرة أمام الزوار فى شهر رمضان من كل عام، ويعود أقدم هذه المخطوطات إلى القرن الـ3 الهجري، ويعود أحدثها إلى القرن الـ13 الهجري أي الـ 19 الميلادي تعود مصادرها إلى مختلف أرجاء العالم الإسلامي".

اقرأ/ي أيضًا:

شعر في الهويّة.. فلسطين وألمانيا في أنطولوجيا شعرية مشتركة

7 كتب شعرية عربية قيد الترجمة إلى الإنجليزية