07-أكتوبر-2018

ثبت علميًا أن تقنية "ASMR" تساعد على الراحة والهدوء والاسترخاء (bustle.com)

ألترا صوت - فريق التحرير

بدأت هذه الظاهرة حين اكتشف الناس بعض مقاطع الفيديو على يوتيوب والتي تشتمل على بعض الأصوات الخفيفة التي كانت تعطي شعورًا بالدغدغة في الرأس والتنميل في أجزاء مختلفة من الجسد، يبدأ من الدماغ ويتركز في الذراعين أو الساقين، وقد يمتد عبر الظهر. المزيد من التفاصيل عن هذه الظاهرة، ننقلها لكم بتصرف فيما يلي، عن صحيفة الغارديان.


يشعر العديد من الناس بآثار الدغدغة والتنميل في الرأس وأجزاء مختلفة من الجسد قد تمتد إلى الذراعين والساقين والظهر، عند مشاهدة مقاطع الفيديو التي تعتمد تقنية "ASMR"، والتي وجدوا أنها تعطي شعورًا كبيرًا بالراحة والهدوء والاسترخاء. 

بدأت في الانتشار ظاهرة فيديوهات "ASMR" التي تحتوي أصواتًا خافتة تعطي شعورًا بالدغدغة في الدماغ

بعد ذلك تحولت هذه الفيديوهات البسيطة إلى ظاهرة عالمية تحت اسم "ASMR"، اختصارًا لعبارة "Autonomous Sensory Meridian Response"، والتي تعرف على أنها "الاستجابة الذاتية الزوالية الحسيّة". 

اقرأ/ي أيضًا: أشهر 5 تطبيقات للاسترخاء والمساعدة على النوم

ومؤخرًا صدر كتاب كامل بعنوان "Brain Tingles" أو "دغدغة الدماغ"، يأمل في مساعدة المزيد من الناس على استكشاف هذه الظاهرة، وتجربتها في حياتهم اليومية، لما فيها من فائدة على الصحة الجسدية والذهنية والنفسية.

وتعتمد هذه الفيديوهات على العديد من الأساليب الصوتية، أهمها الهمس الناعم، أو إصدار أصوات متعددة مثل تحريك الورق أو صوت تمشيط الشعر أو بخ الماء أو بعض الطقطات والمؤثرات الصوتية الطبيعية الأخرى، بالاعتماد على ميكروفونات حساسة.

ويقترح مؤلف الكتاب، الدكتور كريج ريتشارد، أن بإمكان الآباء والأمهات استخدام تقنيات "ASMR"، والمتمثلة بالهمس والتربيت على ذراع الطفل والنقر عليه من أجل المساعدة في تهدئة الأطفال ومساعدتهم على النوم. ويقول مؤلف الكتاب، إنه يحاول عبر كتابه تعريف العالم على هذا الأسلوب الفريد.

وكانت هذه الفيديوهات على يوتيوب قد جذبت ملايين المشاهدات، حتى أنها لفتت انتباه عدد من الباحثين من المختصين بالعلاج النفسي واختصاصيي النوم والعلماء، وحتى السلطات.

وفي شهر حزيران/يونيو الماضي، حظرت السلطات الصينية جميع الفيديوهات الخاصة بتقنية "ASMR" بدعوى محاربة البورنوغرافيا وحماية "القصّر من المحتوى الضارّ"، وذلك على الرغم من أن دراسة أجريت عام 2015 في جامعة سوانسا، وجدت أن الناس أكثر ميلًا بـ17 ضعفًا للاستعانة بفيديوهات "ASMR" لمساعدتهم على النوم مقارنة بميلهم لعرض محتوى جنسي.

لكن التأثر بهذه الفيديوهات ليس عامًا لدى جميع الناس، إذ تختلف التقديرات بشكل كبير بين 20% إلى 70%. وتقول أستاذة علم النفس في جامعة شيفلد البريطانية، جيوليا بويريو، إن الكثير من الناس لا يتأثرون بهذه الفيديوهات لأنهم يجدون صعوبة في تصديق أنها حقيقية.

وفي دراسة أجرتها جيوليا، وجدت أن الأشخاص الذين يبدون تأثرًا إيجابيًا مع هذه المقاطع يشعرون بالاسترخاء والراحة فعلاً، كما أن معدلات نبضات القلب لديهم تقل مقارنة بأولئك الذين لا يتأثرون بها. وقد كانت الملاحظات معتبرة بحثيًا، وتكاد تقترب من النتائج التي يلاحظها الباحثون في تجارب التأمّل.

وتعد إيما سميث واحدة من أشهر من يقدمون فيديوهات ASMR على الإنترنت، وتعرف بين متابعيها باسم "WhsiperRed"، وهو اسم قناتها على يوتيوب. وقد عرضت مقاطعها أكثر من 10 ملايين مرة على يوتيوب. وتقول سميث: "أنا أساعد الناس من كل العالم على النوم، وأساعدهم على التعامل مع الاكتئاب".

تصور إيما سميث مقاطع الفيديو الخاصة بهذه التقنية في حديقة منزلها، وتقول إنها حريصة في اختيار العلامات التجارية التي تتعاون معها، مؤكدة على أنّ تقنية "ASMR" هي "أمر يرتبط بالعاطفة والحب أكثر من بيع السلع". وترى سميث بأن الناس باتوا أكثر قدرة على مقاومة الإعلانات التي تستغل هذه الظاهرة لمجرد الترويج للسلع.

تقنية "ASMR" و"بزنس" التسويق

في بريطانيا، اهتمت شركات الدعاية والإعلان بهذه الظاهرة، ووجدوا أنها قد تكون أسلوبًا فريدًا لبيع وتسويق المنتجات. ففي الأشهر القليلة الماضية، قامت شركة رينو وشركة هارلي دافيدسون، كما فعلت أيكيا من قبل وشركات أخرى غيرها؛ بإنتاج مقاطع فيديو ومقاطع صوتية مصممة بالاعتماد على تقنية "ASMR".

هذه الفيديوهات الدعائية قد تكون طويلة وتصل إلى 25 دقيقة كما الحال مع إيكيا التي صورت فيديو يشتمل على أصوات محفزة من ملاءات الأسرة والوسائد، أو أصوات نقر على غطاء محرك السيارة، كما فعلت رينو، أو صوت هدير المحرك الخفيف كما فعلت هارلي دافدسون. وهكذا صار التركيز في عدد من الدعايات والفيديوهات الإعلانية على الصوت وما يحفزه في ذهن المتلقي، بعد أن كان الصوت أمرًا ثانويًا في كثير من الأحيان.

يقول تيم ويلر، وهو عالم نفس وأستاذ في التواصل بجامعة شيستر: "لو نجح الإعلان في منح المشاهد تجربة حسيّة ممتعة بالاعتماد على الصوت، فإنه سيكون أكثر تقبلًا للمنتج عند عرض الإعلان". وأضاف: "الأمر لا يرتبط بالمنطق بقدر ما هو مرتبط بالتجربة الحسيّة المباشرة التي يقدمها الإعلان. فلو نجح الفيديو في إدخال المشاهد في حالة من الاسترخاء والهدوء أثناء مشاهدة الإعلان، فإنه فرصة أن يتصرف استهلاكيًا بناء على تعاطيه الشعوري مع الإعلان ستكون كبيرة".

 اهتمت شركات الدعاية والإعلان بظاهرة تقنية "ASMR"، ووجدوا أنها قد تكون أسلوبًا فريدًا لبيع وتسويق المنتجات

ويقول ويلر إن الدعايات في التلفاز والسينما، صارت تعتمد أكثر وأكثر في الآونة الأخيرة على أصوات أكثر جذبًا ونعومة مع تجنب الأصوات المتكررة غير المنطوقة. ويرى ويلر أن تقنية "ASMR" بات لها حضور في عالم الدعاية، وهو يعتقد أن ذلك سيزداد في المستقبل.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تثيرنا وتستعبدنا.. إلى أين تقودنا الإعلانات التجارية؟

إنفوغرافيك: ماذا تعرف عن القلق والاسترخاء؟