23-يوليو-2017

(getty) ترامب مقبلًا ابنته

لا يزال كتاب "النساء العاملات" لـ إيفانكا ترامب يثير موجة من السخرية والاستهزاء منذ صدوره في أيار/مايو الفائت، لعدم احتوائه على أي لمسة خاصة، وغياب الأفكار الجديدة، والأهم لأن مؤلفته هي ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

كتبت "الإندبندنت" البريطانية: "كتاب إيفانكا ترامب سيئ، وأيضًا الماء رطب"

تقوم فكرة الكتاب على استعراض طرق النجاح بالنسبة للمرأة العاملة، وكيف يمكنها أن تحقق التفوق رغم قيود العمل والعائلة والواقع. 

اقرأ/ي أيضًا: قلب إيفانكا المحطم... ماذا عن قلوبكن؟

نال الكتاب قسطًا وافرًا من النقد والتجريح والهجاء، ذلك أن كثيرين رأوا أن ابنة الرئيس الأمريكي الخامس والأربعين غير مؤهلة لتقدّم مثل هذه النصائح، فهي التي ولدت غنية، وبإمكانها أن تدفع لمن يقومون بواجباتها العائلية، الأمر الذي يحقق لها تفرّغًا لاهتماماتها الخاصة، كما أنها تتحدث عن مشاكل لم تعشها يومًا، وتنصح النساء في قضايا لم تمثّل لها تجربة حاسمة، وكل "التفوق" الذي سبق وحققته لم يأت إلا لأنها من واحدة من أغنى عائلات العالم، بدءًا من فوزها بلقب "ملكة جمال مراهقات أمريكا" عام 1979، عبر مؤسسات مملوكة لوالدها، وانتهاء بإنجازها الأكبر في أنها أصبحت ابنة الرئيس.

حصل الكتاب في موقع "أمازون" خلال فترة صدوره على نجمة واحدة، لكنه عاد وقفز إلى ثلاث نجمات ونصف النجمة لاحقًا بشكل يبدو مصطنعًا ومشغولًا عليه، على الأغلب هناك حملة إلكترونية لرفع رصيده من النجوم، وربما سيصل قريبًا إلى مستوى النجوم الكاملة.

كتبت "الإندبندنت" البريطانية: "كتاب إيفانكا ترامب سيئ، وأيضًا الماء رطب"، في إشارة إلى بديهية رداءة هذا العمل. كما وصفه أحد النقاد: "الكتاب كمن يأكل فرشاة الماكياج". وجاءت الضربة الهجائية من إحدى الصحف الأوروبية التي كتبت ساخرةً: "ليس لدى كل امرأة أب مثل دونالد ترامب، الذي يستطيع أن يساعدها على النجاح، ولعله ابنته قد وضعت الكتاب لتساعد من لا يمتلكن والدًا مثل والدها".

ركز منتقدو الكتاب على عدم وجود فكرة جديدة في "النساء العاملات"، فهو يردّد الأفكار التي طالما اعتمدتها كتب التنمية الذاتية "self-help books"، وخلال عشرات الصفحات التي تريد أن تلهم الناس بالأفكار والتصورات كانت تعيد المعاد، وكأنها من قام بابتكار تلك الأفكار من العدم، وفيما تبقى من الصفحات، وهو ما ينوف على النصف، تسرد اقتباسات من فلاسفة وكتاب وسياسيين، من أمثال نيتشه وتوني موريسون ونيلسون مانديلا، في طريقة جعلت البعض يراها استباحة فكرية.

في ردها على عدم إيمان والدها بمساواة الرجال والنساء، تكتب إيفانكا أنه لو كان كذلك لما قبل بوجودها في البيت الأبيض

ما من أحد على وجه البسيطة إلا ويعرف أن ترامب لا يؤمن بالمساواة بين الرجال والنساء، لكن إيفانكا تريد أن تؤكد العكس، من حيث إن والدها أعطاها أفضل الأفكار لتكون ناجحة، وأنها دائمًا كانت تحظى بذات الفرص التي حظي بها إخوتها الذكور، وردّها الدامغ أنها الآن في البيت الأبيض، ووالدها ما كان ليقبل أن تكون فيه لو أنه حقًا يؤمن أن النساء غبيات.

اقرأ/ي أيضًا: تعرف على أهم 5 كتب عن الطائفية

من بين الأفكار الكثيرة التي جاءت طي صفحات "النساء العاملات" نشير إلى ما يأتي: 1- لا تعملي على جانب واحد من حياتكِ، بل اعملي على كل الجوانب في الوقت نفسه. 2- اكتبي رسالة إلى نفسك ضعي فيها ما تريدين أن تحققي في حياتك، ودومًا تفحصيها وانظري إلى ما الذي تحقق منها حقًا. 3- ابقي في العمل أكثر من سواك، ودائمًا تحدّثي عن ذلك. 4- تزوّجي شخصًا هادئًا لأنه سيساعدك على التقدم وامتصاص الأزمات.

من بين ما ترتكبه إيفانكا من مغالطات هو تركيزها على نسوية فردية في تحقيق النجاح، لا تنظر إلا إلى امرأة مشابهة لها في شكل الحياة، دون النظر إلى السياق الاجتماعي، ما يجعل هذا الطرح طرحًا خاويًا.

على الأرجح أنه من بين كل الكوارث التي تعرّض لها هذا الكوكب بسبب وصول شخص مثل ترامب إلى سدة الحكم، بكل حماقاته ورعونته وغطرسته، وبكل هراء عائلته، بات من الواجب أن نضيف هذا الكتاب إلى قائمة الكوارث الترامبية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

رواية "الباندا" لراهيم حساوي.. العبث بعبث الحياة

260 مثقفًا لبنانيًا ضد العنصرية بحق السوريين