04-يوليو-2019

غلاف الكتاب

ألترا صوت – فريق التحرير

"المختلف والمؤتلف.. تمثيلات المركز الغربي والهامش العربي وشيطنة الآخر" (منشورات المتوسط، 2019) كتاب للناقد السوري خلدون الشمعة يُمثل موشورًا تأويليًا مفتوحًا على جملة من القراءات الجادة لثقافة الآخر. وهو بذلك يتجاوز شيطنة (Demonization) الآخر، مقترحًا سبرًا نقديًا لشعريات المثاقفة، ممثلة بنماذج من الشعر والرواية، تختبر نوعين من الحركة، كل منهما يتجه في اتجاه معاكس للآخر، حركة تحيلنا إلى ما يدعوه هومي بابا، بـ"الفضاء الثالث". لماذا صار هذا الفضاء المشحون بالصور النمطية فضاء ثالثاً؟ لأن الفضاء الأول يتشبث بأسطورة الأصالة والعودة إلى الأصل، أي الامتثال لمفهوم المركز الأوروبي. وأما الثاني فهو الفضاء الضدِّي، فضاء الأصالة المعاكسة الذي يتشبث به دعاة النزعة النقائية التي ترفض بإصرار انفتاح آداب الهامش على المركز الأوروبي.

هل يمكن أن يتعايش المُختَلف والمؤتَلف في سِمطٍ واحد؟ هل يمكن أن لا يكون العقل الغربي الأدائي مكرَّسًا لخدمة نفسه؟

يبقى أخيرًا فضاء العلاقة المفتوحة على الآخر الأوروبي، الفضاء الثالث الذي يرفض كلاً من مفهوم التموقع الحضاري حاضن فكرة الثبات الذي جعلته الأصولية الاستشراقية عَلَماً مرفوعاً على الآخر الشرقي، ومفهوم الأصولية النقائية التي تتنكر لأي مفهوم يتصل بفكرة انفتاح الثقافات واحدها على الآخر. وهو فضاء اسمه المثاقفة، فضاء متوتر يتعايش فيه الضدان تعايش الحب والكراهية (Ambivalence) ، ويختزله جاك بيرك بقوله: "إن العرب يريدون ألا يشابهوا الآخرين وألا يختلفوا عنهم أيضًا".

اقرأ/ي أيضًا: "جدل الثقافة".. النقد في مواجهة أسئلة الكولونيالية وما بعدها

لكن هل يمكن أن يتعايش المُختَلف والمؤتَلف في سِمطٍ واحد؟ هل يمكن أن لا يكون العقل الغربي الأدائي مكرَّسًا لخدمة نفسه؟

هذا الكتاب يقترح السبيل إلى الجواب، أو الأجوبة عن السؤال.

من الكتاب

العصرنة والغربنة: أوروبا في المخيال الجمعي لرحّالة عرب، عنوان مقترح لعملية، تُشكِّل مخيال جمعي عربي.

وأُحبّ أن أذكر هنا بأن كلمة "عصرنة" هي الكلمة التي شاعت بدءًا من القرنَيْن الثامن عشر والتاسع عشر، الفترة الزمنية التي حدثت خلالها الرحلات التي قام بها رحّالة عرب إلى أوروبا، رحّالة وَجَدتُ أن كتاباتهم ربّما كانت تُشكِّل بعض ملامح مخيال جمعي عربي، نشأ تحت وطأة الشعور بهيمنة النزعة المركزية الأوروبية.

هذا الشعور بتلك الهيمنة، شعور الهامش في مواجهة المركز، لم يكن يقبل بتسمية الأشياء بأسمائها... لم يكن ليعترف بأن المحمول المعرفي للعصرنة هو نفسه المحمول المعرفي للغربنة.

وهكذا صار القول بالعصرنة بدلاً من "الغربنة"، وبالتالي مواجهة تبعات المعنى الحقيقي للعلاقة مع الآخر، ضربًا من خداع الذات العربية لنفسها. 

عن خلدون الشمعة

كاتب وناقد أدبي وأكاديمي، ولد في دمشق عام 1941 حيث نشأ، وأكمل الإجازة الجامعية من جامعة دمشق، وحصل على درجة الدكتوراه في الأدب المقارن من جامعة لندن.

قوبلت ثلاثيته في النقد العربي الحديث "الشمس والعنقاء-دراسات في المنهج والنظرية والتطبيق"، و"النقد والحرية"، و"المنهج والمصطلح" بتقييم نقدي إيجابي، واعتمدت مرجعًا لدارسي الأدب.

صدر له باللغة الإنكليزية كتاب "الحداثية وما بعدها: نظرية الحداثة –من النقد الأدبي إلى النقد الثقافي". أسهم الشمعة في تأسيس مجلات أدبية وثقافية عديدة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

النقد محروم من الوعي النقدي

النقد فعل جماليّ