28-سبتمبر-2019

تجاوز عدد متابعي الصفحة المليون (فيسبوك)

الترا صوت - فريق التحرير

من بين الأفكار المحلقة خارج سرب منظومة الإعلام المصري التي تم تأميمها لصالح الأجهزة السيادية، صفحة "الموقف المصري" على فيسبوك، التي وصل زخمها مؤخرًا لوسائل الإعلام المصرية، على خلفية الدعوات للتظاهر خلال الأسبوع الماضي.

تعيد صفحة "الموقف المصري" ترتيب الأحداث لتقديم سردية تستند للتحليل المنطقي، وأحيانًا تكون المعلومة وحدها كافية لإيصال المعنى

تعيد الصفحة ترتيب الأحداث والوقائع، لتقديم سردية غير مروية مسبقًا، تستند إلى التحليل المنطقي أحيانًا، وأحيانًا أخرى تكون المعلومة مجردة كافيةً لإيصال المعني.

اقرأ/ي أيضًا: "لا أرى لا أسمع لا أتكلم".. خطة الإعلام المصري

البديل

الصفحة التي تجاوز عدد متابعيها المليون، تقدم نفسها على أنها تمثل "رأي كل مصري مؤمن بالتغيير للأفضل". تريد الصفحة أن يكون لها دورٌ في "صياغة رأي التغيير بمساعدة خبراء لتقديم البديل الأفضل"، وتقول إنها أيضًا تهدف إلى "تنظيم أنفسنا ليكون البديل واقعًا".

صفحة الموقف المصري

تعتمد الصفحة على كلمات تبدو سحرية لغيابها عن المشهد السياسي في مصر، فهي ستساعد على صياغة رأي التغيير بمساعدة "خبراء"، وستعمل على "التنظيم" ليكون البديل "واقعًا".

تعمل الصفحة في ظل مناخ عام من التشديد الأمني، الذي يتحول إلى قمع متسم بالعنف أو العشوائية، وفي أحسن أحواله: حالة من الركود بغطاء أمني مشدد.

وتعمل الصفحة أيضًا في ظل حجب السلطات المصرية لأكثر من 500 موقع إلكتروني، بينها مواقع لصحف ورقية مرخصة في مصر. والآن تعمل في ظل مساعٍ لعرقلة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة فيسبوك وماسنجر، على خلفية دعوات التظاهر خلال الأسبوع الماضي.

رصد وتحليل

الصفحة التي يقوم عليها مجموعة من الشباب المصريين، بعضهم على الأقل مقيم في الخارج، تلتقط الحدث الجاري وتحاول من خلاله مخاطبة مستخدم فيسبوك المصري، بلغة سهلة، عاميّة في كثير من الأحيان، لتقديم قراءة حفّازة، باختلافها عن السائد إعلاميًا في معظم الأحيان، وبإضاءتها على ما يعنيه هذا الحدث، هنا والآن، وربطه بأحدث أخرى، للوصول إلى الصورة الكاملة.

على سبيل المثال قراءة الصفحة في الحادث الإرهابي الذي استهدف جنودًا مصريين في كمين التفاحة بسيناء، يوم أمس الجمعة 27 أيلول/سبتمبر 2019، إذا أشارت الصفحة إلى نقطتين بارزتين فيما يخص الحدث: الأولى عدم التأكد أو اليقين من أعداد الضحايا، والثانية هي التعتيم الإعلامي المصري التام على الحادث، فيما يبدو أنها باتت إستراتيجية متبعة للتغطية على حالات "التقصير الأمني" في ظل حملة أمنية مشددة ضد المواطنين خلال الأسبوع المنصرم.

هجوم النظام على "الموقف المصري"

بالموازاة مع الحملة الأمنية، كانت هناك حملة إعلامية ضد دعوات التظاهر، طالت فيما طالت، صفحة "الموقف المصري"، بوصفها "من أذرع التنظيمات الإرهابية" التهمة الأسهل والأكثر شيوعًا في الإعلام المصري.

وقال محمد الباز، رئيس تحرير صحيفة الدستور، وأحد أبرز الصحفيين المؤيدين للنظام، إن صفحة الموقف المصري "تخوض حربًا مخطط لها على مصر، وتقود حرب شرسة على مصر"، واصفًا إياها بـ"الكتيبة الإرهابية".

تعرضت صفحة "الموقف المصري" لهجوم من الإعلام المصري بوصفها "كتيبة إرهابية كاملة تحرض على الشعب المصري وعلى الدولة؟

وسرد محمد الباز، معلومات يبدو أنها تكهنية، لكنه يقدمها باعتبارها يقينًا لا شية فيه، ممزوج بما تسعه من أوصاف الخيانة والعمالة والإرهاب! 

وعلى هذا، تبدو صفحة على فيسبوك، بمحتوى معقول في تقديمه ومنطقيته، قادر على أن يربك النظام المصري، أو على الأقل هذا ما يبده إعلامه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

من حجب المواقع إلى اختراقها.. هذه قصة خالد البلشي وعمرو بدر

هدايا أبوظبي للقاهرة.. نظام جديد للتجسس على الإنترنت