سجّلت المملكة المتحدة في الفترة الأخيرة أرقامًا قياسية سلبية في مجال انتشار فيروس كورونا. وارتفعت نسبة الإصابات المسجّلة في الأسبوع الأخير بنسبة 42%. كما أعلنت بريطانيا عن وفاة 532 مواطنًا في الـ24 ساعة الأخيرة لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى أكثر من 66 ألف حالة وفاة بكوفيد-19، منذ وصول الفيروس إلى المملكة في شباط/فبراير 2020.
أعلن وزير الصحة مات هانكوك عن خطوات جديدة ستتخذها بلاده لمحاولة الحد من انتشار الفيروس، تتضمن تشديد إجراءات الحجر الصحي، وتوسيع دائرة المناطق التي سيشملها الإقفال العام
الأرقام المخيفة المسجّلة مؤخرًا، أتت في الوقت الذي كانت فيه بريطانيا قد بدأت بتوزيع لقاح فايزر على مواطنيها. وقد أعلن وزير الصحة مات هانكوك عن خطوات جديدة ستتخذها بلاده لمحاولة الحد من انتشار الفيروس، تتضمن تشديد إجراءات الحجر الصحي، وتوسيع دائرة المناطق التي سيشملها الإقفال العام، وخاصة في منطقة الجنوب. وقد أعرب العاملون في القطاعات الاقتصادية والتجارية عن خيبة أملهم من القرارات الجديدة، ورأوا أنها ستنعكس سلبًا على الاقتصاد البريطاني، وسيكون لها آثار سلبية ستظهر في المستقبل.
اقرأ/ي أيضًا: فقدان حاسة الشمّ من أعراض الإصابة بفيروس كورونا.. فما خطورة ذلك؟
فيما كان وزير الصحة مات هانكوك قد أعلن في خطاب أمام مجلس العموم، أن عددًا من المناطق ستنتقل إلى المستوى الثالث من الحجر الصحي. وأكدّ هانكوك أنه يتفّهم قساوة هذه الإجراءات، لكنه يرى أنه من واجب الجميع اليوم القيام بكل ما هو ممكن للحد من انتشار الفيروس.
المناطق التي ستشملها الإجراءات الجديدة تتمركز بشكل أساسي في جنوب المملكة، وتضم أكثر من 38 مليون مواطن. وسيبدأ تنفيذ هذه الإجراءات منتصف ليل الأحد القادم. ويخضع اليوم 99 % من مساحة المملكة للمستوى الثاني أو الثالث من الحجر الصحي. فيما تخضع مساحة صغيرة للمستوى الأول.
أعرب العاملون في القطاعات الاقتصادية والتجارية عن خيبة أملهم من القرارات الجديدة، ورأوا أنها ستنعكس سلبًا على الاقتصاد البريطاني
ويشير المستوى الثاني من الحجر أو TIER 2 إلى أن الخطر عالٍ ويتضمن إجراءات متساهلة إلى حد ما، كالسماح بالتجمّعات لأقل من 6 أشخاص، كما يسمح بفتح المطاعم والأندية الرياضية، إضافة إلى الحانات والملاهي حتى الساعة 11 ليلًا، بشرط الالتزام بالتباعد الاجتماعي، وأخذ الاحتياطات اللازمة، كارتداء الكمامة وتعقيم المعدّات. يُسمح في المستوى الثاني أيضًا بتنفيذ النشاطات الرياضية، كذلك يسمح بحضور الجمهور للفعاليات العامة بشرط ألا يتخطى ألفي متفرج، وألا يتخطى نصف سعة المدرج. يُسمح أيضًا بالتنقّل والسفر بشرط احترام القوانين الطارئة مرعية الإجراء، كإجراء فحص PCR في المطار، والالتزام بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي خلال التنقل.
اقرأ/ي أيضًا: 6 تدابير وقائية أساسية ضد فيروس كورونا الجديد
أما المستوى الثالث من الحجر الصحي TIER 3 فهو مصنف VERY HIGH أي عالٍ جدًا، وينص على إجراءات أكثر صرامة من المستويين الأول والثاني، حيث يُمنع فتح الحانات وصالات المطاعم، والسماح فقط لخدمة التوصيل إلى المنازل Delivery. كذلك لا يُسمح للجماهير بحضور الأنشطة الرياضية. وكان الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم قد سمح بدخول أعداد محدّدة من الجماهير إلى المدرجات في الأسبوعين الماضيين، لكن من المرجح أن يتراجع عن قراره في ظل فرض إجراءات المستوى الثالث من الحجر.
ويتخوّف البريطانيون اليوم من لجوء الحكومة إلى المستوى الرابع الذي ينص على الإقفال التام lockdown في حال لم تظهر مؤشرات إيجابية فيما يخص تراجع أعداد الإصابات والوفيات، الأمر الذي يعني إقفال المطارات والمطاعم والنوادي الرياضية، وكل المرافق الحيوية باستثناء تلك المرتبطة بشكل مباشر بالصحة والغذاء، وضمن شروط صارمة.
تعتمد بريطانيا على خمسة مؤشرات أساسية لتحديد المستوى الذي ستفرضه على المنطقة أو الوحدة السكنية وهي: عدد الحالات الإيجابية في المنطقة، عدد الحالات في صفوف المواطنين فوق عمر 60 سنة، نسبة وفاة المصابين على عدد الإصابات، نسبة الفحوصات الموجبة على مجمل الفحوصات، مستويات الضغط على القطاع الصحي وقدرة المستشفيات على استيعاب الحالات. مع الإشارة إلى أن الإجراءات ضمن المستوى نفسه قد تختلف بين دولة وأخرى داخل المملكة المتحدة. فمثلُا في ويلز، لا يسمح للمطاعم بتقديم الكحول أثناء تطبيق المستوى الثاني من الحجر، ويُفرض عليها الإقفال عند الساعة السادسة مساءً بينما في إنجلترا يبدأ الإقفال عند الساعة 11 ليلًا.
اقرأ/ي أيضًا: