أثار توصل الولايات المتحدة وألمانيا لاتفاق بشأن خط الأنابيب المعروف باسم السيل الشمالي 2 (نورد ستريم 2) الذي يسمح بتوريد الغاز الطبيعي الروسي إلى الأراضي الألمانية مرورًا بأوكرانيا موجة من الانتقادات لدى المشرعين الأمريكيين من كلا الحزبين الرئيسيين في الكابيتول، قبل الدول المطلة على بحر البلطيق بالاشتراك مع دول أوروبا الشرقية، خصيصًا أن الاتفاق جاء بعد قرابة شهر من حشد الكرملين لعشرات الآلاف من الجنود الروس قرب الحدود الأوكرانية – الروسية.
أثار توصل الولايات المتحدة وألمانيا لاتفاق بشأن خط الأنابيب المعروف باسم السيل الشمالي 2 (نورد ستريم 2) موجة من الانتقادات والجدل
موافقة، تحذير، رفض، وخلاف على المشروع
عاد خط أنابيب السيل الشمالي 2 إلى مقدمة الخلافات التي يشهدها الاتحاد الأوروبي، المنقسم أصلًا بسبب قضايا خلافية سابقًا، بعد إعلان الولايات المتحدة عن توصلها لاتفاق مع ألمانيا يسمح للأخيرة المضي قدمًا بشأن خط الأنابيب، بعدما كان المشروع قد لاقى معارضة أمريكية وصلت إلى فرض عقوبات على الشركات الأوروبية المنفذة للمشروع، خلال ولايتي الرئيس السابق باراك أوباما، ومن بعده إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
اقرأ/ي أيضًا: بالرغم من خلافاتهما: تعهد ألماني أمريكي ببناء جبهة لمواجهة روسيا والصين
لكن الموافقة الأمريكية على مضي ألمانيا قدمًا بتنفيذ المشروع، جاءت مصحوبةً بتحذيرات على لسان المكلفة بالشؤون السياسية في وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند التي أكدت على أنه إذا حاولت روسيا "استخدام الطاقة كسلاح أو لارتكاب أعمال عدوانية أخرى ضد أوكرانيا"، فإن برلين ملزمة بالاشتراك مع واشنطن "باتخاذ تدابير على المستوى الوطني والضغط من أجل اتخاذ تدابير فعالة على المستوى الأوروبي".
الدبلوماسية الأمريكية، نولاند، أضافت في تصريحاتها الصحفية التي تناقلتها وسائل إعلام غربية قبل أيام، بأن هذه التدابير ستشمل العقوبات الاقتصادية "لحصر قدرات التصدير الروسية نحو أوروبا في قطاع الطاقة"، أما على الجانب الآخر من الاتفاق فقد أكدت نولاند على دعم الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة مع حليفتها ألمانيا "عبور الغاز بين روسيا وأوكرانيا الذي ينتهي في العام 2024 لمدة عشر سنوات إضافية".
ألمانيا تتعهد بتقديم مليار دولار لأوكرانيا
على الطرف المقابل من الاتفاق، عبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن ارتياحه بالتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن مشروع السيل الشمالي 2، فقد غرّد عبر حسابه الرسمي على تويتر قائلًا: "أشعر بالارتياح بأن توصلنا إلى حل بنّاء مع الولايات المتحدة بخصوص نورد ستريم 2"، وتابع مضيفًا "سندعم أوكرانيا في بناء قطاع للطاقة الخضراء (المتجددة) وسنعمل على تأمين نقل الغاز عبر أوكرانيا خلال العقد القادم".
وتضمن الاتفاق وعودًا ألمانية بتقديم مليار دولار لأوكرانيا كمساعدة من أجل التحول إلى الطاقة النظيفة وخفض اعتمادها على روسيا، بحسب ما نقلت وسائل إعلام غربية على لسان مسؤول أمريكي فضّل عدم الكشف عن هويته،حيثُ قال في تصريحات مقتضبة إن: "ألمانيا التزمت بإنشاء وإدارة صندوق للطاقة بقيمة مليار دولار من أجل دعم تحول أوكرانيا إلى الطاقة النظيفة".
وكان الاتفاق الألماني – الأمريكي قد جاء على خلفية اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي جو بايدن مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، منتصف الشهر الجاري، وفي محاولة لتبرير الموافقة الأمريكية على مشروع السيل الشمالي 2، أوضح بايدن خلال المؤتمر الصحفي المشترك أن نسبة ما أنجز من المشروع أصبحت 90 بالمائة، وهو ما يجعل من غير المنطقي فرض عقوبات إضافية على الشركات التي تنفذ المشروع.
الدبلوماسيون الروس يوافقون على استمرارية المشروع.. ويرفضون التهديدات الأمريكية
المستشارة الألمانية استبقت الإعلان عن الاتفاق الألماني – الأمريكي المشترك باتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكدت من خلاله على تنفيذ بنود اتفاقيات مينسك من أجل التوصل لحل نهائي للصراع في شرق أوكرانيا، وفقًا لما أشارت المتحدثه باسم مكتبها، مضيفة أن "قضايا الطاقة مثل عبور الغاز عبر أوكرانيا وخط أنابيب السيل الشمالي 2 كانت أيضًا موضوعات نقاش".
بينما قوبلت عبارات وردت في البيان الألماني – الأمريكي المشترك برفض لغالبية الدبلوماسيين الروس، التي جاءت بدايةً على لسان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بإشارته إلى أن البيان المرتبط بمشروع السيل الشمالي 2 يتضمن أشياء لا يمكن لروسيا الموافقة عليها، مشددًا على أن موسكو لم تستخدم أبدًا موارد الطاقة أداة للضغط السياسي.
وعلى عكس بيسكوف،استخدمت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبارات أقل هجومية عندما أكدت في مقدمة حديثها على أن السيل الشمالي 2 سيدخل حيز العمل قريبا، قبل أن تضيف مستدركة أن دخول مشروع خط الأنابيب العمل سيكون "رغم محاولات واشنطن تسييسه"، وانضم السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف إلى زملائه الدبلوماسيين الروس عندما شدد على أن بلاده لا تستخدم الطاقة أداة للضغط، واصفًا التصريحات الأمريكية بأنها لا أساس لها.
أوروبا الشرقية تتشارك المخاوف مع دول البلطيق
أبرز ردود الفعل الدولية على الاتفاق الأمريكي – الألماني المشترك كانت من أوكرانيا التي عبر عنها مستشار رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية ميخائيل بودولياك مؤكدًا على رفض بلاده للاتفاق المشترك في تصريحات نقلتها مجلة بوليتيكو الأمريكية، فقد أكد على أن "الولايات المتحدة وألمانيا في المفاوضات الثنائية يمكنهما حل أي قضايا تتعلق بمصالحهما"، قبل أن يضيف متابعًا "لكن عندما يؤثر ذلك على مصالح الدول الأخرى، فمن المستحيل أن يقرروا أي شيء وراء ظهورهم".
واعتبر بودولياك في حديثه "أن خط أنابيب الغاز السيل الشمالي 2 لا يشكل تهديدًا على أوكرانيا فقط، ولكن أيضًا على بولندا وليتوانيا"، مشددًا على ضرورة التوصل لاتفاق بين جميع الشركاء، قبل أن يتابع واصفًا مشروع السيل الشمالي 2 بأنه "أداة خاصة لروسيا لتعظيم الفرص لزعزعة استقرار دول أوروبا الشرقية"، موضحًا أن إيقاف المشروع قبل أن يدخل حيز العمل "سيكون أسهل وأرخص مما سيكون عليه لاحقًا عندما تكون روسيا أفضل استعدادًا".
ومن بين ردود الأفعال الأكثر قسوةً، كانت التصريحات المنسوبة لوزير الدفاع البولندي السابق راديك سيكورسكي، التي نقلتها مجلة فورين بوليسي الأمريكية، حيث شبه اتفاق السيل الشمالي 2 باتفاق وزير خارجية الاتحاد السوفييتي فياتشيسلاف ميخائيلوفيتش مولوتوف مع وزير الخارجية الألمانية يواخيم فون ريبنتروب في حقبة هتلر في عام 1939، المعروف باسم اتفاق مولوتوف – ريبنتروب، والذي أدى في النهاية إلى اقتسام بولندا بين ألمانيا النازية والاتحاد السوفييتي مما كان سببًا في اندلاع الحرب العالمية الثانية.
من جهته وصف وزير خارجية ليتوانيا غابريليوس لاندسبيرغيس الاتفاق بأنه "خطأ"، قبل أن يضيف مشددًا على أن هذا "الخطأ سيكلف كثيرًا"، معتبرًا أن تنفيذ مشروع السيل الشمالي 2 سيكون بمثابة "نصر كبير" للرئيس الروسي، مطالبًا بأن "يدفع (بوتين) ثمنًا باهظًا للغاية من أجل هذا النصر"، حيثُ اعتبر أن السيل الشمالي 2 "ورقة ضغط كبيرة وهناك فرصة لاستخدامها بشكل إيجابي بعض الشيء"، وشدد على أنه "ما لم يتم القيام بذلك، فسيمثل الأمر هزيمة"، في إشارة منه للضغط على الجانب الروسي بهدف الحصول على تنازلات إضافية.
وانضم رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيسكي إلى الدول الأوروبية الرافضة لمضمون الاتفاق الألماني – الأمريكي المشترك، فقد قال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء البولندية الحكومية إنه يعبر عن عدم موافقته الاتفاق، الذي وصفه بـ"النهج الأناني لحلفائنا (برلين وواشنطن) لبناء خط الأنابيب هذا"، وأضاف مورافيسكي بأن بلاده سعت لإقناع دول أخرى بأن المشروع لن يساعد سوى روسيا في إعادة تسلحها.
وكانت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني لشؤون التكامل الأوروبي والأوروأطلسي أولغا ستيفانيشينا قد شددت على وجوب أن تحصل بلادها على تعويضات من اكتمال مشروع السيل الشمالي 2، على أن تكون مشمولة بـ"مجموعة من القرارات في مجال الطاقة، وبينها الضمانات للحفاظ على الترانزيت ومواصلة العلاقات في إطار الصفقة الثلاثية"، بالإضافة لحصول كييف على "ضمانات لا اتفاقيات (بشأن) وحدة أراضيها وسيادتها".
- مشرعو الكابيتول يجمعون على رفض الاتفاق
ما كان لافتًا في الموقف الأمريكي من موافقة إدارة بايدن على المضي قدمًا في مشروع السيل الشمالي 2 أنه سجل توافقًا ديمقراطيًا – جمهوريًا على الاتفاق الألماني – الأمريكي المشترك، وذلك بعدما تنازلت واشنطن عن العقوبات المفروضة على شركة السيل الشمالي 2 أي جي (Nord Stream 2 AG) المشرفة على تنفيذ مشروع خط أنابيب الغاز في أيار/مايو الماضي، قبل أقل من شهر على انعقاد القمة الأمريكية – الروسية التي جمعت بايدن بنظيره الروسي بوتين.
وتتجه التوقعات إلى أن يقابل اتفاق السيل الشمالي 2 بمعارضة قوية من قبل مشرعي الكابيتول، إذ يتفق المشرعون الديمقراطيون والجمهوريون معًا على أن مشروع خط الأنابيب من شأنه أن يقوض الأمن القومي الأوكراني، ويستند المشرعون في نظريتهم إلى أن موسكو ستتخذ إجراءات أكثر عداونية اتجاه جارتها أوكرانيا في حال لم تعتمد عليها في نقل الغاز إلى ألمانيا وأوروبا.
فقد رأى السيناتور الجمهوري روب بورتمان أن السيل الشمالي 2 "سيعزز روسيا ويقوض المصلحة الوطنية لأمريكا ويهدد أمن أوكرانيا" أحد أبرز حلفاء الولايات المتحدة في شرق أوروبا، بينما وصف السيناتور الجمهوري الآخر تيد كروز – الذي شارك في وضع العقوبات المفروضة على السيل الشمالي 2 – الاتفاق بأنه "حطأ جيوسياسي كبير"، مضيفًا أنه "سيحصل الديكتاتوريون الروس بعد عقود من الآن على مليارات من الدولارات كل عام كهدية من جو بايدن".
أما على الجانب الديمقراطي فقد شددت النائبة مارسي كابتور على أنه يجب على الكابيتول "رفض أي صفقات لا تحمي الأمن عبر الأطلسي وسيادة أوكرانيا"، وانضم إلى المشرعين الديمقراطيين الرافضين للاتفاق السيناتور بين كاردين الذي رأى أنه "فورًا بعد التدشين (مشروع السيل الشمالي 2) ستظهر هناك عوامل الضعف"، فيما عبّرت السيناتورة جين شاهين عن "تشكيكها" في الاتفاق بالنظر إلى أن الجانب الروسي "يرفض اللعب وفقًا للقواعد".
موافقة واشنطن جعلت النظام العالمي أقل أمانًا
في محاولة لبعث رسالة اطمئنان من البيت الأبيض إلى حليفته أوكرانيا، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي سيلتقي بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نهاية آب/أغسطس القادم، وبحسب بيان المكتب البيضاوي فإن اللقاء سيؤكد على دعم واشنطن الثابت لـ"سيادة وسلامة" الأراضي الأوكرانية في مواجهة "العدوان الروسي المستمر" في شرق أوكرانيا، وشبه جزيرة القرم التي استولت عليها موسكو في عام 2014.
لكن التطمينات والرسائل الأمريكية الموجهة لأوكرانيا لا يُنظر إليها على محمل الجد، إذ وفقًا لمجلة فورين بوليسي فإن وجهة النظر السائدة في أوروبا الوسطى والشرقية تقول إن الإدارة الأمريكية الراهنة على استعداد بأن تقدم تنازلات لموسكو على "حساب أمنهم"، ومن المعروف أن دول أوروبا الوسطى أو الشرقية تواجه انقسامًا فيما بينها بشأن التحالفات الدولية.
إذ على سبيل المثال لا الحصر، بينما نجد دولًا مثل هنغاريا تملك علاقات جيدة مع الجارة روسيا، ووصفت سابقًا بأنها "حصان طروادة الروسي"، نجد على الطرف المقابل دولًا مثل بولندا وأوكرانيا لديها عداء شديد اتجاه السياسات الروسية، وهي أكثر قربًا وتفاهمًا مع الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، إضافة لجمهورية التشيك التي قامت بطرد دبلوماسيين روس مؤخرًا.
المجلة الأمريكية تأكيدًا لتحليلها، وصفت البيان الألماني – الأمريكي المشترك بأنه "جهد ضعيف" يدخل في إطار محاولة التبريرات الأمريكية للموافقة على مشروع السيل الشمالي 2، فيما رأت أن الموافقة على المشروع ستكون بمثابة "استسلام"، نظرًا لتقديم الاتفاق "وعودًا غامضةً" للجانب الأوكراني، معيدةً للأذهان مذكرة الضمانات الأمنية الموقعة في بودابست في عام 1994.
وكانت مذكرة بودابست الموقعة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأوكرانيا وروسيا، قد نصت على نزع السلاح النووي الأوكراني الذي يعود للحقبة السوفيتية، وتضمن التنازل عن ترسانة كييف النووية لصالح روسيا، في مقابل منح ضمانات للحفاظ على استقلال الأراضي الأوكرانية، وهو ما أظهر لاحقًا فشل المذكرة، بعدما امتنعت بريطانيا والولايات المتحدة عن الرد على استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم أولًا، والرد كذلك على تقديم موسكو الدعم العسكري للانفصالين الموالين لروسيا في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا ثانيًا.
وبالمثل تنظر المجلة الأمريكية للوعود الألمانية المقدمة لأوكرانيا بشأن تنفيذ مشروع السيل الشمالي 2، حيث توضح ذلك مشيرةً إلى أن برلين "لا تتمتع بقدر كبير من المصداقية" في وعودها المقدمة لأوكرانيا، وتستند في حديثها إلى عدم التزام باتفاق الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في قمة ويلز في عام 2014، عندما تعهدوا بإنفاق اثنين بالمائة من ميزانية الإنتاج المحلي على الميزانية الدفاعية للحلف، غير أن ألمانيا لم تلتزم بتنفيذ بنود الاتفاق، ويضاف إلى ذلك عدم رد الحكومة الألمانية بحزم على محاولات الاغتيال التي استهدفت معارضين روس سواء أكانوا في برلين أو خارجها،
وتختم المجلة الأمريكية تقريرها الذي نشر، أول أمس الاثنين، بالإشارة إلى أن تنازل الولايات المتحدة عن العقوبات المفروضة على مشروع السيل الشمالي 2 أضعف مصداقيتها لدى الدول الأوروبية أولًا، وعلى المستوى العالمي ثانيًا، فقد تعلمت ألمانيا من درس السيل الشمالي 2 أنه يمكنها أن تسير وفق استراتيجيتها الخاصة في تعاملها مع القادة الديكتاتوريين، متجاهلة بذلك مبادئها السياسية، والعواقب التي يمكن أن تسفر عنها بتجاوزها الجانب الأمريكي.
وجهة النظر السائدة في أوروبا الوسطى والشرقية تقول إن الإدارة الأمريكية الراهنة على استعداد بأن تقدم تنازلات لموسكو على "حساب أمنهم"
لكن الأهم من ذلك أيضًا يبقى الصين وروسيا اللذين سيعتبران أن العقوبات الاقتصادية الأمريكية بالاشتراك مع الاتحاد الأوروبي المفروضة عليهما لن تستمر لفترة طويلة، إذ ترى مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن بتنازلها عن العقوبات المفروضة على مشروع السيل الشمالي 2 لخط أنابيب الغاز جعلت "النظام الدولي الهش أقل أمانًا".
اقرأ/ي أيضًا:
فيسبوك: متسللون في إيران استخدموا الموقع لاستهداف جنود بالجيش الأمريكي