25-مارس-2023
getty

المصادر الأمريكية تحاول التأكيد على تجنب الصراع مع إيران (Getty)

تصاعد الصراع في شمال شرقي سوريا، يوم الجمعة، بين القوات الأمريكية والمجموعات المدعومة من إيران، التي استهدفت قواعد أمريكية بالصواريخ والطائرات المُسيّرة، وذلك بعد قصف أمريكي ليلة يوم الخميس، ردًا على هجوم المجموعات المدعومة من إيران أسفر عن مقتل متعاقد أمريكي وإصابة ستة أمريكيين آخرين.

استمرت طوال الليلة الماضية ضربات صاروخية نفذتها مجموعات موالية لإيران باتجاه القواعد الأمريكية شرق دير الزور

واستمرت طوال الليلة الماضية ضربات صاروخية نفذتها مجموعات موالية لإيران باتجاه القواعد الأمريكية شرق دير الزور، وبالأخص المنتشرة في محيط حقل العمر النفطي، وذلك ردًا على القصف الأمريكي، الذي أعلنت واشنطن أن بايدن قد اتخذ قراره.

وبعد سلسلة من الهجمات الصاروخية، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: "الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران"، في محاولة لاحتواء الهجمات الصاروخية والتهدئة. وأضاف بايدن أن الولايات المتحدة "ستتصرف بقوة لحماية الأمريكيين".

وتشير المصادر الأمريكية، إلى أن جولة القتال الحالية، هي الأخطر في المنطقة منذ كانون أول/ ديسمبر 2019.

وبدأت جولة التصعيد الحالية، يوم الخميس، بعد وصول طائرة مُسيّرة انتحارية إلى قاعدة أمريكية في محيط الحسكة، مما أسفر عن مقتل متعاقد الأمريكي وإصابة ستة أمريكيين آخرين، فيما يشير الجيش الأمريكي إلى المُسيّرة إيرانية الصنع.

ومنذ كانون ثاني/ يناير 2021 نفذت المجموعات المدعومة من إيران 78 عملية استهداف للقوات الأمريكية في شمال شرقي سوريا.

وعقب الهجوم بالمُسيّرة، أعلن البنتاغون عن تأكيده بأن المُسيّرة إيرانية، وقامت الولايات المتحدة بشن سلسلة من الغارات الجوية "الانتقامية"، على مواقع المجموعات الإيرانية في شمال سوريا.

وأسفرت الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على ما قالت إنها منشآت في سوريا تستخدمها الجماعات التابعة للحرس الثوري الإيراني عن مقتل 19 شخصًا، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

من جانبه، قال وزير الدفاع لويد أوستن، في تصريحات سابقة، "كما أوضح الرئيس بايدن، سنتخذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبنا وسنرد دائمًا في الوقت والمكان اللذين نختارهما، لن تضرب أي جماعة قواتنا مع الإفلات من العقاب"، على حدِّ قوله.

بدوره، رجح مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر، استمرار القصف الإيراني، وأن القصف الأمريكي الانتقامي لن يردع المجموعات المدعومة من إيران في سوريا، وذلك خلال حديث مع نيويورك تايمز.

قال مسؤولون أمريكيون إن الضربة الجوية الأمريكية الأخيرة كانت رابع مرة ترد فيها إدارة بايدن عسكريًا على هجمات المجموعات المدعومة من إيران في سوريا والعراق، فيما تستمر المصادر الأمريكية في محاولة التهدئة والابتعاد عن زيادة التصعيد مع إيران. 

وقال المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر: "ينصب تركيزنا في سوريا على مهمة هزيمة داعش وسيظل ذلك محور تركيزنا". مضيفًا: "نحن لا نسعى للصراع مع إيران، ولا نسعى للتصعيد معها، لكن الضربات التي قمنا بها الليلة الماضية كانت تهدف إلى إرسال رسالة واضحة للغاية مفادها أننا سنأخذ حماية أفرادنا على محمل الجد، وأننا سنرد بسرعة وحسم إذا تعرضوا للتهديد".

الضربة الجوية الأمريكية الأخيرة كانت رابع مرة ترد فيها إدارة بايدن عسكريًا على هجمات المجموعات المدعومة من إيران في سوريا والعراق

وقالت لينا الخطيب هي مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، إن إيران لم تتنازل عن طموحاتها لإزاحة الولايات المتحدة الأمريكية من الشرق الأوسط، رغم انخراطها بالمصالحة في المصالحة مع السعودية الشريك الأمني للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، وذلك خلال حديث لوول ستريت جورنال.