04-أكتوبر-2016

المطرب محمد رمضان في لقطة من فيلم الألماني

يواصل الناقد الفني، محمود قاسم، توثيق أغنيات الأفلام في موسوعة الأغنيات في السينما المصرية، التي بدأت بالفترة من 1933 حتى 1945 وانتهت بالجزء الأخير، من 2005 حتى 2013، الصادر عن هيئة قصور الثقافة.
أبطال الجزء السابع، والأخير، هم نجوم أغنيات الأفلام في السنوات الأخيرة، ولا بد أن يأتي في مقدمتهم مدحت صالح، وآمال ماهر، ومحمد فؤاد، وتامر حسني، ومحمد منير، وأحمد مكي.

اعترض نشطاء مصريون على صدور كتاب عن وزارة الثقافة من أموال دافعي الضرائب على أغنيات لا تمثلهم

إلى جانب كل هؤلاء، ضمّ مجموعة أغنيات، تسمّى في الثقافة المصرية مهرجانات، ظهرت مؤخرًا وكانت تعتبر "تحية الأفراح" في الأحياء الشعبية، وانتقلت إلى الأفلام وشاشات التليفزيون باعتبارها شكل فني، ونوع من أنواع الغناء كـ"الراب"، و"الجاز"، ويعتبره أغلب نقاد الطرب إسفافًا، وتلاحق صنّاعه اتهامات بـ"إفساد الذوق العام".

اقرأ/ي أيضًا: مصر.. فضيحة في "الكونسرفتوار"

موجة غضب واجهت صدور الجزء الأخير من جانب نشطاء ثقافيين، اعترضوا على احتواء مجلّد "موسوعة" صادر عن وزارة الثقافة من أموال دافعي الضرائب على أغنيات لا تعبِّر عنهم ولا تمثلهم، ومنها:
"عايزك تدلعيه.. عايزك تهشكيه
وإن قالك هاتي بوسة اديله وخلصيه
ح اهيصه واشهيصه وادلعه وارقصه
والليلة ليلتي وكتب كتابي وفرحي عليه
لايقين على بعض موت ح اقولها بأعلى صوت
ربنا يتيم قلبه.. وإن شاء الله اللي يغير يموت".

وشبَّهت صفحة "ألتراس وزارة الثقافة"، المعارضة لحلمي النمنم، الموسوعة بدواوين "زاب ثروت"، وقالت إن هناك عشرات المبدعين الذين ينتظرون أن تنشر لهم الدولة صفحة واحدة من كتاباتهم، لكن الوزارة تلتفت إلى "أنصاف الموهوبين" بطباعة 700 صفحة، وتنسى مبدعين أعمالهم توزن بالذهب. وأكَّدت: "هذا سبب انهيار الثقافة.. وليس انهيار وزارة الثقافة فقط".

وكان أكثر ما أغضب معارضي حلمي النمنم في وزارة الثقافة نشر أغنية "أديك في السقف تمحّر"، التي وردت في فيلم "قلب الأسد" لمحمد رمضان، ويعتبرها البعض، بالإضافة إلى كونها مبتذلة، خارجة عن حدود الأدب، ولا يليق أن تنشر في "مطبوعات حكومية".

وتقول الأغنية:
"اديك ف السقف تمحر ..
اديك ف الأرض تفحر ..
اديك ف السقف تمحر ..
اديك ف الأرض تفحر ..
اديك ف الجركن تركن ..
اديك ف الحارة سجاره ..
اديك تلبس نظاره ..
اديك ف الحارة سجاره ..
اديك تلبس نظاره ..
اديك في الكازلك سيف 
اديك على قد الكيف
اديك في الكازلك سيف
اديك على قد الكيف
اديك وترد عليا
بس اوعى تبجح فيا 
اديك وترد عليا 
بس اوعى تبجح فيا".

واعترضت مجموعة من النسويات على أغنية جاءت في فيلم "جيم أوفر" بطولة يسرا ومي عز الدين، تقول:
"مش هتيجي.. مش هروح
بعزم ما عندي بقول.. بصوت مجروح.. مش هروح
وادي بنت سهرانة في حفلة أمها طبت على غفلة
يا أرض اتشقي وابلعيني.. دي ماما جاية تطلع عيني
اه يا بت يا خايبة.. أعصابك سايبة
ورامية نفسك في غرامه.. دايبة".

في الوقت الذي ظهرت فيه الطقاطيق اعتبرت "إسفافًا"، لكن الأمانة في التوثيق اعتبرتها نوعًا "راقيًا" وتراثيًا من الفن

اقرأ/ي أيضًا: "ولاد المرة".. آخر تجليات شهوة الشهرة في الكتب

إلى من يُوجَّه الرصاص؟.. قالت أمينة عبد الله، الناشطة الثقافية، إن التوثيق يقتضي جمع المادة دون تقييم أو انتقاء، وهو ما اعتمد عليه الباحث محمود قاسم "التوثيق البيبلوغرافي"، وأضافت: "لولا هذا النوع من التوثيق لما عرفنا طقاطيق كثيرة مثل: ارخي الستارة اللي في ريحنا للسيدة منيرة المهدية، و(هات الإزازة واقعد لاعبني) للسيدة نعيمة المصري".

في الوقت الذي صدرت فيه الطقاطيق، كانت تعتبر "إسفافًا" أيضًا، لكن الأمانة في التوثيق حفظتها لأجيال بعدها اعتبرتها نوعًا "راقيًا" وتراثيًا من الفن، ودخلت في باب "الفلكلور" أيضًا. تتفق مع "أمينة" آراء كثيرة ترى أن الباحث أدّى دوره، ووثّق الفترة بكل سوءاتها، وهو ما يساعد باحثين -من أجيال قادمة- في تقييم وتأريخ الفترة الحالية في الموسيقى والغناء.

بين كل الآراء المتضاربة، يقول أحمد إبراهيم، مدير Creative bookstore، إن اللوم كلّه -بالدرجة الأولى- على الأغاني المسفّة وصناعها، وليس على توثيقها، وجانب من اللوم يوجَّه إلى اهتمام وزارة الثقافة بتوثيق الإسفاف، الذي يصنعه "السبكي"، أكثر من اهتمامها بطباعة ونشر أعمال أدبية وبحثية جيدة.

اقرأ/ي أيضًا:

"نمنمة" الثقافة المصرية تبدأ بجريدة "مسرحنا"

بديع خيري.. موليير المصري