22-مايو-2019

المنشد سليم الوادعي

للإنشاد الديني والفني مكانته في الوسطين الاجتماعي والثقافي، وحتى السياسي، في اليمن، وقد بات محط اهتمام كبير من قبل الباحثين والمهتمين، خاصة أولئك الساعين لتوثيقه وحفظه من الاندثار.

يمتاز فن الإنشاد في اليمن بأشياء كثيرة، منها أنه لا تصاحبه أية آلة موسيقية، وتتضمن كلماته شعرًا توسليًا

يظل الإنشاد صوتًا لا يمكن تجاوزه، على الرغم من اندثار العديد من الفنون خلال السنوات الماضية وتغيبيها، إما بسبب الحرب أو بسبب بروز الأغاني العربية والمحلية في الساحة اليمنية التي تروج لها وسائل الإعلام المختلفة، وله نكهته ولغته الخاصة التي تعتمد على الحناجر الموسيقية فقط.  

اقرأ/ي أيضًا: أناشيد دينية بألحان علي الديك!

يمتاز فن الإنشاد في اليمن بأشياء كثيرة، منها أنه لا تصاحبه أية آلة موسيقية، وتتضمن كلماته شعرًا توسليًا في المديح النبوي والموشحات الدينية.

المنشد اليمني والمهندس الصوتي والموزع الموسيقي سليم الوادعي أحد نجوم الإنشاد في اليمن، ومن أجملهم صوتًا، سجّل حضورًا كبيرًا في أذهان اليمنيين، وفي مجالسهم ومناسباتهم، وفي شهر رمضان بشكل خاص، من خلال أناشيده المتنوعة، بصوته العذب، الذي تسلم له حواسك وقلبك عند سماعك له.

ولد سليم في محافظة عمران شمال اليمن في عام 1989. بدأ بممارسة الإنشاد منذ طفولته، ومن خلال مشاركته في البرامج المدرسية شعر بأنه منشد وأن هذا مجاله، فصوته الشجي الذي لا يحتاج إلى آلات موسيقية منحه الثقة بنفسه، ووجد في هذا الفن طموحه ومستقبله.

يمكنك أن توصل رسالة للمجتمع من خلال الإنشاد، وزرع نصائح وقيم سامية من خلال الإتشاد، بالإضافة الى التقرب الى الله، وتحبيب القيم الجميلة والأخلاق الفضيلة.

يقول سليم لـ"الترا صوت" إنه في بادئ الأمر لاقى رفضًا من أسرته، ومحاولات لوأد موهبته من المجتمع، ذلك أن المجتمع القبلي الذي نشأ فيه لا يقبل أن يكون أحد أبنائه منشدًا أو مغنيًا، لكن ثقته بنفسه لم تهتز، وتمكن من إقناع أسرته عبر إبداعاته الفنية، وباتت اليوم تدعمه وتعتبره مصدر فخرٍ لها.

لم يكمل سليم دراسته الجامعية، فبعد الانتهاء من الدراسة الثانوية، اتجه إلى ممارسة موهبته التي وجد فيها مجالًا واسعًا وفصولًا كثيرة، فليس الإنشاد محصورًا على طائفة معينة، أو أفكار محدودة، فللذات الإلهية والمدح النبوي والمجتمع والأطفال والأم والمناسبات الدينية والاجتماعية، وللوطن ولزرع القيم والأخلاق. ينشد سليم الوادعي.

المنشد سليم الوداعي وفرقته

استطاع الوادعي حفظ التراث الانشادي اليمني الموشك على الاندثار فله العشرات من الأعمال الانشادية يستمع لها مئات الآلاف، ويتم تداول أناشيده على نطاق واسع داخل اليمن وخارجه، والتي يضيف اليها بعض المؤثرات الموسيقية.

يعتمد سليم الوادعي اعتمادًا كليًا على حنجرته وحناجر فريقه في الأداء كي يعوض المستمع عن غياب الموسيقى

يعتمد سليم الوادعي اعتمادًا كليًا على حنجرته وحناجر فريقه في الأداء كي يعوض المستمع عن غياب الموسيقى، التي يعتبرها البعض حرام، واستطاع عبر قناته الإنشادية في اليوتيوب أن يلفت الأنظار ويجذب المستمعين إلى فنه الإنشادي وعلى نطاقٍ واسع.

اقرأ/ي أيضًا: "ولاد المدد".. 7 مدّاحين في عشق النبي العربي

"الله الله الله

بالاسم باللوح بالكتاب

بالنور بالعرش بالحجاب

بالفضل يا منشئ السحاب

وموجد الكون من عدم

فضلك يا سائق المطر

رحماك يا سائق المطر".

لشهر رمضان روحانية خاصة به، وله أصوات مرتبطة بالذاكرة اليمنية، فخلال هذا الشهر، يبتعد اليمنيون عن سماع الأغاني، ليطل سليم بأناشيده في الفضائيات والإذاعات المحلية، ويكون طقسًا من طقوس الشهر الفضيل.

يتداول السكان أناشيد سليم الترحيبية في مواقع التواصل الاجتماعي، ليكون علامة على حلول الشهر الفضيل.

"رمضان شهر ربي.. رمضان يا طبيبي

فاحت أنسام قلبي.. نور القلب يا رب

يا لسان في رحابة.. يا جليس لكتابة.. دعواتك مجابة.. ردد الحمد يالله

رمضان فيه راحة.. ومحبة وصحة

فيه حلم وسماحة.. ومُنانا رضى الله".

يهتم سليم بالمواهب اليمنية الناشئة عبر تدريبها، وتسجيل أناشيديها، وضمها لفرقته الإنشادية التي تزيد عن عشرين شخصًا.

يسجل الوادعي أناشيده في إستديو لايف للإنتاج الصوتي ويطمح سليم أن يصل صوته لأكبر شريحة من المستمعين في الوطن العربي، والمشاركة بأعمال دولية ليزرع ذكرى جميلة في قلوب سامعيه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فرق الأفراح الإسلامية.. ميت يبحث عن زفة!

أرشيف لذاكرة اليمن الفنية