يبدو أن الدوري الإيطالي سينال لقب أكثر المسابقات الأوروبية إثارة هذا الموسم، فيما يخص القتال على بطولة الكالتشيو، إذ تحتدم المنافسة الشرسة على المركز الأول بين إنتر ميلان حامل اللقب، ونابولي بطل النسخة قبل الماضية.
ففي مباراة اتسمت بالصبر والتكتيك أكثر من الجمال والإثارة، خطف نابولي فوزًا صعبًا بهدف دون رد أمام مضيفه مونزا، مساء السبت، ضمن الجولة الثالثة والثلاثين من الدوري الإيطالي. وجاء هدف اللقاء الوحيد عن طريق اللاعب الاسكتلندي سكوت ماكتوميناي في الدقيقة 72، ليواصل فريق الجنوب الإيطالي منافسته القوية على لقب الدوري، متساويًا مؤقتًا في الصدارة مع إنتر ميلان برصيد 71 نقطة.
ساوى نابولي رصيد إنتر ميلان في صدارة الدوري الإيطالي، لكن الأخير يملك مباراة زائدة
وعلى الرغم من أن المواجهة جمعت بين فريقين يعيشان ظروفًا متباينة تمامًا، أحدهما يصارع من أجل اللقب والآخر يقاتل للبقاء، إلا أن المباراة لم تعكس على أرض الملعب هذا التفاوت. فقد بدا نابولي، بقيادة المدرب أنطونيو كونتي، باهتًا في معظم فتراتها، وواجه صعوبة كبيرة في فرض أسلوبه أمام منافس يقبع في مؤخرة الترتيب.
نابولي اكتفى ببعض المحاولات المتقطعة في الشوط الأول، أبرزها تسديدة مباشرة من ماكتوميناي من كرة ثابتة تصدى لها الحارس ستيفانو توراتي، ثم رأسية خطيرة من أمير رحماني مرت بجوار القائم، ومحاولة من روميلو لوكاكو أوقفها دفاع مونزا.

على الجانب الآخر، استفاد مونزا من تراجع الضيوف وغياب الفاعلية الهجومية لديهم، وكاد أن يفتتح التسجيل في الدقيقة 29 عبر جايتانو كاستروفيلي، الذي توغل من الجهة اليمنى وسدد كرة قوية مرت على بعد سنتيمترات من القائم الأيسر لأليكس ميريت.
وبعد الاستراحة، لم تتغير ملامح اللقاء كثيرًا، إلا أن نابولي بدأ في الضغط بشكل أكبر مع مرور الوقت. وأتيحت له فرصة ذهبية عبر ماتيو بوليتانو، الذي انفرد بالحارس بعد تمريرة متقنة، لكن توراتي واصل تألقه وتصدى ببراعة في الدقيقة 69.
وجاء الفرج بعدها بثلاث دقائق، عندما أرسل جاكومو راسبادوري كرة مقوسة رائعة من الجهة اليسرى إلى داخل منطقة الجزاء، ارتقى لها ماكتوميناي وأودعها الشباك برأسية متقنة، ليسجل هدفه السادس هذا الموسم ويمنح فريقه ثلاث نقاط ثمينة.
عقب اللقاء، أعرب المدرب أنطونيو كونتي عن سعادته بالنتيجة، مشيدًا بروح لاعبيه في ظل الظروف الصعبة، وقال: "في بداية الموسم، من كان يظن أن نابولي سينافس إنتر على القمة؟ لقد عانينا كثيرًا منذ يناير، والحظ لم يكن حليفنا، لكننا واصلنا الإيمان والعمل. اللاعبون يستحقون الإشادة".

وأضاف المدرب الإيطالي: "أنا سعيد لأننا فزنا أخيرًا خارج ملعبنا. لم نحقق أي انتصار خارج الديار منذ فوزنا على أتالانتا في بيرغامو، وهذا يؤكد النضج الذهني الذي وصل إليه الفريق".
كونتي عبّر أيضًا عن سعادته بالدعم الجماهيري الكبير الذي يحظى به الفريق، مؤكدًا أن "رؤية الجماهير تحلم معنا يعطينا دافعًا إضافيًا، لكنه يحمّلني مسؤولية ضخمة أيضًا".
من جانبه، تلقى مونزا خسارته رقم 22 هذا الموسم، ليبقى في المركز الأخير برصيد 15 نقطة، بفارق 11 نقطة عن مراكز الأمان، ما يعني أن فرص بقائه في دوري الأضواء أصبحت شبه معدومة مع تبقي خمس جولات فقط.
أما نابولي، فبات يملك فرصة كبيرة للاستمرار في مطاردة اللقب، حيث سيواجه فرقًا من النصف السفلي للترتيب في الجولات المقبلة. وتبدو المهمة ممكنة حسابيًا، خاصة إذا تعثر إنتر في أي من مبارياته القادمة. وسيخوض الفريق مباراته المقبلة أمام تورينو صاحب المركز العاشر يوم 27 نيسان/أبريل، في لقاء سيكون مفتاحًا لمواصلة الضغط على المتصدر وحسم اللقب في الجولات الأخيرة.