24-نوفمبر-2021

لعبة شطرنج بالبشر لكل من بيتر رومانوفسكي وإيليا رابينوفيتش في مدينة سانت بطرسبرغ عام 1924

يقولون إنه لا أحد يخسر في الشطرنج، فإما أن يفوز أو أن يتعلم، بينما في الحرب يكون الكل خاسر، وما من أحد يتعلّم.

لا أحد يتعلم وهو يحمل سلاحه فوق كتفه، محاولًا بذلك إزالة الخصم، وإقصاء مجموعة المتوغلين في الساحة.

كذلك فإن الفشل في لعبة الشطرنج هو جزء من النجاح، بعكس لو حدث وفشل بعض "محاريك" اللعبة، من المتقدمين للانتخابات الرئاسية.

يقولون إنه لا أحد يخسر في الشطرنج، فإما أن يفوز أو أن يتعلم، بينما في الحرب يكون الكل خاسر، وما من أحد يتعلّم

في الانتخابات سيكون الفشل هو جزء من الحرب، وهذه ليست نبوءة على الإطلاق، بينما في لعبة الشطرنج يموت الملك شكليًا، بينما نعيد نحن ترتيب الجنود مجددًا، وتثبيت القلعة، وتجهيز الصف، من أجل حماية الملك في المرة الثانية من المحاولة.

اقرأ/ي أيضًا: الفقراء الفائضون عن حاجة العالم

فنحن في كل دورة انتخابية نعمل على صناعة دكتاتور جديد، وإن لم يكن بالشكل الواضح كما في السابق، إلا إننا في كل دورة رئاسية، نتعامل مع الرئيس على أساس جلالة الملك.

وسياسة اللعبة في كل دور رئاسية هي أن الوزير يأكل في جميع الاتجاهات، بينما يستمر الملك في الوقوف دون حركة. الجنود يتحركون إلى الأمام في اتجاه واحد، وبحركة واحدة. فالجندي مكبّل من قبل الفيل والقلعة والحصان والوزير، والجنود الآخرين أيضًا.

في بداية المعركة، يشغل الحماس جنود اللعبة، فيتحرك أحدهم حركتين إلى الأمام، وفي نهايتها يموت الجندي وهو يحمي جلالة الملك والفيل والقلعة والحصان والوزير.

يعقد اللاعبان صفقة، يتحاوران فيها فوق الطاولة، يعيد اللاعب الخاسر اللعبة، حتى لو مات مرة أخرى بعد الإعادة، أعني في الشطرنج طبعًا.

الخاسر غالبًا يعتمد على آراء الآخرين الذين لا يعرفون استراتيجية اللعبة، ولا يعرفون ماهية الشطرنج. ساحة المعركة مخططة بلونين، يمكنك أن تتنقل بداخلها في جميع الألوان، في حال أردت الفوز.

قوانين اللعبة عنصرية. يبدأ اللاعب صاحب القطع البيضاء دائمًا بالحركة أولًا، وبعدها ينتقل الدور للاعب بالقطع السوداء. البيادق حين يصلون إلى الصف الأمامي، أي "الثامن"، يتم ترقيتهم إما إلى وزير أو حصان أو قلعة.

ولا ننسى أن إحدى قواعد لعبة الشطرنج تقول: لكي تكون فائزًا جيدًا، يجب أن تكون خاسرًا جيدًا. وكم من خاسر متقدم الآن للانتخابات بالنسبة الشطرنج.

أما في الانتخابات فلا يوجد مترشح واحد خاض معركة كبيرة في ثمانية صفوف. كلهم كانوا إما قلاعًا تتحرك في اتجاهين، عمودي وأفقي، بشكل حر كامل، أو وزراء أو فيلة، ولا أحد منهم كان جنديًا.

وهذه لعبة الشطرنج يا سادة، قوانين ظالمة وغير عادلة بالمرة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الشمولية كما أتقنتها الرأسمالية الليبرالية

آخر النعاة: عندما كان الموت وقورًا