21-ديسمبر-2017

أعلن زيد بن رعد الحسين نيته مغادرة منصبه بعد انتهاء فترة ولايته (فابريس كوفريني/أ.ف.ب)

حصلت مجلة فورين بوليسي على نسخة من رسالة إلكترونية صادرة من زيد بن رعد الحسين، المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، يُصرّح فيها عن نيته مغادرة منصبة بعد انتهاء ولايته الحالية، لأسباب يفصلها مقال نشرته الفورين بوليسي على خلفية رسالة الحسين، ننقله لكم مترجمًا في السطور التالية.


يخشى زيد بن رعد الحسين، المفوض السامي لمنظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، من أن تصبح مهمته بلا جدوى، في ظل التراجع الذي يشهده العالم على صعيد حقوق الإنسان.

أفصح زيد بن رعد الحسين المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، عن نيته مغادرة منصبه بعد انتهاء ولايته الحالية

وقال زيد لفريق عمله، إنه لن يسعى لفترة ولاية ثانية، مشيرًا إلى أن صوته سيتم إسكاته في عصرٍ تتخلى فيه الولايات المتحدة وغيرها من القوى العالمية الأخرى، عن التزاماتهم التاريخية تجاه حقوق الإنسان.

اقرأ/ي أيضًا: كيف تصبح اتفاقيات حقوق الإنسان ستارًا للانتهاكات؟

وأعرب  زيد بن رعد الحسين، الأمير الأردني، والسفير السابق، الذي عمل مسؤولًا سياسيًا لدى الأمم المتحدة خلال فترة الحرب البوسنية، عن نيتهِ هذه، عبر رسالةٍ إلكترونية، بمناسبة نهاية العام، وجَّهها إلى موظفي هيئة الأمم المتحدة في جينيف. قائلًا فيها إن فترة ولايته سوف تنتهي في صيف عام 2018.

كتب زيد في رسالته الإلكترونية، يوم الأربعاء، والتي حصلت مجلة "فورين بوليسي"  على نسخةٍ منها: "سوف يكون العام القادم آخر مدة ولايتي"، مُضيفًا: "بعد تفكيرٍ عميق، قررت عدم السعي لولاية السنوات الأربع القادمة. فالإقدام على أمرٍ كهذا في ظل الواقع الجيوسياسي الحالي، لن يخلو من الخنوع والسكوت عن بعض الأمور، ما ينتقص من استقلالية ونزاهة صوتي، الذي هو صوتكم".

أثارت رسالة زيد شكوكًا حول قدرة الأمم المتحدة على لعب دور المدافع عن حقوق الإنسان. فقد آثر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الإحجام عن التطرُق لانتهاكات حقوق الإنسان التي اقترفتها الدول العظمى، مفضلًا العمل وراء الكواليس مع الولايات المتحدة وغيرها من القوى الرئيسية في العالم، لنزع فتيل الأزمات، مثل الأزمة النووية مع كوريا الشمالية، التي قد تؤدي إلى اندلاع الصراعات، وانتشار أعمال العنف على نطاقٍ واسع.

وكان غوتيريس قد حثّ زيد في وقتٍ سابق على تخفيف نبرة النقد الموجَّه لترامب؛ خوفًا من فقدان الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لمنظمة الأمم المتحدة، وذلك حسب ما ذكرته بعض المصادر الدبلوماسية.

وصرح ستيفين دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم غوتيريس، لفورين بوليسي، أن: "المفوض السامي يتمتع دائمًا بدعم الأمين العام"، مُضيفًا أن رعد قد أخطر غوتيريس الأسبوع الماضي بنيته عدم السعي وراء فترة ولاية جديدة.

يرى المدافعون عن حقوق الإنسان، أن وضع حقوق الإنسان يشهد تراجعًا كبيرًا في جميع أرجاء العالم بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة

قدمت هذه الرسالة تقييمًا قاتمًا لوضع حقوق الإنسان بعد عامٍ واحد من تولي دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، وفق برنامج لا يأبه لأهمية حقوق الإنسان في السياسة الخارجية الأمريكية، ويدعم إعادة استخدام التعذيب كأداةٍ لانتزاع المعلومات من المشتبه تورطهم في عملياتٍ إرهابية وعائلاتهم.

اقرأ/ي أيضًا: العراق.. حقوق الإنسان في قائمة المفقودات

فقد قال ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي، إن تشجيع بعض القيم، مثل قيم حقوق الإنسان، "قد يُشكِّل في بعض الأحيان عقبةً في سبيل تحقيق المصالح الاقتصادية والأمنية الأساسية".

في الوقت نفسه، يرى المدافعون عن حقوق الإنسان تراجعًا كبيرًا في هذا المجال من الصين إلى أوروبا، فقد كان رد فعل الحكومات الأوروبية على المخاوف الإرهابية، فرض قيود صارمة على المهاجرين بشكلٍ متزايد.

يقول فيليب بولوبيون، نائب مدير الدفاع العالمي عن حقوق الإنسان لدى منظمة هيومن رايتس ووتش، إن "حقيقة شعوره بعدم إمكانية إعادة تعيينه دون التأثير على صوته، يعكس مدى تدهور الشؤون العالمية، وحقوق الإنسان في الأمم المتحدة"، مُضيفًا: "في عالمٍ يقل فيه أعداد المدافعين عن حقوق الإنسان، يضرب لنا المفوض السامي مثالًا نادرًا في النزاهة الأخلاقية، والثبات على المبدأ، والاستقلالية".

كان زيد شديد الانتقاد لترامب بشكلٍ خاص منذ فترة حملته الانتخابية، عندما نعته بـ"غير المسؤول على نحوٍ فادح"، لتشجيعه حظر دخول المسلمين للولايات المتحدة، وواصل انتقاده حتى بعد وصوله للبيت الأبيض.

قال زيد إنه سوف يُكرِّس شهوره الأخيرة في المنظمة لتعزيز الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهو الوثيقة الأساسية التي تستند عليها منظمة الأمم المتحدة في دورها للدفاع عن حقوق الإنسان، والتي ستحتفل بالذكرى السبعين لتأسيسها عام 2018. 

وقال: "لقد كانت سنة شاقة بالنسبة للكثيرين منا"، مُضيفًا أنه يرى أن حملة عام 2018 لدعم إعلان حقوق الإنسان، تُعد أحد جهود "التعبئة والدفاع التي تُجبر الكثير من التوجهات في جميع أنحاء العالم، التي ترفض وتنكر قيمة حقوق الإنسان على التراجع".

كان  زيد بن رعد من أشد المنتقدين لدونالد ترامب منذ حملته الانتخابية وحتى بعد وصوله للبيت الأبيض

وكتب زيد قائلًا: "لاتزال أمامنا شهور كثيرة من النضال، وربما حتى من المرارة والأسى، فعلى الرغم من أن العام الماضي كان شاقًا بالنسبة لنا، إلا أنه كان مروعًا بالنسبة لكثير من الشعوب التي نخدمها".

 

اقرأ/ي أيضًا:

حقوق الإنسان الغريقة في المتوسط

حقوق الإنسان فى مصر.. مأسسة الانتهاكات