01-نوفمبر-2022
المغرب

"Getty" أسود الأطلس

وسط ظروف استثنائية ومشاكل إدارية وفنية أدت إلى إقالة المدرب وحيد خليلوزيتش، واستبداله بالمدرّب الوطني وليد الركراكي، يستعد المغرب للمشاركة في نهائيات كأس العالم للمرة الثانية تواليًا، والسادسة في تاريخه، كأحد المنتخبات الخمس الإفريقية التي حجزت مقعدها في مونديال قطر 2022 بعد مشوار طويل وشاق من التصفيات.  

المغرب

سجل "أسود الأطلس" خلال مشاركاته الخمس السابقة نتائج متفاوتة، لكنه يبقى صاحب الإنجاز الأبرز، عندما نجح في مونديال 1986 بالمكسيك، في أن يكون الأول من بين أشقائه العرب وجيرانه في القارة السمراء، الذي يتأهل إلى دور الـ 16.

المغرب

ستكون مهمة المغرب في العرس الكروي القادم صعبة جدًا، مع تواجده في المجموعة السادسة إلى جانب كرواتيا وصيفة البطل في النسخة السابقة، وبلجيكا بأسمائها الرنانة، وكندا المتطورة جدًا في الفترة الأخيرة.

تأهل بأداء رائع 

قص المغرب شريط افتتاح مشواره في التصفيات من المرحلة الثانية، حيث جاء في المجموعة التاسعة التي ضمت كل من، غينيا بيساو، غينيا، والسودان، وتصدر الأسود ترتيب المجموعة عن جدارة واستحقاق دون أي تعادل أو هزيمة وتحقيق 6 انتصارات كاملة جمع منها 18 نقطة. المنتخب المغربي أنهى دور المجموعات من التصفيات بتسجيل 20 هدفًا كثاني أفضل خط هجوم بعد الجزائر (25 هدفًا)، بينما تلقت شباك المتألق ياسين بونو هدفًا واحدًا فقط كأقوى خط دفاع.

المغرب

في الدور الحاسم وضعت القرعة المغرب أمام الكونغو الديمقراطية حيث نجح "أسود الأطلس" في العودة ذهابًا بنتيجة التعادل بهدفٍ لمثله من كينشاسا، قبل أن يلعبوا مباراة الإياب في الدار البيضاء وينتصروا بأداء مُبهر بأربعة أهداف لهدف.

حضور عربي بعد غياب طويل

التواجد العربي في نهائيات كأس العالم بدأ منذ النسخة الثانية في إيطاليا عام 1934 ممثلًا بالمنتخب المصري، ثم سجل العرب غيابًا طويلًا استمر 36 عامًا إلى أن نجح المغرب في بلوغ مونديال المكسيك 1970 في أول مشاركة له بالبطولة، وجاء حينها في المجموعة الرابعة التي ضمت كل من، ألمانيا الغربية، وبيرو، وبلغاريا.

المغرب
المغرب وألمانيا الغربية 1970

المنتخب المغربي تعرض في أول مباراة له إلى هزيمة منطقية أمام ألمانيا الغربية بهدفٍ لاثنين، ولم يستطع التعويض أمام بيرو وخسر بثلاثية دون رد ليفقد أي أمل في تجاوز الدور الأول ويكتفي بنقطة وحيدة حصدها إثر تعادله مع بلغاريا بهدفٍ لمثله في الجولة الختامية.

المغرب
المغرب وإنجلترا 1986

وبعد انتظار 16 عامًا تأهل المغرب مرة ثانية إلى النهائيات العالمية التي أقيمت أيضًا على الأراضي المكسيكية في 1986، لكنه في تلك النسخة قدم مستوى كبير مكنه من انتزاع صدارة المجموعة السادسة على حساب منتخبات قوية جدًا هي، الإنجليزي والبولندي والبرتغالي.

المغرب
المغرب وبولندا 1986

انتهى القاء الأول لـ "أسود الأطلس" مع بولندا بالتعادل السلبي، ثم كرر النتيجة ذاتها ضد إنجلترا في الجولة الثانية، قبل أن يزأر عبد الرزاق خيري وزملائه كثيرًا على أرض ملعب خاليسكو في غوادالاخارا، ويُسقطوا البرتغال في أمسية كروية تاريخية للمغرب زينها ثلاثة أهداف من إمضاء خيري (هدفين) وعبد الكريم ميري مقابل هدف لبرازيل أوروبا أحرزه ديامانتينو ميراندا.

المغرب
المغرب وألمانيا الغربية 1986

ولسوء حظه واجه المغرب في دور الـ 16 ألمانيا الغربية التي عانت الأمرين قبل أن تحصل على بطاقة التأهل إلى ربع النهائي، بفوزها بهدف وحيد سجله لوثر ماتيوس في الدقيقة 87 ليخرج المغاربة من البطولة برأسٍ مرفوع، وذكرى جميلة لا تزال حكاياتها تروى حتى اليوم.

المغاربة جددوا تواجدهم في القارة الأمريكية الشمالية بمشاركة ثالثة في كأس العالم كانت في مونديال 1994 بالولايات المتحدة، حيث لم تكن القرعة رحيمة ربهم ووضعتهم في المجموعة السادسة أيضَا مع هولندا وبلجيكا والمملكة العربية السعودية.    

المغرب
المغرب والسعودية 1994

شعار التحدي في تلك النسخة كان غائبًا عن الأسد الأطلسي الذي بدا أليفًا للغاية أمام بلجيكا، وخسر بهدفٍ مقابل لا شيء، ثم واجه المنتخب السعودي وانهزم أمامه أيضًا بهدفين لهدف في أول صدام عربي عربي بتاريخ البطولة العالمية، ليختتم مشواره بخسارة ثالثة أمام هولندا بالنتيجة نفسها ويودع المونديال برصيد خالٍ من أي نقطة.

المغرب
المغرب وإسكتلندا 1998

وفي مونديال فرنسا 1998 شارك المنتخب المغربي للمرة الرابعة في النهائيات العالمية وظهر في أول مباراة له أمام النرويج بصورة طيبة، وفرض نتيجة التعادل بهدفين لمثلهما، لكنه انهزم أمام البرازيل المدججة بالنجوم بثلاثة أهداف دون رد في الجولة الثانية.

المغرب
المغرب والبرازيل 1998

الخسارة الثقيلة من "السيليساو" لم تُفقد المغرب الأمل بتجاوز دور المجموعات وعوضت بأداء رائع أمام أسكتلندا، استطاعت به الفوز بثلاثية نظيفة كانت كافية لتعبر بهم إلى دور الـ 16،  لولا أن البرازيل بتاريخها الكروي العظيم فظلت التساهل مع النرويج ومنحتها نقاط المباراة الثلاث، في مؤامرة تحدّث الكثيرون عن وقوعها رغم عدم إثباتها بشكل رسمي.

مغامرة المغرب في مونديال فرنسا انتهت بصورة مؤسفة بالنسبة لأنصاره ولكثير من جماهير المستديرة، بعدما جمع 4 نقاط، استقر بها في المركز الثالث، خلف البرازيل المتصدرة بـ 6 نقاط، والنرويج الثانية بـ 5 نقاط.

المغرب
المغرب والنرويج 1998

الحضور المغربي في نهائيات كأس العالم توقف 20 عامًا، قبل أن يعود "أسود الأطلس" للمشاركة في مونديال روسيا 2018 ليقع مع إسبانيا والبرتغال في المجموعة الثانية التي أطلق عليها "مجموعة الموت".

المغرب
المغرب والبرتغال 2018

البداية كانت مفاجئة نوعًا ما إذ حسمت إيران نتيجة المباراة لصالحها بهدف قاتل سجله عزيز بوهدوز بالخطأ في مرماه، في الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدل ضائع، وأمام البرتغال لم يُحالف الحظ المنتخب المغربي الذي لعب بروح قتالية عالية وفرض نفسه الطرف الأفضل في فترات عديدة من زمن المباراة، لكنه في النهاية خسر بهدف وحيد وقع عليه النجم كريستيانو رونالدو.

المغرب
المغرب وإسبانيا 2018

وفي الجولة الثالثة والأخيرة لم يكن للمغاربة أي فرصة في بلوغ دور الـ 16 ولعبوا ضد إسبانيا دون ضغوطات، لينجحوا بالخروج بنهاية المباراة بنقطة التعادل، حيث تقدموا في مناسبة أولى عبر خالد بوطيب ثم عادل الإسبان عن طريق إيسكو، قبل أن يُعيد يوسف النصيري المغرب لأخذ الأسبقية بهدف ثانٍ، ويُدرك بعده دييغو أسباس التعادل مجددًا للإسبان في الوقت البديل. 

الحلم بتكرار إنجاز 1986

تحلم الجماهير المغربية بتجاوز منتخبها الدور الأول، وبلوغ دور الـ16 للمرة الثانية في تاريخه، كما حدث في المكسيك قبل ما يقارب الـ 36 عامًا، إذ ينظر البعض إلى فرص "أسود الأطلس" في تكرار ذلك الإنجاز ممكنة، بالنظر إلى المستويات الحالية لباقي المنافسين بمن فيهم كرواتيا وبلجيكا.

المغرب

وصيفة مونديال روسيا 2018 فقدت العديد من عناصرها التي برزت في النسخة الماضية، ولم تعد بقوتها السابقة كما يرى بعض النقاد والمحللين، وهو ما ينطبق كذلك على بلجيكا المنتخب الذي ارتفع معدل أعمار لاعبيه وخسر بعضهم تألقه على أرض الملعب.

المغرب

في عالم كرة القدم لا شيء مستحيل، والأمثلة على كثيرة في هذا الخصوص، لكن حقيقة الأمر هي أن مهمة المنتخب المغربي في الوصول إلى الدور الثاني  صعبة جدًا، خصوصًا وأنه خارج من فترة عرفت الكثير من الانتقادات للمدرب السابق البوسني وحيد خليلوزيتش، الذي استبعد لاعبين مميزين من التشكيلة، أمثال حكيم زياش جناح تشيلسي الإنجليزي، ونصير المزراوي ظهير بايرن ميونخ الألماني.

خيارات خليلوزيتش الفنية، رغم نجاحه الكبير في التصفيات، لم تُعجب الكثيرين وأدت إلى خلق أجواء مشحونة داخل المنتخب، طالب الشارع الرياضي المغربي على إثرها بوضع حل من قبل الاتحاد المغربي للعبة، والذي فضل بالنهاية التضحية بالمدرب وإسناد مهمة خوض المونديال القادم لمُدير فني جديد، قبل أقل من ثلاثة أشهر على انطلاق العرس العالمي.

المغرب

يمتلك المغرب منتخبًا يضم عناصر مميزة، تحترف في أندية أوروبية مرموقة، وإذا ما استطاع وليد الركراكي التغلب على الزمن وإعداد عناصره بالشكل المطلوب، فإنه سيخلق مشاكل كبيرة أمام أقوى المنافسين، وربما يفعلها الأسود ويذهبون إلى أبعد من ما حققه في 1986، مع وجود لاعبين بقيمة ياسين بونو حارس مرمى إشبيلية، ويوسف النصيري المهاجم في النادي الأندلسي، وأشرف حكيمي نجم باريس سان جيرمان، وسفيان مرابط متوسط ميدان فيورنتينا، وسفيان بوفال المحترف في فرنسا مع إنجيه، بالإضافة إلى زياش والمزراوي.  

المغرب

تعيش الكرة المغربية في الوقت الحالي فترة ذهبية على مستوى المشاركات القارية للأندية، بعدما توّج الوداد الرياضي بلقب دوري أبطال إفريقيا، ونهضة بركان بكأس الكونفدرالية البطولتين الأبرز في القارة السمراء، وهذا بكل تأكيد له أثر إيجابي في رفع مستوى المنتخب الوطني وإعطاء الركراكي خيارات إضافية مهمة في مونديال قطر 2022.

المغرب

يفتتح المنتخب المغربي مبارياته بلقاء نظيره الكرواتي في 23 تشرين الثاني/نوفمبر القادم، ثم يواجه البلجيكي في 27 من نفس الشهر، أما الختام سيكون أمام كندا في الأول من الشهر التالي.