05-أكتوبر-2015

تدخل الأمن في إحدى جامعات الرباط بعد مقتل طالب في أبريل2011(عبد الحق سنا/أ.ف.ب)

قبل سنة من اليوم نزفت دماء الطالب المغربي عبد الرحيم الحسناوي، بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بمدينة فاس المغربية، والذي كان ضحية شجار بين طلبة من فصائل ومنظمات طلابية مختلفة. توفي الحسناوي متأثرًا بجروحه البليغة، كـ"كبش فداء" لتعصبٍ أصبح سمة للجامعة المغربية خلال السنوات الأخيرة.

وفاة الحسناوي ليست حادثة العنف الأولى في الجامعات المغربية وقد لا تكون الأخيرة، لكن موت هذا الطالب المنتمي إلى فصيل "منظمة التجديد الطلابي"، وهي منظمة محسوبة على الإسلاميين، فتح باب الجدل مرة أخرى حول تنامي ظاهرة العنف في الجامعة المغربية.

فتح موت الطالب الحسناوي داخل أسوار إحدى الجامعات المغربية جدلًا قديمًا حول تنامي العنف في الجامعات

في تاريخ الجامعة المغربية، توالى ضحايا العنف نتيجة الصراع القائم خاصة بين فصائل من الطلبة تختلف أيديولوجياتها وانتماءاتها السياسية، وأبرزها فصيل "النهج الديمقراطي القاعدي"، واليساري، و"منظمة التجديد الطلابي"، الإسلامية.

يقول محمد ظريف، أستاذ قضايا الفكر السياسي والعلوم السياسية، بجامعة بنمسيك في الدار البيضاء، لـ"ألترا صوت": "ارتفعت حدة العنف داخل الجامعة المغربية خلال العامين الأخيرين. ما نعلمه هو أن الجامعة تعتبر فضاءً للتحصيل العلمي، لكننا أصبحنا نصطدم بأنها أصبحت مسرحًا للجريمة والتقاتل، خلال السنوات الأخيرة، والحل يكمن في تدخل الدولة للحد من الاقتتال القائم".

اقرأ/ي أيضًا: سياسة على مدرجات جامعات الجزائر

على مدى عقود، كان النضال من أجل مطالب الوطن يجمع كل الفصائل الطلابية داخل الجامعة، ومؤطرًا داخل نقابة موحدة، وهي "الاتحاد الوطني لطلبة المغرب"، وكانت هذه النقابة الطلابية تضم قوى مختلفة توحدت في شعاراتها ومبادئها وحتى مطالبها، لكن في السنوات الأخيرة ظهرت فصائل طلابية أخرى، ويرى البعض أنها تضع نصب عينيها الدفاع عن قضايا أيديولوجية أكثر من النهوض بوضع الطلبة وجامعاتهم.

من جهة أخرى، قررت الحكومة المغربية، في شخص وزير التعليم العالي وتكوين الأطر، لحسن الداودي ووزير الداخلية، محمد حصاد، السماح للعناصر الحكومية بالتدخل الأمني في الكليات والأحياء الجامعية، دون الحاجة إلى ترخيص من عمداء الكلية، كلما دعت الضرورة إلى ذلك، لحفظ الأمن وحماية الطلبة والأساتذة والمرافق الإدارية.

قررت الحكومة المغربية السماح للعناصر الحكومية بالتدخل الأمني في الجامعات بحجة حفظ الأمن وحماية الطلبة والأساتذة

قوبل قرار الحكومة المغربية بالرفض من طرف طلبة الجامعات، خاصة مناصري "النهج القاعدي اليساري"، المنظمة المعارضة لقرارات حزب العدالة والتنمية الإسلامي والذي يقود الحكومة. نُظمت وقفات احتجاجية مختلفة ضد ما اعتبروه قرارًا بـ"عسكرة الجامعة"، والذي اعتبرته الجهات الحكومية "أمرًا ضروريًا لحماية الطلبة والأساتذة والممتلكات والعمل على التطبيق الصارم للأنظمة الداخلية في الحرم الجامعي".

في سياق متصل، تعلق خديجة الرياضي، ناشطة حقوقية يسارية ورئيسة سابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، لـ"ألترا صوت": "تزامن عنف الطلبة في الجامعات المغربية، في البداية، مع استعمال السلطات للعنف وحملات الاعتقالات التي شنتها القوات الحكومية، والتي خلّفت ضحايا في صفوف الطلبة ولذلك نحن نطالب بالتحقيق في قضايا العنف التي عرفتها الجامعة".

وتضيف: "ندين العنف في الجامعة مهما كان مرتكبه ونطالب في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الأطراف المعنية وجميع الطلبة أن يجعلوا من فضاء الجامعة مجالًا للحوار الديمقراطي والتعلم والنقاش الحر والتدبير الديمقراطي للاختلاف".

اقرأ/ي أيضًا: التوظيف السياسي للمدارس.. مجددًا في تونس