12-فبراير-2017

رئيس الوزراء المغربي عبد الإله بنكيران (فاضل سنا/أ.ف.ب/Getty)

وجه عبد الإله بنكيران، رئيس حزب العدالة والتنمية، ذي التوجه الإسلامي، ورئيس الحكومة المغربية المكلف من طرف العاهل المغربي، منذ العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، رسائل عديدة لخصومه السياسيين، أمام المجلس الوطني لحزبه، بمدينة بوزنيقة، يوم السبت الماضي.

حول إمكانية تخليه عن رئاسة الحكومة المغربية، قال عبدالإله بنكيران، إنه "مستعد للتضحية برئاسة الحكومة إذا اقتضى الأمر"

وأجاب بنكيران على أسئلة كثيرة تراود المتتبعين للمشهد السياسي بالمغرب؛ فقد تحدث عن مشاورات تشكيل الحكومة، بالإضافة إلى إمكانية قبوله لشرط عزيز أخنوش، رئيس حزب الوطني لأحرار، بدخول حزب الاتحاد الاشتراكي إلى الائتلاف الحكومي، وحقيقة اصطدامه مع المؤسسة الملكية، كما راج في بعض وسائل الإعلام المغربية.

اقرأ/ي أيضًا: جدل مغربي حول التعامل الأمني مع احتجاجات الحسيمة

وحضر المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية العديد من وسائل الإعلام، واغتنم عبد الإله بنكيران الفرصة للتحدث عن ما يسمى إعلاميًا بـ "البلوكاج" الحكومي، ويقصد به الفشل في تشكيل الحكومة، والذي دام أزيد من أربعة أشهر، إذ قال بنكيران إنه "سيواصل المشاورات لتشكيل الحكومة بحسن نية".

وأكد بنكيران، أن هناك، "مجموعة من العراقيل كانت سببًا لتوقف المشاورات الحكومية، قبل أن يؤكد أنه "سيواصل المشاورات، بنفس المنطق الذي عبرنا عنه أكثر من مرة".

وحول إمكانية تخليه عن رئاسة الحكومة، قال المتحدث ذاته، إنه "مستعد للتضحية برئاسة الحكومة إذا اقتضى الأمر، من أجل مصلحة الوطن وضمانًا للإرادة الشعبية".

وأورد بنكيران، أنه كان يمكن للملك أن يختار رئيسًا آخر للحكومة، لكنه "اختار أعلى درجة من سلم الديمقراطية"، قبل أن يشير إلى أن "الإرادة الشعبية هي التي ستنتصر في الأخير"، مضيفًا بأن "هناك أطرافًا لم تنجح في اختبار 7 تشرين الأول/أكتوبر وياريت تفهم"، في إشارة منه إلى أحزاب سياسية تطالب بدخول الائتلاف الحكومي، إلا أنها حصلت على مراتب أخيرة في نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة.

ولم يفوت عبد الإله بنكيران الفرصة لتوجيه انتقادات إلى خصومه السياسيين، إذ انتقد إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب "الاتحاد الاشتراكي"، مخاطبًا إياه: "لقد حصلت على 20 مقعدًا في البرلمان، وحصلت على رئاسة مجلس النواب. يكفيك هذا".

في إشارة منه، إلى سبب الركود في تشكيل الحكومة المغربية، والذي يعود إلى خلاف بين بنكيران، رئيس الحكومة المعين، وعزيز أخنوش، رئيس حزب "الأحرار"، ومعه أحزاب أخرى، وهي الاتحاد الاشتراكي، والحركة الشعبية، والاتحاد الدستوري، بينما يرفض بنكيران دخول حزب الاتحاد الاشتراكي إلى الحكومة.

اقرأ/ي أيضًا: المغرب.. أكثر من 100 يوم من تعطيل تشكيل الحكومة

وأبرز بنكيران، أن مشكلته مع الأشخاص وليس الأحزاب، قائلًا: "لا أفهم حزبًا حصل على 20 مقعدًا، يحاول أن يفرض نفسه في الحكومة، وتدافع عنه أحزاب أخرى".

وأضاف بنكيران "أنه لن يوجه لحزب الاتحاد الاشتراكي أي دعوة، وبالتالي ينتظر جواب حلفائه"، وإلا فإنه سيعرف "ماذا سيفعل حينها".

وقال بنكيران: "لا شيء يمكن أن يعلو على مصلحة الوطن وإرادة المواطن، مستدركًا قوله: "المعركة اليوم ليست أيديولوجية ما بين تقدمي وإسلامي، وإنما هي معركة ما بين تيار يسعى إلى مواصلة الإصلاح وتيار يحاول الالتفاف على الإرادة الشعبية".

وتساءل بنكيران، "هل المقصود إهانة حزب العدالة والتنمية؟ وإهانة عبد الإله بنكيران؟".

وأكد المتحدث ذاته "أنه سيواصل المشاورات الحكومية، احترامًا للإرادة الشعبية والتعيين الملكي واستحضارًا للثوابت".

واستطرد بنكيران في حديثه أمام أعضاء مجلسه الوطني قائلًا: "الديمقراطية أساس الاستقرار وأساس إشعاع هذا البلد، ولهذا نحن نحتاج لشيء من القناعة والعفة، وإذا تهاونا سيقولون خلاص وسيكون هناك عزوف على الانتخابات في المستقبل".

ومن بين ما قاله بنكيران أيضًا، في كلمة له في المجلس الوطني لحزبه، إن الإصلاحات التي قامت بها الحكومة الماضية التي كان يقودها، "تربص بها خصوم الإصلاح، ولما فشلوا في سعيهم، بدؤوا ينقبون في نواياه وسريرته، وصاروا يختلقون الأباطيل من أجل الإيقاع به، لكن الحق أبلج، والباطل لجلج"، وفقًا لتعبيره.

اقرأ/ي أيضًا: 

المغرب..قلق ملكي من تأخر حكومة بنكيران