30-يونيو-2017

الزواج التقليدي في المغرب (عبد الحق سنا/أ.ف.ب)

أن تتجرأ مغربية وتعلن عن حبها ورغبتها في الزواج من رجل من غير دين الإسلام، فهذا أمر قليل الوجود ولا يتقبله المجتمع بسهولة. يعود ذلك في جزء منه إلى أن الإسلام لا يجيز زواج المسلمة من غير المسلم، إلا إذا "دخل الإسلام" وإن ادعاءً.

رغم مرور الزمن وما يعرف عن تسامح المغاربة مع كل الديانات، إلا أن سلطة التقاليد والقانون والدين تعيق زواج المغربية بغير المسلم

"الترا صوت" التقى بسيدات مغربيات تحدين التقاليد وسلطة القانون والشرع، وتزوجن بأجانب من ديانات مختلفة، لكنهن واجهن عراقيل حالت دون إتمام هذا الزواج، فالقانون المغربي لا يعترف بزواج مغربية مسلمة من رجل من ديانة أخرى، البعض استسلم، والبعض الآخر فكر في حلول أخرى، ومن بين هؤلاء حنان، وهو اسم مستعار، لسيدة في الثلاثينات من عمرها، تزوجت من مسيحي حامل للجنسية الفرنسية وعلى الطريقة المغربية، لكن كيف ذلك؟ هذا ما تحكيه لنا.

اقرأ/ي أيضًا: حكاية كنيسة وجامع

تقول حنان لـ"الترا صوت": "القانون كان يمنع ذلك، تعرفت عليه منذ سنوات، توافقنا، وقررنا الزواج، لكن العائق الوحيد كانت ديانته، كان من الصعب إقناع والدتي وإخوتي بالزواج من رجل مسيحي، كنت أعلم أنهم سيرفضون تقبل الفكرة لهذا قررت عدم إخبارهم بذلك".

كانت والدة حنان مصرة على زواج ابنتها على الطريقة المغربية "الإسلامية"، لهذا كان يجب على "الزوج المسيحي" أن يعلن إسلامه بأحد المساجد وأمام الجميع، وهذا شرط أساسي لإتمام الزواج. تتابع حنان حديثها: "الأمر كان معقدًا جدًا، ويتطلب الكثير من الوقت والصبر، وإقناع زوجي بالإعلان عن إسلامه كان أصعب، فهو يرى أن الأمر فيه نوع من التحايل، لكنه أحبني، ونفذ كل ما طلبته منه، فهذه الطريقة الوحيدة للزواج بي، خاصة وأنه بمجرد الزواج سنستقر في فرنسا، ومن ثم يمكن أن يمارس طقوس ديانته كما يشاء".

حنان لها أفكارها الخاصة، فهي لا تهتم بمعتقدات الآخرين، كما تصف نفسها، تقول إنها مسلمة وتحترم جميع الديانات، وزوجها كذلك يحترم معتقداتها. قررا عدم الإنجاب، بالرغم من مرور خمس سنوات على زواجهم، وهي مقتنعة بذلك، لكون الأبناء سيعقدون الأمر، "فلا داعي للإنجاب"، كما تقول.

لا تستطيع مغربية مسلمة الزواج من رجل مسيحي سواء كان مغربيًا أو حاملًا لجنسية أخرى، فالزواج على الطريقة المسيحية غير قانوني، وغير معترف به على أرض المغرب، ويعتبر الزواج على الطريقة المسيحية مطلب المسيحيين المغاربة الذين طالما كرروه في كل تدخلاتهم الإعلامية.

الزواج على الطريقة المسيحية غير قانوني، وغير معترف به على أرض المغرب

اقرأ/ي أيضًا: مسيحيو المغرب.. حياة الخفاء

المجتمع المغربي: هي منبوذة

عموما يتقبل المجتمع زواج رجل مغربي من امرأة غير مسلمة، وهذا شائع جدًا في المغرب، خصوصًا في صفوف أبناء المهاجرين، أو في صفوف الراغبين في الهجرة خارج أرض الوطن. أما إن حصل العكس، فالأمر لن يتقبله المجتمع.

والدة حنان على سبيل المثال، مثل الكثير من المغاربة، تؤمن بأن زواج المسلمة بغير المسلم هو "خيانة لدينها"، وهذا الفعل محرم ويستوجب العقاب، والذي يكون عادة إعلان الوالدة عن عدم رضاها على ابنتها وتبرئها منها.

زهراء، سيدة مغربية تقطن ببلجيكا، هي الأخرى عانت من زواج ابنتها بغير مسلم، وتذكرة بحسرة كيف تزوجت ابنتها الوحيدة من مسيحي ببلجيكا. ولدت ابنتها وترعرعت ببلاد المهجر، وبالتالي كان من الصعب إقناعها بالعدول عن فكرة الزواج بغير مسلم، لهذا قرر والدها التبرأ منها. تخبرنا زهراء بصعوبة الأمر، تقابل ابنتها الوحيدة خلسة دون علم والدها، طيلة عشرين سنة منذ الزواج.

بالرغم من مرور الزمن وما يعرف عن تسامح المغاربة مع ديانات أخرى، إلا أن سلطة التقاليد والقانون والدين تعيق جميعها زواج المغربية بغير المسلم، الذي لا يزال منبوذًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

المسيحيون في السودان.. الحال طيبة ولكن!

محاكم التفتيش الإسبانية.. إما المسيحية أو الموت