05-أبريل-2016

خاض الأساتذة المتدربون في المغرب عديد الاعتصامات والمسيرات (فيسبوك)

أزمة جديدة تعيشها الحكومة المغربية خلال هذه الأيام، أزمة قد تعصف بها خاصة وأنها متواصلة منذ أشهر، فعلى إثر المراسلة التي بعث بها محمد بوسعيد، وزير الاقتصاد والمالية المغربي، إلى الفريقين البرلمانيين لحزبي الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي (معارضة)، جوابًا على سؤالهما بخصوص إمكانية إجراء مسابقة انتداب واحدة لتوظيف الفوج الحالي من الأساتذة المتدربين كحل لمشكلهم، ثار رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران ضد "وزير ماليته".

تعيش الحكومة المغربية أزمة قد تعصف بها بعد خلاف بين رئيس الحكومة ووزير الاقتصاد والمالية حول مقترح هذا الأخير لحل مشكل الأساتذة المتدربين

أكد بنكيران في بيان، اطلع "الترا صوت" على نسخة منه أن "الحكومة حسمت هذا الموضوع رسميًا ونهائيًا ولا يحق لأي وزير أن يشتغل خارج هذا الإطار بأي شكل من الأشكال". وجاء في بيان رئيس الحكومة إنه "استغرب بشدة مضمون هذه المراسلة وتوقيتها"، مؤكدًا أن "هذه المراسلة هي مبادرة فردية تمت دون التشاور مع رئيس الحكومة ومخالفة بذلك للحل الذي اقترحته الحكومة".

وكان بوسعيد قد اقترح في مراسلته "استصدار مرسوم جديد يقضي بتوظيف الفوج الحالي من الأساتذة المتدربين بشكل كامل"، لكن بنكيران رد في هذا السياق قائلاً: "ليست هناك أي حاجة لاستصدار مرسوم أو قرار جديد.. باعتبار أن المرسومين المتعلقين بهذه الفئة يؤطر بشكل واضح هذه الشروط".

اقرأ/ي أيضًا: في المغرب.. الأساتذة المتدربون يحتجون!

رد بوسعيد على بنكيران لم يتأخر كثيرًا، وفي بلاغ نشره موقع حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي ينتمي إليه محمد بوسعيد، ذُكر أن رد رئيس الحكومة "زوبعة في فنجان ويخفي وراءه صراعًا سياسيًا بطعم انتخابوي". وأضاف بلاغ التجمع أن "غضب رئيس الحكومة من وزيره في المالية بخصوص تجاوبه مع رسالة رئيسي فريقي "الأصالة والمعاصرة" و"الاتحاد الاشتراكي" بمجلس المستشارين ليس له مبرراته بحكم أن المادة التاسعة للقانون التنظيمي لأعضاء الحكومة، تخول للوزراء صلاحيات بممارسة اختصاصاتهم المفوضة لهم من طرف رئيس الحكومة بمرسوم دون الرجوع إليه في ما يخص هذه الاختصاصات".

حمّل حزب التجمع الوطني للأحرار المغربي بنكيران مسؤولية ما اعتبره "تسييسًا لملف الأساتذة المتدربين"

واتهم الحزب الذي ينتمي إلى الائتلاف الحكومي، رئيس الحكومة بالسعي إلى التحكم مضيفًا: "إذا كان، رئيس الحكومة، ينشد التحكم فما عليه سوى عدم تفويض أي من اختصاصاته للوزراء ويستمر في تدبير كل القطاعات لوحده ودون حاجة إلى الوزراء". كما تم تحميل بنكيران مسؤولية "تسييس ملف الأساتذة المتدربين".

أمام هذا الوضع المتأزم في بيت الحكومة المغربية، بين اتهامات وصراعات بين أعضاء الحكومة الواحدة، يبقى ملف الأساتذة المتدربين دون حل حتى هذه الساعة. من جهته، يقول مصطفى بلقاسم، عضو التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، لـ"الترا صوت" إن "عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، لا يريد أن يحل ملف الأساتذة المتدربين، وأظهرت تصريحاته وردود فعله أنه غير مسؤول بتاتًا".

اقرأ/ي أيضًا: "الخميس الأسود".. نكسة التعليم المغربي

ويضيف مصطفى بلقاسم: "هذه النزاعات السياسية لا تهمنا في شيء، ما نطالب به هو حل ملفنا وإسقاط المرسومين السابقين المشؤومين". ويستطرد: "ملفنا ليس سياسي بل هو فئوي اجتماعي، لهذا هذه النزاعات بين الحكومة فيما بينها وبين المعارضة والحكومة لا تعنينا في شيء ولا تفيدنا. تنسيقيتنا مستقلة تعبر عن مطالب فئة معينة من الشعب".

وقد خاض الأساتذة المتدربون، منذ أشهر، إضرابات واعتصامات ومسيرات، مصحوبة بمقاطعة شاملة للدراسة والتكوين في مختلف مراكز التكوين بالمغرب، مطالبين بالتراجع عن قرارين للحكومة يقضيان بفصل التكوين (التدريب) عن التوظيف، وتخفيض قيمة المنحة التي تقدمها الدولة لهم أثناء فترة تدريبهم إلى النصف. وفي تصريحات سابقة، قال عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية، إن "الحكومة قدمت أقصى ما يمكن أن تقدمه من الحلول الكفيلة بمعالجة هذا الملف، من خلال الحوار الذي أشرفت عليه وزارة الداخلية، مؤكدًا أنه لا يمكن التراجع عن المرسوميَن".

وكانت الحكومة المغربية أصدرت في تموز/يوليو الماضي، مرسومين/قانونيين يقضي الأول بفصل التكوين في المراكز الجهوية للتربية والتكوين عن التوظيف المباشر في التعليم العمومي بالمغرب، وقررت ضرورة اجتياز مباراة (اختبار/مسابقة) عند انتهاء التكوين، والحصول على دبلوم في التأهيل التربوي، من أجل التوظيف في القطاع العام، بدل التوظيف مباشرة عند انتهاء فترة التكوين، ويقضي الثاني بتقليص منحة الطلبة من 2400 درهم ( 240 دولارًا)، في النظام القديم، إلى 1200 درهم (120 دولارًا) في الشهر.

اقرأ/ي أيضًا:

أزمة الأساتذة المساعدين المتعاقدين في تونس..مستمرة

مسيرة الكرامة.. كفاح أساتذة الجزائر المتعاقدين