10-مايو-2022
الانتخابات اللبنانية 2022

اشتكى اللبنانيون في الخارج من ضعف التنظيم وإعاقة عملية التصويت (Getty)

قبل أسبوع واحد من موعد الانتخابات النيابية في لبنان التي ستجري يوم الأحد القادم، 15 أيار/مايو، أدلى المغتربون اللبنانيون بأصواتهم في 67 دولة حول العالم قامت بفتح مراكز انتخاب، بعدما سجّلوا أسماءهم مسبقًا للاقتراع مطلع العام الحالي. وقد جرت هذه الانتخابات على دفعتين، حيث انتخب اللبنانيون المقيمون في البلاد الإسلامية يوم الجمعة الماضية، واستكملت الانتخابات في بقية البلدان يوم الأحد.

وتعد هذه المرة الثانية التي ينتخب فيها اللبنانيون المقيمون في الخارج بعد انتخابات 2018. ورغم تالتفاوت الحاصل هذا العام في نسب الاقتراع بين بلد وآخر، إلا أن اللافت هو كثافة المشاركة بالمقارنة مع الدورة الماضية، ما يؤشر أن  نسبة الاقتراع يوم الأحد القادم قد تكون مرتفعة على الأرجح، بعد فشل الحملات المطالبة بالمقاطعة التي دعت إليها عدة جهات في مقدمها تيار المستقبل. فقد أظهرت الأرقام القادمة من مختلف دول العالم، وخاصةً من دول الخليج، أن نسب الاقتراع كانت مرتفعة حتى بين اللبنانيين السنّة، ما يشير إلى أن دعوات سعد الحريري للمقاطعة لم تلقَ التجاوب الذي كان يأمله.

مسجَّلون كثر لم يتمكنوا من التصويت

في الوقت الذي كانت وزارتا الداخلية والخارجية في لبنان، تتغنيان فيه بما أسمتاه " العرس الانتخابي الاغترابي"، ظهرت شكاوى كثيرة من لبنانيين مقيمين في الخارج، قالوا إنهم حُرموا من حق الاقتراع بسبب ما برّرته القنصليات اللبنانية في الخارج على أنّه مشاكل تقنية في الأنظمة أو اللوائح أو لأسباب أخرى، في حين يعتبر المواطنون أن أحزاب السلطة هي التي منعتهم من التصويت مستفيدة من نفوذها في بعض الدول وخاصة الإفريقية.

للإضاءة أكثر على هذا الجدل، كان لألترا صوت اتصال مع عدد من اللبنانيين المغتربين الذين واجهوا مشاكل في العملية الانتخابية، فقال محمد حرب وهو شاب لبناني من منطقة البقاع الغربي، يعمل في نيجيريا ومؤيّد لقوى التغيير، إنه قام بتسجيل اسمه مع عدد من أصدقائه، على المنصة التي أطلقتها وزارة الداخلية مطلع العام الحالي، للإدلاء بصوته في المغتَرب، وقد تفاجأ قبل يومين من الانتخابات أن اسمه لم يرد مع الأسماء التي أرسلتها وزارة الداخلية، وقد قام بالتواصل مع القنصلية اللبنانية فأبلغوه أن المشكلة في الرابط، وطلبوا منه أن يحضر يوم الانتخابات حيث سيكون اسمه معلّقًا مع أسماء بقية المقترعين، وعندما حضر الأحد للاقتراع لم يجد اسمه، فضاع حقّه بالتصويت.

بدوره قال حسين خواجة وهو طالب لبناني يدرس في ألمانيا ومعارض لأحزاب السلطة، إنه ذهب إلى فندق " ليوناردو " في هانوفر ليدلي بصوته لصالح قوى المعارضة في دائرة الجنوب الثالثة، ولدى وصوله إلى هناك أبلغوه أنهم قاموا بتغيير مركز الاقتراع في الساعات الأخيرة، دون أن يقوموا بإبلاغ المقترعين، في الوقت الذي قامت أحزاب السلطة بإخبار مناصريها بالأمر في ساعات الصباح الأولى.

ولم يختلف الأمر في الغابون، حيث قال المرشح في دائرة الجنوب الثالثة حسين الشاعر لألترا صوت، إنه تواصل مع أنصاره هناك، فأخبروه بأن عددًا كبير من اللبنانيين لم يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم لأن اسمهم لم يرد في اللوائح النهائية، بالرغم من أنهم قاموا مسبقًا بتسجيل أسمائهم على المنصة.

جدل على وسائل التواصل الاجتماعي

انتخابات المغتربين والشوائب التي شابتها، واستخدام قوى السلطة لشبكات علاقاتها الواسعة بهدف التأثير عليهم للاقتراع لها، حازت على اهتمام ناشطي وسائل التواصل في لبنان في اليومين الأخيرين، فانتشر بشكل واسع وسم#انتخابات_المغتربين، واستخدمه المغرّدون اللبنانيون من مقيمين ومغتربين، للتعليق على الجولة الأولى من الانتخابات، ومدى تأثيرها أو انعكاسها على الانتخابات التي ستجري الأحد على كامل الأراضي اللبنانية.

المغردة بتول جعارة المقيمة في فرنسا، نشرت صورة تظهر جواز سفرها اللبناني، وأصبعها الملطخ بالحبر الانتخابي، من أمام أحد مراكز الاقتراع في فرنسا، وعلّقت بالقول : " نصوّت لأجل حقنا في الحياة بكرامة، من أجل مستقبل أكثر إشراقًا، لذكرى الذين ضحّوا بكل شيء. هو تصويت للتاريخ للهوية للحق بالوجود".

من جهتها، انتقدت المغرّدة سارية جفال اللبنانيين المقيمين في الخارج الذين يحصلون على جميع الحقوق والامتيازات، ثم ينتخبون أحزاب السلطة التي خطفت البلد بحسب تعبيرها فكتبت :  " يلي ب المانيا و معو جنسية تعليم طبابة وظائف كهرباء بيئة نظيفة نظام و قانون يسري على الجميع رواتب بطالة و تقاعد و رايح يبلي يلي ب لبنان بعلي حسن خليل و غازي زعيتر و مرشحين الحزب يلي خاطف البلد، شو بيحسّ هيدا؟؟ وين ضميره؟"

وقال المغرّد لطيف عبود المقيم في نيجيريا إنه استيقظ عند الساعة الخامسة والنصف صباحًا، وقاد 450 كلم بالسيارة لكي يصل إلى مركز الاقتراع ويدلي بصوته، معتبرًا أن على المغتربين القيام بدورهم والانتخاب لأجل لبنان.

تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 225 ألف مغترب لبناني سجّلوا أسماءهم عبر المنصة للإدلاء بأصواتهم، في مقابل 92 ألفًا فقط في العام 2018، وقد صوّت حوالى 60% منهم بحسب الإحصاءات الأولية، وسيتم نقل الصناديق إلى لبنان عبر شركة شحن خاصة، وإيداعها في مصرف لبنان حتى يوم الأحد في 15 أيار/مايو في موعد الانتخابات النيابية العامة في لبنان، ليُصار إلى فرزها واحتساب الأصوات التي حصل عليها كل مرشح في الخارج، وإضافتها إلى الأصوات التي سينالها في الداخل.