31-مارس-2019

لم يتطرق أيًا من العاهل المغربي أو بابا الفاتيكان إلى قضية المسيحيين المغاربة (أ.ف.ب)

في الوقت الذي كان ينتظر فيه المغاربة المسيحيون أن تحمل لهم الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس، يوم أمس السبت، 30 آذار/مارس 2019، إلى المغرب، مخرجًا لقضيتهم واعترافًا ضمنيًا بهم، إلا أن خطابي كل من العاهل المغربي محمد السادس والبابا، لم يشيرا البتّة إلى قضية المغاربة من أصحاب الديانة المسيحية، وإن أشارا إلى المسيحيين في المغرب.

يبلغ عدد المغاربة المسيحيون نحو 8 آلاف شخص لا تعترف الدولة بهم رسميًا ويتابعون بقانون التبشير الذي يُعاقب عليه جنائيًا بالسجن

ويبلغ عدد المغاربة المسيحيين نحو ثمانية آلاف شخص، بحسب مرصد الحريات الدينية،  فيما يقدر تعداد المسيحيين في المغرب ما بين 30 و35 ألفًا، نصفهم من إفريقيا جنوب الصحراء أتوا إلى المغرب للعمل أو الدراسة أو محاولة العبور نحو أوروبا.

اقرأ/ي أيضًا: مسيحيو المغرب.. أقلية دينية غير معترف بها رسميًا!

مسيرة طويلة للحصول على الاعتراف

خاض المسيحيون من المغاربة مسيرة طويلة للحصول على الاعتراف بهم، والسماح لهم بممارسة الطقوس الدينية علانية، عوضًا عن السرية التامة، باعتبار أن الدولة لا تعترف بوجودهم، ويتابعون بقانون التبشير الذي يعاقب عنه القانون الجنائي المغربي بالسجن لمدد تتراوح ما بين ستة أشهر إلى ثلاث سنوات لكل شخص "استعمل وسائل الإغراء لزعزعة عقيدة مسلم أو تحويله إلى ديانة أخرى".

المسيحيون في المغرب
في المغرب 44 كنيسة لا يسمح للمسيحيين المغاربة الاقتراب منها!

وعلى الرغم من أن الكنيسة تجاور المسجد في المغرب، إلا أن ممارسة الطقوس المسيحية ممنوعة على المغاربة، في الوقت الذي يمارس فيه المسيحيون غير المغاربة طقوسهم بكل أريحية في 44 كنيسة يديرها 57 راهبًا من 15 جنسية مختلفة، تحت مراقبة أساقفة في طنجة والرباط، وتستقبل فيه المعابد اليهودية المواطنين المغاربة اليهودي بشكل علني.

رسائل للبابا

قبيل زيارة البابا بأيام قليلة وجهت تنسيقية المسيحيين المغاربة بلاغًا تدعو من خلاله السلطات المغربية إلى ضمان حرية العبادة في الكنائس، والحق في الزواج الكنسي أو المدني، وفي الطقوس الجنائزية المسيحية، وإعفاء أطفالهم من تعلم الدين الإسلامي المفروض في المدارس، داعين إلى اغتنام زيارة البابا للحوار بأكبر قدر من الصراحة في موضوع حرية الضمير والدين بالنسبة لجميع المواطنن المغاربة.

وطالب المغاربة المسيحيون بوقف جميع المضايقات الممارسة على الكنائس الرسمية في البلاد، بما فيها الكنيسة الكاثوليكية، بهدف ثني هذه الكنائس عن استقبال وتعليم وتعميد وتثبيت وتزويج المغاربة الذين اختاروا طواعية الاعتقاد المسيحي.

من جهتها وجهت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان رسالة إلى البابا، وصلت نسخة منها إلى "الترا صوت"، تقول فيها إن "الأقليات المسيحية تعيش أوضاعًا مقلقة، نتيجة تنامي المخاوف الحقوقية، إذ تلعب الأجهزة الأمنية دورًا مهمًا في اضطهاد المسيحيين، فمن جهة اعتقلت وعرضت أفرادًا لمعاملة سيئة بسبب إعلان ديانتهم أو بسبب الانخراط في عبادات داخل كنائس سرية". 

وأضافت: "حتى إن السلطات، لجأت أحيانًا إلى الشتم والتعذيب وسحب وثائق الهوية والضغط عليهم، ومن جهة أخرى عمدت إلى طرد مئات الأجانب بعد استنطاق بعضهم بدعوى التبشير".

خطاب الملك

وجه ملك المغرب محمد السادس خطابًا أمام الآلاف وسط العاصمة الرباط، أكد فيه على ضرورة تعزيز التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين واليهود في المغرب.

خطاب الملك محمد السادس طمأن متتبعي جميع الديانات الإبراهيمية التي تعيش فوق أرض المغرب، بالحرية في ممارسة الشعائر الدينية باختلافها، باعتبار أن أرض المغرب ليست أرض الإسلام فقط.

مقابل ذلك استثنى خطاب الملك ضمنيًا المسيحيين من المغاربة، بعدم التطرق لذكرهم، فجاء فيه: "أنا المؤتمن على حماية اليهود المغاربة، والمسيحيين القادمين من الدول الأخرى، الذين يعيشون في المغرب"، دون الإشارة لمعتنقي المسيحية من المغاربة.

تجاهل كل من العاهل المغربي وبابا الفاتيكان، في خطابيهما، الإشارة إلى قضية المسيحيين من المغاربة، رغم التأكيد على حرية الاعتقاد!

علق زهير الدكالي، رئيس تنسيقية المسيحيين المغاربة، في تصريحات صحفية على هامش زيارة البابا فرانسيس، قائلًا: "رغم أن الزيارة تبقى في حد ذاتها إيجابية على مستوى تعزيز العلاقات بين المملكة والفاتيكان، إلا أن ثمارها لن تطال بشكل مباشر المسيحيين المغاربة، الذين أعتقد أنهم ثانويون في أجندة البابا"

 

اقرأ/ي أيضًا:

المغاربة المسيحيون.. مطالبة مستمرة بالمساواة بالأجانب في بلدهم!

مسيحيو المغرب.. حياة الخفاء