27-أغسطس-2021

صورة تعبيرية (Getty)

أصبحت المنتجات البلاستيكية، كمستلزمات الحماية الشخصية، والأقنعة الجراحية، وأقنعة الوجه الطبية، والقفازات، والعباءات البلاستيكية، والأكياس الطبية، وخاصة تلك التي تستخدم لمرة واحدة، أكثر انتشارًا في كل مكان منذ بداية انتشار فيروس كورونا. هذه المنتجات البلاستيكية ليست ضرورية فقط للحفاظ على عمل المستشفيات وحماية العاملين في الخطوط الأمامية فقط، ولكنها أصبحت شائعة أيضًا في المنازل حيث أصبح ارتداء الأقنعة قبل الخروج أمرًا روتينيًا. والمقلق أن هذه المنتجات البلاستيكية باتت تستخدم لمرة واحدة ومن ثم يتم التخلص منها بشكل متكرر.

تشكل إدارة النفايات البلاستيكية مشكلة بيئية متصاعدة عالميًا، ومع ظهور فيروس كورونا ازدادت الأزمة عمقًا وبات الحل أكثر صعوبة

بهذا الخصوص أشار تقرير البنك الدولي الصادر في أيلول/سبتمبر من العام الماضي، بأنه يتم إلقاء 2600 طن من النفايات في مكبات النفايات يوميًا في جمهورية نيبال الواقعة في شبه القارة الهندية. ويقدر التقرير أنه من بين إجمالي النفايات المتولدة، ما يصل إلى 56% من النفايات العضوية، 16% من الزجاج، 8% من الورق، 13% من البلاستيك. وأشار التقرير إلى أن أزمة إدارة النفايات الطبية خاصة، كانت بمثابة مشكلة لجمهورية النيبال، ومع ظهور فيروس كورونا ازدادت الأزمة عمقًا وبات الحل أكثر صعوبة.

اقرأ/ي أيضًا: انتقادات لبنانية عبر السوشيال ميديا لتعامل وزير الصحة مع احتكار الأدوية

وتقدر إحدى الدراسات المنشورة في شهر شباط/فبراير من هذا العام، والتي أجرتها مجلة Heliyon العلمية، أنه منذ بدء وباء كورونا، بلغت الكمية العالمية من النفايات البلاستيكية 1.6 مليون طن يوميًا. وتقدر الدراسة كذلك أنه يتم التخلص من 3.4 مليار كمامة ودرع بلاستيكي واقي للوجه. وأشار مؤلفو الدراسة إلى أن كوفيد-19 أرخى بظلاله سلبًا على المعركة العالمية المستمرة منذ سنوات للحد من تلوث النفايات البلاستيكية.

ما يهم ضمن هذا الإطار ليس فقط كمية النفايات التي يتم إنتاجها، ولكن سوء إدارة التخلص منها. فقد توصلت دراسات مختلفة إلى أن فيروس كورونا يمكنه البقاء على قيد الحياة لمدة تصل إلى 72 ساعة على البلاستيك، وقد يؤدي التخلص من الأقنعة والقفازات المستخدمة إلى جانب النفايات المنزلية الأخرى إلى تعزيز سلسلة الانتقال لأشخاص آخرين، بحسب منظمة UNDP الأممية.

أما بالنسبة لعمال النفايات، فأدى ذلك إلى زيادة المخاوف من الإصابة بالعدوى. وقال عامل التنظيفات النيبالي، راج كريشنا شريسثا، في حديثه لموقع غلوبال فويس "لا أحد يفصل النفايات المنزلية إلى نفايات قابلة للتحلل وغير قابلة للتحلل. هذا أمر خطير بالنسبة لنا ويظهر بوضوح أن الناس لا يفكرون مرتين فيما يحدث للأقنعة أو القفازات التي استخدموها أثناء الإصابة"، وأضاف "كما يظهر أيضًا أن الناس لا يهتمون كثيرًا بعملنا وسلامتنا". أما عاملة التنظيف النيبالية، أورميلا ديولا، 40 عامًا، قالت نقلًا عن موقع غلوبال فويس "في بعض الأحيان، يكون من المخيف أن تضطر إلى التقاط أقنعة طبية لأنك لا تعرف أبدًا من الذي قد استخدمها. لكن لدينا أسرة يجب رعايتها لذا لا يمكننا التوقف عن العمل".

ففي النيبال، لم يتم حساب البيانات المتعلقة بزيادة كمية استخدام البلاستيك منذ الوباء حتى الآن بسبب نقص الموارد والقوى العاملة. ومع ذلك، يمكن التأكد من مجرد النظر إلى الكمية المتزايدة من الاستخدام اليومي للأقنعة الجراحية والقفازات وزجاجات المطهرات إلى أن هناك زيادة مرتفعة جدًا. وبالإضافة إلى نقص الموظفين ونقص الميزانيات المالية المخصصة لفصل النفايات وإدارة الأزمة، هناك مشكلة أكبر تتمثل في نقص الوعي العام بين الجمهور فيما يتعلق بالتخلص من النفايات، بحسب ما أفادت دراسة لمجلة سبرينغرن وتم وصف المسألة بكونها "وباء البلاستيك"، وأشار المتحدث باسم وزارة البيئة في النيبال، الدكتور بودي ساجار بودل، بالقول "لا يفكر الناس في فصل نفاياتهم المنزلية، ولهذا السبب، فإن النفايات مثل الأقنعة والقفازات تذهب مباشرة إلى مطامر النفايات" وفق ما أورد موقع إنتر بريس سيرفيس للمعلومات.

ومن جهته، قال أحد المسؤولين في مصانع النفايات الواقع في العاصمة النيبالية كاتمندو، ساركار بير شريسثا "لقد أصدرنا تعليمات تطالب بضرورة الاحتفاظ بالنفايات المنتجة في المنازل بشكل منفصل لمدة 72 ساعة قبل خلطها مع أنواع أخرى من النفايات، والتي قد تكون معدية، مثل الأقنعة الطبية أو الملابس الطبية البلاستيكية أو غيرها من المواد التي يستخدمها الأشخاص المصابون بفيروس كورونا"، وأضاف "لكن ليس لدينا أي آلية للتحقق مما إذا كان الجمهور يتبع تعليماتنا"، وفق ما نقل موقع خبر أونلاين. أما العضو المنتدب لمؤسسة إعادة تدوير الخردة، براكاش باثاك، فقال "تكون فرصة انتشار فيروس كورونا أعلى عندما يكون هناك نقص في مشاركة المجتمع"، ولذلك "تحتاج السلطات إلى إيجاد بديل للأقنعة الطبية ومعدات الحماية الشخصية، لأن هذا من شأنه أن يقلل من كمية إنتاج البلاستيك في المصدر"، وتابع حديثه قائلًا "لكن الأهم من ذلك، أن كل شخص يحتاج فقط إلى تحمل المسؤولية لفرز نفاياته بشكل صحيح في المنزل" بحسب  ما ورد في تقرير موقع غلوبال فويس.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

زلزال هايتي يحفز عمالة الأطفال في مهن خطرة

مغردون عرب يتضامنون مع الأسيرة الفلسطينية أنهار الديك بعد رسالتها من الزنزانة