تسارعت الأحداث في الشمال السوري خلال الساعات القليلة الماضية، حيث واصلت فصائل المعارضة تقدمها في محاور عديدة بحلب وإدلب، في ثالث أيام عملية "ردع العدوان". كما بدأت عملية جديدة بعنوان "فجر الحرية"، بينما اعترفت قوات النظام بانسحابها، وسلمت عناصر الميليشيات الكردية السيطرة على مطار حلب الدولي.
سيطرة شبه تامة على حلب
بعد إتمام السيطرة على كامل ريف حلب الغربي، انتشرت فصائل المعارضة السورية في معظم أحياء مدينة حلب، وبات النظام يتمركز "شكليًا" في أحياء معدودة داخل المدينة، مثل السليمانية والعزيزية والميدان، وفقًا لما أفاد به "تلفزيون سوريا". كما أعلنت فصائل المعارضة السيطرة على مدن عندان وحريتان وحيان وكفر حمرة في ريف حلب الشمالي الغربي، وحديثًا أعلنت السيطرة على بلدة الزهراء.
وبعد طول انتظار لبيان رسمي، أقر النظام السوري، اليوم السبت، بشكل غير مباشر بانتهاء سيطرته على مدينة حلب، حيث نشر جيش النظام بيانًا رسميًا عبر حسابه على منصة "فيسبوك"، أكد فيه خسارته لأجزاء كبيرة من حلب وريفها، مشيرًا إلى مقتل وإصابة العشرات من جنوده خلال المعارك مع فصائل المعارضة في محافظتي حلب وإدلب.
#عاجل | إدارة العمليات العسكرية تسيطر على بلدة الزهراء بريف #حلب#فجر_الحرية #ردع_العدوان #إدلب #تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/aO6DYraEZ9
— تلفزيون سوريا (@syr_television) November 30, 2024
وفي البيان، قال جيش النظام إن "الأعداد الكبيرة وتعدد جبهات الاشتباك دفعت قواتنا المسلحة إلى تنفيذ عملية إعادة انتشار بهدف تدعيم خطوط الدفاع، بغية امتصاص الهجوم، والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود، والتحضير لهجوم مضاد". وزعم البيان أن قوات النظام "وجهت ضربات مركزة وقوية لفصائل المعارضة، ريثما يتم استكمال وصول التعزيزات العسكرية وتوزيعها على محاور القتال استعدادًا للقيام بهجوم مضاد".
انهيار متسارع لقوات النظام في إدلب
وكما هو الحال في حلب، واصلت فصائل المعارضة السورية تقدمها وسيطرتها على عشرات البلدات في محافظة إدلب، بما في ذلك بعض المدن الكبرى والمواقع الاستراتيجية. صباح اليوم السبت، فرضت المعارضة سيطرتها على مدينة معرة النعمان ومطار أبو الظهور العسكري، أبرز معاقل الميليشيات الإيرانية وقوات النظام السوري في ريف إدلب الشرقي، وذلك بعد معارك عنيفة مع قوات النظام.
انسحاب آليات عسكرية لقوات النظام السوري جنوب معرة النعمان بريف #إدلب #ردع_العدوان pic.twitter.com/DgAb4U0Vyk
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 30, 2024
ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر عسكرية من غرفة عمليات "ردع العدوان" أن الفصائل سيطرت على مطار أبو الظهور، الذي كانت تسيطر عليه الميليشيات الإيرانية بالتعاون مع "حزب الله" اللبناني وقوات النظام، وذلك بعد معارك عنيفة أسفرت عن أسر عدد من العناصر، ومقتل آخرين، واغتنام دبابات ومدافع ميدانية ومستودعات أسلحة وذخائر.
"فجر الحرية"... جبهة جديدة شمالًا
أعلنت فصائل المعارضة، اليوم السبت 30 تشرين الثاني/ نوفمبر، عن إطلاق عملية "فجر الحرية" بهدف تحرير مناطق تسيطر عليها قوات النظام في ريف حلب الشرقي. وقالت غرفة عمليات "فجر الحرية" عبر معرفاتها الرسمية إن الهدف من العملية هو "تحرير المناطق المغتصبة من قبل نظام الأسد وميليشياته الإيرانية الطائفية، وتحرير السوريين من الظلم والإجرام".
أمام حشد من الأهالي
فصائل المعارضة تهدم تمثال باسل الأسد في مدينة #حلب #فجر_الحرية #ردع_العدوان #إدلب #تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/Y5UV52Ml0s— تلفزيون سوريا (@syr_television) November 30, 2024
فور بدء العملية، سيطرت فصائل المعارضة القادمة من شمال حلب، وتحديدًا منطقة الباب، على مناطق عدة، أبرزها مدينة تادف، إضافة إلى بلدات عران وطومان.
النظام يسلّم مطار حلب الدولي للميليشيات الكردية
مع تسارع الأحداث وتوالي انسحابات قوات النظام، أظهرت مقاطع فيديو دخول الميليشيات الكردية إلى مطار حلب الدولي برفقة عناصر من النظام السوري. وذكرت وكالة "الأناضول" أن النظام سلّم المطار لحزب "العمال الكردستاني". وأظهرت الصور والفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي انتشار آليات وعربات عسكرية وعناصر من حزب "العمال الكردستاني" وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" داخل المطار.
ميليشيا قسد من داخل مطار حلب الدولي.#وكالة_ثقة pic.twitter.com/ep1S9nE5pT
— وكالة ثقة (@thiqanewsagency) November 30, 2024
ومع تقدم فصائل المعارضة السورية على محاور عدة في حلب وإدلب، وتسليم النظام مطار حلب الدولي للميليشيات الكردية، يبدو أن المعارضة ستحاول تسريع تقدمها في جبهة "فجر الحرية" من الشمال الشرقي باتجاه الشرق والجنوب الشرقي في حلب، بهدف محاصرة مطار حلب الدولي والميليشيات المتواجدة فيه، مع استمرار تراجع قوات النظام السوري.