أعلنت "إدارة العمليات العسكرية"، غرفة العمليات المشتركة لمعركة "ردع العدوان"، مساء أمس الثلاثاء، السيطرة على مدينة دير الزور، شرق سوريا، بعد سحب "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) لقواتها من المدينة.
جاء ذلك في بيان مقتضب للناطق العسكري باسم "إدارة العمليات العسكرية"، المقدم حسن عبد الغني، قال فيه: "قواتنا سيطرت على كامل مدينة دير الزور"، مضيفًا أنهم يواصلون: "التقدم في مناطق وبلدات ريف دير الزور بعد السيطرة على مركز المدينة والريفين الغربي والشرقي".
وتأتي السيطرة على مدينة دير الزور بعد أنباء متضاربة عن انسحاب "قوات سوريا الديمقراطية" من المدينة، التي كانت قد سيطرت عليها بعد انسحاب قوات نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، منها يوم الجمعة الفائت. وشهدت المدينة يومي الثلاثاء والإثنين مظاهرات شعبية تطالب بطرد قوات "قسد" من المدينة، ودخول قوات المعارضة إليها.
تكمن أهمية محافظة دير الزور في كونها محافظة حدودية مع العراق، ومنطقة غنية بحقول النفط
وفي وقت سابق، الثلاثاء، أعلن القيادي في مجلس هجين العسكري، أبو الحارث الشعيطي، انشقاقه عن "قسد" ودعمه الكامل لإدارة العمليات العسكرية التي قادت معركة "ردع العدوان". ويُعتبر الانشقاق بمثابة ضربة كبيرة لـ"قسد"، إذ يضم المجلس ما يقرب من نصف مقاتليها المتحدرين من محافظة دير الزور.
ما أهمية محافظة دير الزور؟
تكمن أهمية محافظة دير الزور في كونها محافظة حدودية مع العراق، عدا عن أنها غنية بحقول النفط. قبل سيطرة فصائل المعارضة عليها، كانت المحافظة مقسمة بين عدة أطراف، إذ سيطرت قوات النظام المخلوع، مدعومًا بميليشيات إيرانية وأخرى محلية موالية، على المنطقة الواقعة غرب نهر الفرات.
في المقابل، كانت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) تسيطر على المناطق الواقعة عند ضفاف النهر الشرقية. وشهدت هذه المناطق انتهاكات عديدة ارتكبتها "قسد" منذ سيطرتها عليها، شملت الاعتقال والحصار والقتل والتهجير.
تُعد سيطرة فصائل المعارضة على مدينة دير الزور ضربة جديدة لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، التي سعت منذ انطلاق معركة "ردع العدوان" إلى توسيع رقعة سيطرتها، خاصةً بعد خسارتها مناطق واسعة من ريفي حلب الشرقي والغربي بعد إطلاق فصائل الجيش الوطني السوري معركة "فجر الحرية" ضد مناطق سيطرتها في حلب.
وكانت فصائل الجيش الوطني قد شنّت، قبل أيام، هجومًا للسيطرة على مدينة منبج شمال شرق مدينة حلب، الخاضعة لسيطرة "قسد". وأعلن مظلوم عبدي، القائد العام لـ"قسد"، أمس الثلاثاء، أن قواته توصلت إلى اتفاق مع فصائل المعارضة لوقف إطلاق النار في المدينة بوساطة أميركية: "حفاظًا على أمن وسلامة المدنيين"، وفق قوله.
وقال عبدي، في منشور على منصة "إكس": "سيتم إخراج مقاتلي مجلس منبج العسكري من المنطقة في أقرب وقت"، مضيفًا أن: "هدفنا هو وقف إطلاق النار في كامل الأراضي السورية والدخول في عملية سياسية من أجل مستقبل البلاد".