24-أكتوبر-2016

مواطن مصري يتناول طعامه في أحد مطاعم القاهرة مطلع عشرينيات الفرن الفائت (Getty)

تحت عنوان: "معركة مصر مع البدانة. لا أحد يكترث للسعرات الحرارية"، أوردت صحيفة الجارديان موضوعًا عن البدانة في مصر، ذكرت فيه أن نظام الأكل في مصر مليء بالسكر واللحوم والكربوهيدرات، مع القليل من التمارين الرياضية، وهو ما جعل نسبة البدانة في مصر تصل إلى 60%.

تصل نسبة البدانة في مصر إلى 60% ويساهم نظام الأكل المصري في ذلك إضافة إلى قلة التمارين الرياضية

وجاء في الصحيفة: داخل قصر من أضواء النيون يقع أكبر وأهم محلات "الكشري" في مصر وهو "كشري أبو طارق"، في وسط البلد، حيث تنتشر في الأجواء رائحة البصل المحمر. ترى أطباق الكشري تتراكم وهو الطبق التقليدي عند المصريين، ويتكون من الأرز والمعكرونة والعدس مخلوطًا بصلصة الطماطم، وهو يغزو كل طبقات المجتمع المصري.

اقرأ/ي أيضًا: 6 معتقدات خاطئة حول التنحيف.. تهمك معرفتها

يُقدم هذا الطبق بتكلفة تعادل أقل من نصف دولار، ويحتوي على حوالي 800 سعرة حرارية، والمكان يعج بالعائلات، التي يرحب معظمها بشراب محلى إلى جوار "الكشري". يقول المدير طارق يوسف ضاحكًا: "نحن لا نقيس السعرات الحرارية في الطبق حيث لا أحد يهتم بهذه الأمور هنا"، ويشير إلى نظرية سائدة بين المصريين وهي أن "معظم الكربوهيدرات يتم التخفيف منها عن طريق الماء الذي تُطهى به".

وتذكر الصحيفة أن البلدان الضعيفة اقتصاديًا عادة ما تحظى بمعدلات عالية من البدانة بين الأطفال في العالم، حيث تحتل مصر المركز السابع بنسبة 32% من البدانة بين الأطفال وفقًا للاتحاد العالمي للبدانة، والذي يشير إلى أن المصريين يتناولون نظامًا غذائيًا يركز على اللحوم والسكر والكربوهيدرات وفرص أقل في ممارسة الرياضة وهو ما يؤثر سلبًا على عدد كبير من السكان في مصر، أكثر دول العالم العربي ازدحامًا.

والبدانة في مصر لا ترتبط بسياق طبقي، إذ يلجأ محدودو الدخل إلى الأرز والبطاطس ليملؤوا المعدة بعد يوم طويل، أما الأغنياء، والذين يستطيعون أكل اللحوم في كل وجبة تقريبًا، فيحبذون الوجبات السريعة. وفي استطلاع أعدته منظمة الصحة العالمية، يغطي عامي 2011-2012 في مصر، وُجد أن 62.2% من المصريين يعانون زيادة في الوزن و31% منهم مصنفون من "البدناء".

اقرأ/ي أيضًا: البدانة.. جمال في العيون الموريتانية

تقول الدكتورة رندا أبو النجا، وهي طبيبة في منظمة الصحة في مكتبها بالقاهرة، إن الأمر يتخطى المشكلة الصحية وتشير إلى أن قلة الحركة هي العامل الرئيس لمشكلة البدانة في مصر. وتضيف الدكتورة رنا أن "الحكومة يمكنها أن تغير دعمها للسكر والزيت إلى دعم بدائل أكثر صحية، مثل الحليب مثلًا".

تنتشر الأكشاك في مصر وهي تقدم وجبات خفيفة مالحة أو كثيرة السكر، رخيصة الثمن، وتسبب السمنة للأطفال ولآبائهم

الأكشاك التي توجد في كل ركن، في كل منطقة في البلاد، تقدم وجبات خفيفة مالحة أو كثيرة السكر، رخيصة الثمن، وتسبب السمنة للأطفال ولآبائهم. وتقول الدكتورة شيرين الشيمي، وهي أخصائية تغذية: "يبدو أن الأمر "كليشيه" ولكنها حقيقة في الآن ذاته، وهي أن المصريين فعلًا يحبون السكر، إنه إدمان"، وتضيف: إنهم "يضيفون السكر إلى الشاي ويشربون خمسة أو ستة أكواب منه يوميًا، وفي كل كوب ملعقتين أو ثلاث من السكر، لو أنهم يستغنون عنه لعاشوا حياة مختلفة".

وتستطرد قائلة إن "معظم التجمعات العائلية تكون محاطة بالطعام والضغط الاجتماعي، الإصرار بأن تأكل يكون كبيرًا، كما أننا كمصريين نحظى بخدمة "الدليفري" لكل شيء". وتعبر الدكتورة الشيمي بالقول إن "الأمر يبدأ من المدرسة، صحيح أننا اقتصاديًا لسنا بخير الآن ولكن أن يتم دعم ثمرة فاكهة واحدة في كل يوم لكل طفل، حينها سنوفر لهم ما لا يجدونه في بيوتهم".

اقرأ/ي أيضًا:

طرق تخفيف الوزن الزائد بعد الولادة

خيارات الجسد.. الكربوهيدرات أم الدهون؟