26-سبتمبر-2015

المنتخب الفلسطيني فاجأ الجميع (شونغ سونغ جون/ Getty)

52 عامًا انتظرتها فلسطين ليشارك منتخبها في بطولة آسيا وذلك منذ التحاقها بالاتحاد الدولي لكرة السلة (الفيبا) في عام 1963. فالمنتخب الفلسطيني وبغياب بعض من لاعبيه المميزين استطاع الفوز على العراق (70-62) وسوريا (79-73) وخسر في مباراة شرسة أمام لبنان (88-79)، وضمن التأهل بمفاجأة مع حصوله على المركز الثالث في بطولة غرب آسيا خلف كل من لبنان والأردن.

بعد التأهل إلى بطولة آسيا، كان المنتخب الفلسطيني أمام تحدٍ كبير، وهو جمع لاعبين قادرين على تشكيل منتخب يقدم مستوى منافس، فكانت الاستعانة بفلسطيني الشتات في مختلف دول العالم إلى جانب فلسطينيي الداخل، ليتكون المنتخب من 10 لاعبين فقط أي بفارق لاعبين عن باقي المنتخبات التي تملك 12 لاعبًا في البطولة وفق ما يسمح به قانون اللعبة.

رفض سكاكيني اللعب في المنتخب الإسرائيلي مصرًا على هويته الفلسطينية

بعد انتهاء بطولة غرب آسيا التحق نيكولا فضايل وعمر كريم وساني سكاكيني بالمنتخب، ليكونوا إلى جانب جمال أبو شمالة وأحمد هارون. ويُعد فضايل (يحمل الجنسية اليونانية) من أفضل المسددين من خارج القوس، ولم يكن قد التحق بالمنتخب في بطولة غرب آسيا لأنه كان في فترة شهر العسل بعد الزواج.

أما اللاعب عمر كريّم فيُنتظر أن يقدم أفضل ما لديه في موقع صانع الألعاب مع معدل 14 نقطة 3 متابعات و3 تمريرات حاسمة في مبارياته في الدوري الفيليبني التي حملت فريق إلى المركز الرابع.

أمّا الحلم الفلسطيني فهو مرتبط مباشرةً بحلم ساني سكاكيني الذي يسعى كي يكون لاعبًا في الـ NBA، حيث بدأت انطلاقته من مدينة رام الله مُعتمدًا على إمكانيات محدودة في التدريب ليتنقل بعدها إلى اللعب في الاردن ومنها لخوض ثلاثة مواسم ممتازة في الصين. وكان قد رفض الالتحاق بالمنتخب "الاسرائيلي"، مُعلنًا عن هدفه وهو أن يثبت للفلسطينيين أنه يمكن بناء الكثير من اللاشيء.

يُعد لاعب الخبرة جمال أبو شمالة (حامل الجنسية الاميركية) أبرز لاعبي المنتخب إلى جانب سكاكيني، حيث شارك سابقاً في D-league مع فريقي مينسوتا وميامي هيت، وكان له فضل كبير بتأهل المنتخب الفلسطيني إلى بطولة آسيا إلى جانب اللاعب الشاب أحمد هارون (حامل الجنسية الكندية).

المنتخب الفلسطيني فاجأ الجميع باللعب الدفاعي والأداء الرجولي

بعد اختيار اللاعبين العشرة، عانى المنتخب الفلسطيني من مشاكل تنظيمية عديدة منعته من خوض حصصه التدريبية إلا في الصين (مستضيفة البطولة) وذلك قبل انطلاق البطولة بأسبوعين فقط، ويشير مدرب المنتخب الأمريكي جيري ستيل إلى مشاكل عديدة واجهها المنتخب منها ضعف بأسياسيات الدفاع والتنظيم الدفاعي وفهم أسلوب اللعب.

مع انطلاقة البطولة، استطاع المنتخب الفلسطيني تفجير أولى المفاجآت بوجه مدربه قبل العالم، وقدّم أداءً دفاعيًا رجوليًا في مواجهة الفيليبين حيث نجح في بعض فترات المباراة بتسجيل 10 نقاط مع الحفاظ على نظافة سلته، كذلك ظهرت القدرات الهجومية عند أبو شمالة وساني سكاكيني بوضوح لتحسم المباراة بفارق نقطتين (75-73) في اليوم الأول من البطولة، وتُعلن ولادة منتخب بات محطّ أنظار الجميع في البطولة، خاصّةً بعد تأكيد هذا الفوز بأداء منظم وناضج في مواجهة المنتخب الكويتي والفوز 21 نقطة (90-69)، وفوز ثالث في مواجهة هونغ كونغ (85-79)، وتشير نتائج المباريات إلى ثبات في الأداء الدفاعي، بالإضافة إلى قدرة على حسم اللحظات الصعبة من المباراة كما حصل في مواجهة الفيليبين.

بعد فوزه بجميع مبارياته في الدور الأول، لن يكون المنتخب الفلسطيني مرتاحًا عندما يواجه الصين وإيران وكوريا الجنوبية، وسيواجه صعوبات في مواجهة لبنان وقطر، فهو يملك لاعبين أقلّ من باقي المنتخبات وهو ما يصعب إمكانية تدوير اللاعبين، كذلك قد يعاني من مشكلة اللياقة البدنية حيث أن قسم كبير من لاعبيه لا يخوض بطولات محلية منظمة وقوية، لكن الأكيد أن المنتخب الفلسطيني أعاد صورة الرياضة الفلسطينية إلى حيث يجب أن تكون، وأعلن عن تحدٍ كبير عنوانه " المستحيل ليس فلسطينيًا".