08-يوليو-2019

المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (فيسبوك)

ألترا صوت – فريق التحرير

"إن جاءكم فاسقٌ بنبأ"

نشرت جريدة "الأخبار" التي تصدر في بيروت مقالًا في عددها رقم 3801 بتاريخ 8 تموز/ يوليو 2019 زجّت فيها باسم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وباسم مؤسّسه ومديره المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة. وقد حفل هذا المقال بافتراءات وأكاذيب محضة، تشكّل أحدث حلقة مما تعرض له المركز العربي ومديره طوال الأعوام الثلاثة الماضية، ولا يزال يتعرض لها، من حملة افتراء وتشويه خسيسة منظمة من عدة جهات وقوى وأجهزة إعلامية حكومية، عربية وإسرائيلية، وتستهدف المشروع الفكري العربي النهضوي الذي يعمل عليه المركز، منذ تأسيسه في تشرين الثاني/ نوفمبر 2010، والذي وضع في صلب استراتيجيته منذ اللحظات الأولى استئناف أسئلة وقضايا النهضة العربية الحديثة.

المركز العربي: الدكتور عزمي بشارة ليست له أية صلة مباشرة أو غير مباشرة بجريدة "القدس العربي" التي تصدر في لندن، وكذلك لا يعمل مستشارًا لأي مسؤول سياسي

ومن المثير للاشمئزاز أن جريدة "الأخبار" قامت بزج اسم المركز واسم مديره في خبر لا يتعلق بهما، وليست له أي صلة به على الإطلاق، وتحويل مسألة قانونية وحقوقية قائمة بين طرفين محترمين هما العائلة والناشر إلى مزادٍ رخيصٍ تحولت معه الجريدة إلى مباءةٍ لاختلاق الأكاذيب المحضة وفبركتها، مستهترةً بأبسط القواعد المهنية ومواثيق أخلاق العمل الإعلامي المتعارف عليها. ومن نافلة القول، إن هذه المسألة القانونية تهم طرفيها وليس المركز العربي.

اقرأ/ي أيضًا: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.. درب المعرفة نحو الحرية

وعلى الرغم من أن الأكاذيب التي فبركتها "الأخبار"، لا تنطلي على القارئ، فإننا في المركز معنيون بتعرية مثل هذه الأخبار الملفقة والافتراءات التي تمسّه حتى لا تتحول إلى سلعة رائجة، ولردع من تسوّل له نفسه أن يمسخ وسيلة إعلام تحولت إلى بوق لبث الأكاذيب والأضاليل. ونؤكد على ما يلي:

أولًا: إنّ المادّة كاذبة جملة وتفصيلًا

ثانيًا: إن مدير المركز العربي الدكتور عزمي بشارة ليست له أية صلة مباشرة أو غير مباشرة بجريدة "القدس العربي" التي تصدر في لندن، وكذلك لا يعمل مستشارًا لأي مسؤول سياسي، وهذا نوع من الافتراءات الرخيصة وذرٌ الرماد في العيون. وهو باحث معروف بمؤلفاته المرجعية ومنشغل بمشاريعه البحثية التي تستنزف وقته وجهده، ومع ذلك، فقد تخصصت بعض الأبواق السعودية والإماراتية والإسرائيلية بربطه بشؤون لا تهمه ولا شأن له بها، وقد انضمت هذه الصحيفة إلى هذا النادي غير المحترم.

ثالثًا: إن المركز العربي الذي هو مؤسسة أكاديمية تعمل منذ تسع سنوات، وتعاونت مع ما لا يقل عن ألفين وخمسمئة باحث وأكاديمي من مختلف الجامعات العربية والغربية، وأصدرت حتى تاريخه نحو 350 كتابًا، إضافة إلى خمس دوريات محكّمة، وموقعٍ إلكتروني محكم، وتأسيسه لمعهد الدوحة للدراسات العليا الذي يشتمل على 15 برنامجًا أكاديميًا ويتقدم له سنويًا مئات الطلبة المتفوقين للدراسة فيه والأساتذة المرموقين للتدريس فيه، أصبح له مكانته المعتبرة في العالم الأكاديمي عربيًا ودوليًا. وهو ليس بحاجة إلى أن يقتطف من هذه المؤسسة أو تلك باحثًا بعينه لأغراض تلفّقها جريدة "الأخبار"، بهدف التجهيل بالمركز وبوزنه في الحياة الأكاديمية العربية والعالمية. إنّ هذه الادعاءات من قبل صحيفة صفراء تعتبر مسيئة لمؤسسات بحثية شقيقة وامتهانًا للعاملين فيها.

المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مؤسسة أكاديمية تعمل منذ تسع سنوات، تعاونت مع ما لا يقل عن ألفين وخمسمئة باحث وأكاديمي

يعمل المركز منذ تأسيسه بشكل دؤوب على التعاون والتشبيك بين المؤسسات البحثية العربية من مراكز وجامعات. ومن الجدير بالذكر في هذا السياق عقد المركز ثلاثة مؤتمرات للمراكز البحثية العربية بهدف إرساء قواعد التعاون والتشبيك بينها، فضلًا عن ارتباطه بمذكرات شراكة مع العديد من الجامعات والمؤسسات البحثية العربيّة. وهذا وحده كافٍ لدحض ما افترته الجريدة المذكورة سيئة الصيت.

اقرأ/ي أيضًا: المركز العربي للأبحاث..الأكاديميا الحرة في مواجهة البروباغندا والاستبداد

ويضم المركز باحثين مقيمين ينتمون إلى مختلف الأقطار العربية في المشرق والمغرب العربيين على أساس الأهلية الأكاديمية البحتة، من دون أي تمييز قطري أو ديني أو مذهبي بموجب عقود لا يتجاوز ما تنص عليه العقود القائمة في دولة قطر والدول الأخرى التي يعمل فيها المركز، وهم جميعًا من الباحثين المرموقين والمعروفين في المجال البحثي العربي.

المال لا يبني مراكز أبحاث، وإنما الرؤية والفكر والكفاءات، ولا يوجد مركز أبحاث في الدنيا من دون تمويل، ولكن التمويل لا يصنع مركز أبحاث، مثلما لا يصنع جريدة كما تثبت ذلك تلك الصحيفة الصفراء التي انضمت إلى جوقة السعوديين والإسرائيليين والإماراتيين المحرضين على المركز.

كما يعرف القاصي والداني من كل من تعاون مع المركز أو شارك في فعالياته المختلفة، من مؤتمرات أو نشر في دورياته أو موقعه الإلكتروني أو في دار نشره الأكاديمية للإصدارات العربية والترجمة... إلخ، إن المركز مؤسسة بحثية أكاديمية ملتزمٌ بأعلى المواصفات الاعتمادية الأكاديمية. إن عمله على تعزيز البحث الأكاديمي من خلال وضع أجندات بحثية مستقلّة وإنشاء بيئة بحثية تفاعلية ومنتجة ضمن معايير وقواعد علمية، وليس من خلال مكافآت مالية. فالعاقل يدرك أن البشر والمناهج البحثية، وليس المكافآت الماليّة، من يصنع نهضة بحثية. وكما يعرف الجميع، فإن المركز لا يدفع أية مكافأة ماليّة لقاء ما ينشره من أبحاث أكاديمية في دورياته المحكمة أو في موقعه الإلكتروني، كما لا يدفع أية مكافأة مالية مطلقًا عن الأبحاث المشاركة في مؤتمراته وندواته. أما ما يدفعه للمؤلفين عند نشر كتبهم فهي النسبة المتعارف عليها في دور النشر، ولا بأس بالإشارة هنا إلى أن النسبة هي عشرة في المئة من قيمة الغلاف. وتسهيلًا يقوم المركز بدفعها للمؤلف دفعة واحدة عن عدد النسخ المنشورة عند طبع الكتاب وليس على أساس المبيعات السنوية.

بيان المركز العربي: المال لا يبني مراكز أبحاث، وإنما الرؤية والفكر والكفاءات، ولا يوجد مركز أبحاث في الدنيا من دون تمويل

رابعًا: إنّ كل من يعرف أو يطلع على ما أصدره المركز من كتب عربية أو مترجمة أو ما ينشره في دورياته أو ما يقدمه في مؤتمراته وما يصدر عن هذه المؤتمرات من كتب لا بد من أن يخرج بحقيقة بسيطة وواضحة وهي هويته الفكرية النقدية المستقلة عن أي نظام سياسي أو أية جهة إقليمية أو دولية، والملتزمة بوسائل البحث العربي باستئناف مشروع النهضة العربية، في الحداثة والتقدم والتحرر الوطني والاندماج القومي الاجتماعي والانتقال الديمقراطي والتنمية وسيطرة الشعوب العربية على مصيرها.

اقرأ/ي أيضًا: المركز العربي يطلق أعمال مؤتمر طلبة الدكتوراة العرب في الجامعات الغربية

وأخيرًا، إن التزامنا العلمي الأكاديمي بموضوعية البحث لا يتعارض مع انحيازنا الأخلاقي للغاية العليا من العلوم الاجتماعية وهي الحرية. وذلك من خلال انحيازه إلى قضايا المواطن العربي وعلى رأسها القضية الفلسطينية والكرامة والحرية والمواطنة التي تعاديها هذه الصحيفة حين يتعلق الأمر بما يخالف أجنداتها السياسية وارتباطاتها الإقليمية. فأين منا ومن يمتهن فبركة الأكاذيب الخالصة الخارجة عن الحد الأدنى من شروط العمل الإعلامي، وهي المهنية وضوابطها الميثاقية الأخلاقية. وفي الأخير "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ". وكلمتنا الأولى والأخيرة أن المركز العربي وأسرته البحثية الواسعة هو من نوع ما يمكث في الأرض.

 

اقرأ/ي أيضًا:

التلغراف البريطانية.. تحريض على المركز العربي

المركز العربي يضع قرار ترامب بشأن القدس تحت مجهر التشريح الأكاديمي