19-يناير-2019

أفيش الفيلم اليمني "10 أيام قبل الزفة" (يوتيوب)

نحو سبعة أشهر قضاها المخرج اليمني، عمرو جمال، في كتابة وإعداد فيلم "10 أيام قبل الزفة"، والذي قام بتصويره خلال شهر واحد فقط، بمدينة عدن جنوب اليمن، في محاولة لإنعاش السينما اليمنية، بعد توقفها منذ سنوات بسبب الحرب.

دخل الفيلم اليمني "10 أيام قبل الزفة"، سباق الترشح لأوسكار أفضل فيلم أجنبي، ضمن قائمة تضم 87 فيلمًا أجنبيًا

الحرب تعيق الحب

يروي الفيلم، الذي عرض في مدينة عدن 200 مرة خلال أيام عيد الاضحى، قصة حب بين فتاة وشاب، كانا ينويان الزواج، إلا أن الظروف التي أنتجتها الحرب في مدينة عدن، بين القوات الحكومية والحوثيين؛ أحالت دون زواجهما، فاضطرا إلى تأجيل الزواج، وصرف مدخراتهما للتغلب على صلف العيش الناجم عن الحرب.

اقرأ/ي أيضًا: عدن.. دور السينما أطلال أيضًا

وبعد ثلاثة أعوام من توقف الحرب في مدينة عدن قرار الشابان الزواج، بعد أن تمكنا من جمع المال وتهيئة الظروف المناسبة للبدء بحياة زوجية أرادا لو أنها سعيدة. ثم يُركز الفيلم على الأيام العشرة التي تسبق الزواج، ممثلًا في كل يوم من الأيام مصيبة أو عائقًا ما يقف في طريق إتمام الزيجة.

ويلخص الفيلم الذي صور في أحد الأحياء الشعبية القديمة بمدينة عدن جنوب اليمن، النتائج والأثار السلبية للحرب التي شهدتها المدينة، بالإضافة إلى تصوير الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي تشهده اليمن، والمعاناة الانسانية التي يواجهها سكان مدينة عدن. 

سباق الأوسكار

ودخل الفيلم "10 أيام قبل الزفة" في سباق الأوسكار ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي، بين قائمة تضم 87 فيلمًا أجنبيًا تتنافش على جائزة الأوسكار في هذه الفئة.

تحدث "ألترا صوت" إلى مخرج الفيلم عمرو جمال، الذي روى جانبًا من الصعوبات التي واجهت فريق عمل الفيلم، بدايةً من التمويل، وما واجههم في سبيل ذلك من صعوبة في إقناع رجال أعمال وأصحاب شركات كي يمولوا إنتاج الفيلم، في بلاد "لا يؤمن تجارها ولا حكومتها بالفن"، على حد تعبيره.

في التنفيذ كانت الصعوبات أكبر، متمثلة في انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر، يصل لست ساعات وأكثر يوميًا. إضافة إلى انهيار منظومة الاتصالات، الأمر الذي كان معوقًا لإنتاج فيلم بميزانية محدودة.

فيلم 10 أيام قبل الزفة
عرض الفيلم 200 مرة في مدينة عدن

ولفت جمال إلى أن المعاناة المعيشية التقليدية للمواطن اليمني، انعكست على فريق عمل الفيلم أثناء إنتاجه، واستلهم منها صناع الفيلم، ودمجوها في أحداثه.

وكان انعدام الاستقرار الأمني على رأس المعوقات التي واجهت صُنّاع الفيلم، والتي دفعتهم إلى بذل جهود مضاعفة لإنتاجه خلال شهر واحد، كما أوضح عمرو جمال.

تشجيع لصناع الأفلام اليمنيين

اعتبر عمرو جمال، أن فيلمه "10 أيام قبل الزّفة"، بمثابة دفعة تشجيع للمخرجين والمنتجين في اليمن، لصناعة مشاريع فنية في الفترة المقبلة، بعد ركود تام عرفته الصناعة الفنية، بسبب الحرب.

هذا ويشارك الفيلم حاليًا، في مهرجانات سينمائية دولية، مثل مهرجاني بونا وجايبور السينمائيين الدوليين في الهند. كما سيعرض الفيلم في مدينتي مومباي وناجبور، ضمن مهرجانات أخرى فرعية تتبع مهرجان بونا.

فيلم 10 أيام قبل الزفة
المخرج عمرو جمال في مؤتمر صحفي على هامش أحد مهرجانات السينما الهندية التي عرض فيها الفيلم

ولقب الفيلم اهتمامًا كبيرًا من صحف ووكالات عالمية، الأمر الذي أرجعه الكاتب الصحفي هارون سنان إلى أن الفيلم "يصوّر المأساة الإنسانية التي يعيشها اليمن، بسبب الصراعات السياسية والعسكرية"، مضيفًا في حديث لـ"ألترا صوت": "صور الفيلم معاناة الشباب الذين أحرقت الحرب أحلامهم ودمرت مستقبلهم".

اعتبر مخرج فيلم "10 أيام قبل الزفة"، أن فيلمه سيكون مشجعًا للمخرجين والمنتجين اليمنيين لصناعة مشاريع فنية في الفترة المقبلة

ويرى سنان أن مشاركة الفيلم في مهرجانات دولية، وتسليط الضوء عليه في الصحافة العالمية، سيمهد الطريق أمام إنتاج فني يمني واعد يصل إلى العالمية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيلم "Green Book".. دليلك لاكتشاف ذاتك بالآخرين

عام المرأة في السينما المغربية.. 5 أفلام فارقة