15-أغسطس-2022
حسين مروة، نجيب محفوظ، لقمان سليم

حسين مروة، نجيب محفوظ، لقمان سليم

على وقع الأخبار المتداولة حول حادثة طعن الكاتب والروائي البريطاني-الهندي سلمان رشدي يوم الجمعة الفائت، 12 آب/أغسطس الجاري، استعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي حوادث مشابهة تعرض لها كتّاب ومثقفون عرب بسبب مواقفهم السياسية والفكرية، التي أنهت حياة بعضهم.

نستعرض معكم في هذه المقالة شخصيات ثقافية وفكرية عربية تعرضت لمحاولات اغتيال نجح بعضها، وفشل بعضها الآخر، لأسباب سياسية وفكرية وعلى يد أشخاص متشددين غالبًا.


1. حسين مروة

شهد لبنان في ثمانينيات القرن الفائت موجة اغتيالات طالت عددًا كبيرًا من قيادات وكوادر الحزب الشيوعي اللبناني، وفي مقدمتهم الكاتب والمفكر حسين مروة، الذي اغتيل في 17 شباط/ فبراير 1987.

يُعد مروة واحد من أبرز المناضلين الشيوعيين في لبنان والعالم العربي، وأحد أهم المفكرين النقديين العرب المتخصصين بالتاريخ والتراث الإسلامي، الذي قدّم فهمًا جديدًا له وأضاء على النزعات المادية فيه، الأمر الذي أثار غضب الجماعات الدينية، لا سيما المسلحة منها، وأدى إلى مقتله أمام زوجته.

حسين مروة


2. مهدي عامل

بعد 3 أشهر على مقتل حسين مروة، أقدم مسلحون مجهولون على اغتيال الكاتب والمفكر اللبناني، وعضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي اللبناني، حسن حمدان المعروف باسم "مهدي عامل". ويُعتبر الراحل من أهم المفكرين اليساريين العرب.

توزّع منجز عامل الذي اغتيل لأسباب سياسية وفكرية، على عدة قضايا ومسائل مرتبطة بالفلسفة، والسياسة، والمجتمع، والبرجوازية، والليبرالية، والفكر الطائفي، وأزمة الحضارة العربية، وغيرها من القضايا التي تناولها في مؤلفاته، ولعل أهمها وأكثرها شهرةً كتاب "مقدمات نظرية لدراسة أثر الفكر الاشتراكي في حركة التحرر الوطني".

مهدي عامل


3. فرج فودة

يُعرف الكاتب والمفكر المصري فرج فودة بمواقفه وأفكاره النقدية تجاه الدولة الدينية، ودعوته إلى فصل الدين عن الدولة التي رأى أنه يجب أن تكون مدنية لاعتبارات عديدة استعرضها في مؤلفاته.

وعدا عن مؤلفاته، عبّر فودة عن مواقفه وأفكاره حول هذه المسألة في مناظرات عديدة، لعل أشهرها المناظرة التي عُقدت في معرض القاهرة الدولي للكتاب في كانون الثاني/ يناير عام 1992 بعنوان "مصر بين الدولة الإسلامية والدولة المدنية"، وهي المناظرة التي يقال إنها كانت السبب وراء تكفير علماء في الأزهر له، وقتله في 8 حزيران/ يونيو 1992.

فرج فودة


4. نجيب محفوظ

في 14 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1994، أقدم شاب مصري يدعى محمد ناجي على محاولة قتل الروائي المصري نجيب محفوظ، بسبب "تطاوله على الذات الإلهية" في روايته "أولاد حارتنا"، التي أثارت بعد صدورها عام 1956 جدلًا حادًا وسجالات عنيفة نتيجة اتهام مؤلفها بإهانة مقدسات المسلمين ورموزهم. 

أراد ناجي قتل محفوظ تنفيذًا لفتوى الزعيم الروحي لتنظيم "الجماعة الإسلامية" عمر عبد الرحمن، الذي أهدر دم محفوظ ورأى، في سياق تعليقه على الجدل الذي أثارته رواية "آيات شيطانية" للكاتب البريطاني سلمان رشدي، أنه: "لو قتلنا نجيب محفوظ من 30 سنة مكنش طلع سلمان رشدي".

نجيب محفوظ


5. سمير قصير

بعد مرور أكثر من شهر على انسحاب الجيش السوري من لبنان، قُتل الكاتب والصحفي اللبناني سمير قصير بانفجار عبوة ناسفة وضِعت في سيارته صباح الثاني من حزيران/ يونيو عام 2005.

ورغم عدم معرفة هوية القاتل حتى هذه اللحظة، إلا أن المعارضة اللبنانية اتهمت النظام السوري باغتياله، إذ كان مؤلف "تاريخ بيروت" من أشد المعارضين لوجوده في لبنان، وواحد من أكثر الصحافيين جرأةً في انتقاده وانتقاد الأجهزة الأمنية اللبنانية المتعاونة معه.

سمير قصير


6. لقمان سليم

في 4 شباط/فبراير 2021، وجِد الكاتب والناشط والناشر اللبناني لقمان سليم مقتولًا في سيارته، في إحدى قُرى جنوب لبنان، بعد ساعات طويلة من اختفائه.

اتُهم حزب الله باغتيال سليم الذي كان من أشد المعارضين لسياساته الداخلية وأجنداته الخارجية، خاصةً وأنه تعرض لحملات تخوين عديدة من قبل أنصاره في مواقع الاجتماعي، وصلت إلى حد الاتهام بالعمالة والتهديد بالقتل. ناهيك عن الاعتداء على منزله في حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية.

لقمان سليم