21-أغسطس-2019

يسعى المجلس الانتقالي الجنوبي إلى السيطرة على محافظات يمنية جديدة (Getty)

بدأ المجلس الانتقالي الجنوبي وبعد أن أحكم سيطرته على مدينة عدن، بتوجيه قواته للسيطرة على المحافظات اليمنية الأخرى، بدعم من أبوظبي، حيث سيطر على معسكر الشرطة العسكرية والأمن الخاص في محافظة أبين جنوب البلاد، مسقط رأس الرئيس عبدربه منصور هادي، الثلاثاء عقب مواجهات استمرت لساعات.

يرى مراقبون أن طرد الإمارات وتوقفها عن دعم وتمويل المليشيات المسلحة، سوف ينهي الانقلاب الأخير على الشرعية ومشروع تحويل اليمن إلى دولتين

وتأتي التحركات العسكرية للقوات الموالية للانتقالي نحو المحافظات الجنوبية بعد دعوة أطلقها عيدروس الزبيدي للسيطرة على عدن لـ"تحرير المحافظات الجنوبية الأخرى" من سيطرة ما أسماهم بـ"الإرهابيين". وبدأ المجلس بفرض سيطرته على المؤسسات الحكومية والخدمية، في مدينة عدن، لتكتسب لونًا سياسيًا جديدًا، تحت ما يسمى بدولة الجنوب العربي. وعلقت وزاراة الداخلية والخارجية والنقل أعمالها في مدينة عدن حتى إنهاء الانقلاب الذي قادته الإمارات على الحكومة في عدن.

اقرأ/ي أيضًا: بعد تواطؤ سعودي.. عدن تحت سيطرة الإمارات

وكان التحالف قد أعلن انسحاب الانتقالي من المقار الحكومية بعدن بإشراف من لجنة سعودية إماراتية، بعد تعليق ثلاث وزارات حكومية أعمالها في العاصمة المؤقتة. وفي الوقت الذي اعتبر في تحالف الرياض وأبوظبي هذه الخطوة انسحابًا للقوات الموالية للانتقالي، يؤكد المجلس أنه نسق مع التحالف لتأمين المراكز الحكومية، التي تمس خدمات المواطنين، وفي ذات الوقت يرفض الانسحاب من المواقع العسكرية التي سيطر عليها، قبل عشرة أيام عقب مواجهات، مع القوات الحكومية.

الرياض.. صمت وخيبة

علقت حكومة هادي آمالها على الرياض لوقف الانقلاب العسكري الذي يقوده الانتقالي، لكن المملكة اكتفت بتهديد الانتقالي بالحرب إذا لم ينسحب من المواقع الحكومية، وإرسال لجنة للإشراف على انسحاب قواته.    

وردًا على تهديدات السعودية حذر قائد اللواء الخامس دعم وإسناد السعودية من مغبة استهداف معسكره بأي قصف، وأكد مختار النوبي أن المملكة العربية السعودية لن تسلم في حال نفذت أي عملية قصف. ويأتي ذلك بعد تهديد نائب رئيس الانتقالي هاني بن بريك بالوقوف في وجه السعودية إن أعلنت محاربتهم. ولم تنجح السعودية في وقف الانقلاب الذي تقوده الإمارات على الحكومة الشرعية، الذي زعم التحالف في 2015 أنه تدخل لدعمها والقضاء على الانقلاب الحوثي، لا بالتهديد أو عبر لجنة الوساطة التي أرسلتها إلى عدن، بل باتت السعودية متهمة بالتواطىؤ مع الانفصاليين لتقسيم اليمن وتمزيقه.

وإذا نجح الانقلاب الثاني على حكومة هادي، ستنتهي مشروعية تدخل التحالف العسكري في اليمن، "فأي تمرير أو تماهي مع انقلاب المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا في العاصمة المؤقتة عدن بهذا الظرف يسقط مشروعية مواجهة الانقلاب الحوثي في صنعاء، ويسقط مبررات تدخل تحالف دعم الشرعية لمواجهة انقلاب المليشيا الحوثية على الحكومة اليمنية المنتخبة"، كما يقول وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني.

وحملت الحكومة اليمنية الإمارات مسؤلية الإنقلاب على الحكومة الشرعية في عدن. "إن ما حدث في عدن هو انقلاب مسلح على الحكومة الشرعية بدعم عسكري ومالي وإعلامي من دولة الامارات". يقول مندوب اليمن في الأمم المتحدة السفير عبدالله السعدي. وفي كلمة له خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن​ حول الوضع في اليمن أكد أنه على الرغم من موافقة الحكومة على المشاركة في مؤتمر جدة الذي دعت إليه الرياض فإن المجلس الانتقالي واصل تصعيده. وطالب مندوب اليمن في الأمم المتحدة الإمارات بالوقف الفوري لدعمها للمليشيات المسلحة جنوب اليمن.

وفي موقف ثانٍ للحكومة وعقب اجتماع استثنائي لها في الرياض الثلاثاء، حملت الإمارات مسؤولية الانقلاب عليها وطالبتها أيضًا بالتوقف عن دعم المليشيات التابعة للانتقالي، وجددت تأكيدها على مواجهة التمرد المسلح بكل الوسائل التي يخولها الدستور والقانون.

طرد الإمارات هل يوقف الانقلاب؟

بعد دعوات كثيرة لناشطين ومسؤولين يمنيين لطرد الإمارات من اليمن، خلال الأشهر الماضية، بسبب أطماعها في اليمن، اتجه أعضاء مجلس النواب الموالون للشرعية لدعوة الرئيس هادي لطردها من التحالف. وطالب أعضاء في البرلمان اليمني الرئيس هادي باستخدام صلاحياته الدستورية بالاستغناء عن مشاركة دولة الإمارات في التحالف، وحملوا السعودية مسؤولية التواطؤ مع الانقلاب على الحكومة في عدن.

اقرأ/ي أيضًا: مغامرة الإمارات في عدن.. إلى أين يتجه جنوب اليمن؟

ويرى مراقبون أن طرد الإمارات وتوقفها عن دعم وتمويل المليشيات المسلحة، سوف ينهي الانقلاب الأخير على الشرعية ومشروع تحويل اليمن إلى دولتين. في ذات السياق أكد وزير النقل في الحكومة اليمنية صالح الجبواني أن عودة الدولة بشكل حقيقي لن تتم إلى إلا بتسليح قوات الشرعية بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، وتفكيك مليشيات الإمارات ودمجها بالجيش والأمن ودفعها للجبهات مع الحوثي. وأضاف الجبواني أن "عودة مبانٍ ودعوة جنود من الحراسة الرئاسية المدمرة بسلاحهم الشخصي لحراستها ليس عودة للدولة كما يبشر البعض".

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء ارتفاع وتيرة العنف في محافظتي عدن وأبين. وحذر المبعوث الخاص للأمين العام  للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، من أن النسيج الاجتماعي اليمني في خطر

"النسيج الاجتماعي اليمني في خطر"

من جهة أخرى، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء ارتفاع وتيرة العنف في محافظتي عدن وأبين. وحذر المبعوث الخاص للأمين العام  للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، من أن النسيج الاجتماعي اليمني في خطر ويمكن للعنف في أبين وعدن أن يتوسع إلى مناطق أخرى، كما حذر أيضًا من عودة المجموعات المتطرفة بسبب التطورات الأمنية الأخيرة. وندد غيريفث بالأعمال غير المقبولة التي يقوم بها المجلس الانتقالي للسيطرة على مؤسسات الدولة اليمنية بالقوة، مشيرًا إلى أنه من غير المقبول أن يستمر الوضع الحالي في عدن لأن مؤسسات الدولة غير قادرة على تأدية عملها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

#أخرجوا_الإمارات_من_اليمن.. كفى تعذيبًا لشباب "اليمن الحزين"

أبوظبي والرياض في اليمن.. تغطية الفشل والصراع الخفي عبر اتهام الدوحة