14-مارس-2017

علم داعش في العراق (Getty)

جاء في "المؤشر العربي" لعام 2016، والذي يجريه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، نتائج الاستطلاع الذي شمل 12 دولة عربية وأكثر من 18 ألف مستجيب. كان بين المواضيع التي تطرق إليها الاستطلاع هو الكيفية التي ينظر بها العرب إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وما موقفهم منه وكيف يفسرون نشأته، والتالي هي النتائج التي توصل إليها الاستطلاع.

المؤشر العربي: أغلبية الرأي العام العربي لديها نظرة سلبية تجاه "داعش" بنسبة 89%، مقابل 2% فقط أفادوا أن لديهم نظرة إيجابيةً جدًا

هل يتابع العرب داعش؟

أفاد 99% من الرأي العامّ في المنطقة العربية أنّ لديهم معرفة بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

66% من الرأي العامّ العربي أفاد أنه يتابع بدرجات متفاوتة التطورات المتعلقة بـ "داعش"، مقابل 33% لا يتابعون؛ وبذلك تراجعت نسب المتابعة مقارنةً باستطلاعَي 2015 و2014.

يعتمد أكثرية الذين يتابعون التطورات المتعلقة بتنظيم "داعش" على التلفزيون بنسبة 75%، ثمّ على الإنترنت.

اقرأ/ي أيضًا: المركز العربي يعلن نتائج استطلاع المؤشر العربي

ما نسبة المؤيدين والرافضين لداعش؟

أغلبية الرأي العامّ العربي لديها نظرة سلبية تجاه "داعش" بنسبة 89%، مقابل 2% فقط أفادوا أنّ لديهم نظرةً إيجابيةً جدًا، و3% لديهم نظرة إيجابية إلى حدّ ما.

ارتفعت نسبة الذين أفادوا أنّ لديهم نظرةً سلبية تجاه "داعش" من 85% في عام 2014 إلى 89% في عامي 2015، و2016. في حين أصبحت نسبة الذين لديهم نظرة إيجابية 2% في عام 2016 مقارنةً بـ 4% في عام 2014[[{"attributes":{},"fields":{}}]]

من يؤيد داعش ومن يرفضها؟

إنّ الذين لديهم نظرة إيجابية تجاه "داعش" بين "المتدينين جدًا" شبه متطابقة مع الذين لديهم نظرة إيجابية بين "غير المتدينين". وتنقص هذه النسبة بين "المتدينين إلى حدّ ما".

إنّ الذين لديهم نظرة إيجابية تجاه "داعش" من بين المؤيدين لأن تكون "الممارسات الدينية ممارسات خاصةً يجب فصلها عن الحياة العامة" وبين معارضيها متطابقة. كما أنّ الذين لديهم نظرة إيجابية تجاه "داعش" بين الموافقين على "استخدام البنوك للفوائد" والمعارضين لها متطابقة. وفضلًا عن ذلك، فإنّ الذين لديهم نظرة إيجابية تجاه "داعش" بين المؤيدين لفصل الدين عن السياسة وبين المعارضين هي شبه متطابقة. وهذا يعني، على نحوٍ جليّ، أنّ النظرة الإيجابية تجاه "داعش" لا تقوم على أرضية التقاطع مع أفكاره، وأنّ العوامل المرتبطة بالدين أو التدين هي عوامل غير مؤثّرة في مواقف الرأي العامّ منه، بل انطلاقًا من مواقف سياسية لمجمل الأحداث في المنطقة.

المؤشر العربي: 18% من الرأي العام عزوا الانضمام إلى "داعش" بغسل الأدمغة، بينما 17% عزوا الانضمام إلى "داعش" إلى أسباب دينية

ماهي عوامل قوة داعش؟

17% من الرأي العامّ يرون أنّ أهمّ عنصر من عناصر قوّة "داعش" بين مؤيديه هو الإنجازات العسكرية، و14% يرون أنه الالتزام بالمبادئ الإسلامية، و12% يرون أنّه استعداده لمواجهة الغرب، و11% يرون أنّه قول التنظيم بأنه يدافع عن أهل السنة.

أكدت أغلبية الرأي العامّ على عوامل سياسية مرتبطة بالأحداث في الإقليم أو الإنجازات العسكرية كتفسير عناصر قوّة "داعش" بين مؤيديه، مقابل 29% ذكروا عناصر مرتبطةً بالدين.

اقرأ/ي أيضًا: المؤشر العربي.. حرية الإنسان هي الأولوية

لماذا ينضم البعض إلى داعش؟

فسّر الرأي العامّ في المنطقة دوافع انضمام مقاتلين عرب لتنظيم الدولة "داعش" بالعديد من الأسباب، كان أهمها أسبابًا داخلية متعلقة بالبلدان التي جاؤوا منها بنسبة 40%، وأسبابًا اقتصادية (فقر، وبطالة...إلخ) بنسبة 22%، والسياسات الداخلية السائدة في بلدانهم (أسباب مجتمعية مثل عدم المساواة، الإقصاء، والتّهميش) وبنسبة 7%.

-18% من المستجيبين عزوا الانضمام إلى "داعش" بالدعاية وغسل الأدمغة.

-17% عزوا الانضمام إلى "داعش" إلى أسباب دينية.

-7% قالوا إنّ دافع الانضمام هو محاربة جهات خارجية أو أنظمة ومليشيات في سوريا والعراق.

المؤشر العربي: الرأي العامّ في المنطقة منقسم بين 35% يرون أنّ "داعش" هو نتاج سياسات الأنظمة العربية، و43% يرون أنّه نتاج التعصب

وعند إجراء تقاطع ما بين الأسباب التي أوردها المستجيبون بوصفها دوافع لترك أشخاص لبلدانهم، والذهاب إلى سوريا وليبيا من أجل الانضمام إلى "داعش"، مع مواقفهم تجاه التنظيم، تُظهر النتائج أنّ الأكثر إيجابيةً نحو "داعش" هم الذين قالوا إنّ دوافعهم متمثّلة في محاربة أنظمة وميليشيات في تلك البلدان، يليها أولئك الذين قالوا إنّ دوافعهم السياسات الداخلية في بلدانهم، ثمّ الذين قالوا إنّ دوافعهم هي أسباب مجتمعية.

كيف يفسر العرب ظاهرة داعش؟

-29% يرون أنّ تنظيم "داعش" هو نتاج المنطقة ومجتمعاتها وصراعاتها.

-%58 يرون أنّ تنظيم "داعش" هو صناعة خارجية.

الرأي العامّ في المنطقة منقسم بين 35% يرون أنّ تنظيم "داعش" هو نتاج سياسات الأنظمة العربية، و43% يرون أنّه نتاج التعصب والتطرف في المجتمعات.

كيف يمكن محاربة داعش؟

الرأي العامّ العربي غير متوافق في إجراءٍ واحدٍ لمحاربة الإرهاب والقضاء على داعش، فهناك 71% يرون تكثيف العمل العسكري ضد داعش، و15% يرون وقف التدخل الأجنبي، و14% يرون أنّ أهمّ إجراءٍ هو دعم التحول الديمقراطي، ويرى آخرون، بالنسبة ذاتها، أنّ الإجراء هو حلّ القضية الفلسطينية، و12% أفادوا أنّ الإجراء الأهمّ هو حلّ الأزمة السورية بما يتناسب مع تطلعات الشعب السوري. إنّ عدم توافق الرأي العامّ على إجراء واحد، وإنما حزمة إجراءات، ينطلق من فهم مركّب للظاهرة تحتاج إلى إجراءات سياسية وتحولات نحو الديمقراطية، وحلّ أزمات المنطقة إضافةً إلى الجهد العسكري.

ركز 45% من المستجيبين على دعم التحول الديمقراطي، وإيجاد حلّ للأزمة السورية بما يتناسب مع تطلعات الشعب السوري، وتغيير السياسات الطائفية للحكومة العراقية والمصالحة وحلّ الأزمة الليبية ووقف التدخل الأجنبي، كأهمّ الإجراءات لمحاربة "داعش". وجميع هذه الإجراءات مرتبطة بالتحول الديمقراطي وبناء المواطنة. وفضلًا عن ذلك، قال 14% إنّ أهم إجراء هو حل القضية الفلسطينية، وهو أمر يرتكز على الحرية والانتهاء من الاحتلال وتحقيق العدل للشعب الفلسطيني؛ أيْ أنّ 59% من المستجيبين ركزوا على قضايا تتعلق بالديمقراطية والعدل لمحاربة التطرف والإرهاب.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تونس في المؤشر العربي