22-ديسمبر-2020

لوحة لـ جون دبفات/ فرنسا

أربّي اللّعنةَ طيرًا جارحًا

أطعمه سأمي

لا ألوّث دمهُ الفراتَ

بنجيع الطّرائدِ

أرفعه بيدي راية استسلامٍ

وأرسله كقلبٍ يهفو لعشقه

فيطأ النّسمةَ

وينحدر من العلوّ كسيفٍ في غمده

كما ساعي البريد

يشتِّت قبيلة الرّسائل

وفي فم صناديق الوحدة

يُنشب مخالبه.

اللّعنة ناقف حنظلٍ

مجدليّة أخرى، جبّتها الحكاية

تملأ آثار الخطى بدمعها

وتكنس بشعرها حصى الكُلْيَة عن الصّدى

وتَمضي بخاصرَة

يضحك جرحُها كمَداك عروس

تكفّن كفّيها بحنّاء الصّمت

فعرْض القيامةِ قد فاتها

والسّيركُ انتعل حذاءَ المهرّجِ.

*

 

أنام في سريرِ اللّعنةِ

 أخون الخطيئةَ الأولى

 فيسقطُ قلبي من حضْن امرأةٍ تهْجر بالبراءة.

يتدحرجُ قلبي كرةَ روثٍ

يدفعها جُعَلُ الخلق الأوّلِ إلى تراجيديا حمقاء.

أضطجعُ مع ظلّي

ولمّا يصرخ الكورسُ؛ أفقأ عينيّ

فتذرُّ الصّرخة الموءودة كثبان النّظر.

*

 

أربّي اللّعنة كحيوانٍ أليف

ككلب، أمّه ذئبة بيضاء برداء إلهٍ.

(نأخذ معًا، اللّقاحات ضدّ داء الكلب المنتشِر بين العشّاق) اشتري للكلب عظمًا من محلات فرزاتشي (1)

وأبحث في البالة عن ثياب لكِ

تبرّعتِ بها لفقراء العالم الثّالث

أشتريها

وأملأ خزائني بها.

أحكي لحيواني الأليف عن نساء عبرن سرير اللّعنةِ

أُسمعه أغنية لويس أرمسترونغ (2) "Kiss Of Fire"

ونلعق عَظَمَ الوحدة.

*

 

لقيطاً كنتُ

أمشي كما رامبو

أتاجر بالسّلاح والجواري

في ليلة انشقّ القمر

عن المركب السّكران.

-       اللّعنة...

 

هوامش:

  1. ماركة ثياب عالميّة
  2. مغنٍّ أمريكيّ

 

اقرأ/ي أيضًا:

لا أُشبهُ أحدًا يا أمي

خطابة الرّمال