19-مايو-2022
لوحة لـ يوسف عبد لكي/ سوريا

لوحة لـ يوسف عبد لكي/ سوريا

صورة من ليل عاشقين

 

يدكِ التي في يدي وهذه الخطى التي نسيرها معًا

هو ما يبحث عنه العلماء في المختبرات والقادة في المعارك والأفاضل في التاريخ..

هم يمسكون أعناق الأقلام وفوهات البنادق وأدوات القياس..

وأنا ماسك رأس كل نتائجهم

ها هو الطريق يقف

ها هو النبض يسير

وها نحن نسبح في أفاق الحرية

شانقين دخان الاقتتال

وقيظ الساعة المتوقفة في جدارية الحضن الخالي

ها نحن ذا نطير

من شفةٍ لشفة

ها هي السماء

تمطر حلوى

وها هي العصافير تصمت

احتفاء بدفءِ العناق..

فليسجلوا في دفاتر الملاحظات حبنا

وليتركوني أبحث عنك

كما كان يبحثُ أبي عن تفاحتهِ

أنا عازم على إعادة الخطيئة بشكل عكسي

على نيةِ أن يبعثنا الرب إلى جنتهِ.

 

الوداع

 

أيها الميتون هذه جنازتي

أيها المارة ها أنا أطيرُ في صندوقٍ من خشب

عائد إلى كهفي وزوجتي وأطفالي

ها أنا جثة يراق من يدها الشعر

ومن شفتها القبلات

ومن أنفها دم الشهداء

تنأى صمت الحرية

وعزف الغروب

 

ادفنوني كيفما تشاؤون

لا تجعلوا شيئًا يؤجل

عودتي للمنزل..

ضعوا في شاخصةِ القبر

اسمي دون ملاحي

لا تضعوا سببًا

يخدش مشاعر الحبيبات

وهن يمررن من قبري

ويلعن أزواجهن الأبرياء

أتركوني

وانسوا مقتلي

إلى حيث قلوبكم امضوا

ولكم مني الوداع الوداع.

 

تردد الليل الصاعد

 

يسرق مِن وجهي دموعِ الليل

سائلًا أين أنتِ

لا أتجاهُ في فمِ

حول النهار

ولا نافذةٌ يفتحها الحزن

عن ما يسرقُ الليل

من يدي ودفاتري

سيسألني الدعاة والقضاة

عن ذنبِ الطريدة

وما مِن مارد أو حيلة

من ذا سيوافق الكذب

عن لا جواب في صدقي؟!

كيف سيُذيب ماءُ النهر

تحياتي الجامداتْ

لا صفاوةِ الطريق تشبه الماء

ولا النهر يشبه الكذب.

 

ينكر قمرُ الليالي مسماي

حسب ما يدعي الضجر

لكن ليّ يدٌ في يد شجرة

لا فأس يفرقنا

سينبت منها في صدري

كل الأُغنيات

وُتمضي شفتي في يدِها

قُبلات لا تحذف

والسائلون أولئك المقربون

في ذاكرة المدن والحب

لنْ تُجيب عن أسألتهم

كُل قصص الانتحار

ولا السارقون السارقون

ستُحالفهم تجارة دمعي البائرة

فالبقاء للقصيد

والليل أخ لم تنجه أمُّ أحد.