21-سبتمبر-2015

يقبل شباب المغرب على دراسة اللغات الأجنبية(عبد الحق سنا/أ.ف.ب)

عرفت معاهد تدريس اللغات الأجنبية في المغرب إقبالًا كبيرًا في السنوات الأخيرة. يُفسر البعض ذلك برغبة الشباب في التعلم والانفتاح على ثقافات أخرى وتأخر التعليم الحكومي للغات الأجنبية، لكن معطى آخر ظهر مؤخرًا، وهو رغبة بعض الشباب التمكن من لغة أجنبية بغية تحقيق حلمي الحصول على عمل والهجرة.

وسط مدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، يتمركز المعهد الثقافي الفرنسي، وهو المكان الذي يوفر للمغاربة تأشيرة زيارة فرنسا. يعيش الطلبة المغاربة في المعهد وسط كتب عصر الأنوار ويقرؤون ويتحدثون بلغة موليير.

يقبل شباب المغرب على دراسة اللغات الأجنبية أملًا في الحصول على عمل أو الهجرة

عن دراستها بالمعهد الثقافي الفرنسي، تقول حميدة قبيبات، طالبة بالتكوين المهني، إنها ترغب في التعرف على الحضارة الفرنسية وتضيف لـ"ألترا صوت": "لا أملك الإمكانيات للسفر إلى فرنسا، لكن المعهد يوفر للمسجل فيه كل ما يتعلق بهذا البلد، يدعو مجموعة من كتابها وفنانينها لإلقاء محاضرات وعقد ندوات وحفلات وهذا مشجع جدًا".

على عكس حميدة، يرى إدريس البرشة، طالب في جامعة الآداب الفرنسية أن "المعهد الثقافي الفرنسي يوفر له فرصة تحسين مستواه في اللغة، وأيضًا الظهور والتواصل وتقديم أعماله الأدبية والشعرية".

وارتفعت نسبة تسجيل الطلبة المغاربة بالمعهد الثقافي الفرنسي بحوالي 45 في المئة مقارنة بالسنتين الماضيتين، حسب إدريس الوزاني، مسؤول التواصل داخل المعهد الفرنسي في المغرب. وأرجع الوزاني هذه النسبة إلى "كون الفرنسية تعتبر اللغة الأساسية للعمل في المغرب وتعلمها بشكل جيد يفتح آفاقاً للخريجين المغاربة".

تتباين تكاليف التسجيل في معاهد اللغات الأجنبية في المغرب. كما فتحت بعض المراكز فروعًا في مدن مغربية صغيرة ومناطق شبه نائية، بعدما كانت تكتفي لسنوات بوجودها في المدن الكبرى. ويعتبر معظم المغاربة أن الفرنسية لغة أساسية في تكوينهم، لكن يجمع معظمهم على ضرورة التمكن من الأنجليزية أيضًا، وذلك خاصة من خلال المركز الثقافي الأمريكي "دار أمريكا"، التابع للقنصلية الأمريكية.

ويقبل الشباب المغاربة بشكل محلوظ على "دار أمريكا"، التي يوجد فرعها الأصلي في مدينة الدار البيضاء أيضًا. في هذا الإطار، يؤكد هنري لوكان، مدير الموارد البشرية داخل المركز الثقافي الأمريكي لـ"ألترا صوت" أن "المركز يستقبل كل سنة ضعف ما استقبله السنة السابقة".

يعتبر البعض أن عمل مراكز تعليم اللغات الأجنبية مكمّل لمجهودات الدولة في المغرب

ويضيف لوكان: "رغبة الطلبة المغاربة في دراسة اللغة الإنجليزية ليست مرتبطة أساسًا بالدراسة والعمل، لأن المغرب يعتمد بشكل كبير على اللغة الفرنسية، إلا أنهم يرغبون في الانفتاح واكتشاف حضارة جديدة والسفر أيضًا".

لا يقتصر إقبال المغاربة على اللغتين الفرنسية والأنجليزية، بل يقبلون أيضا على دراسة لغات أخرى. يسجل المعهد الثقافي الألماني "جوته" ارتفاعًا في نسبة مرتاديه بحوالي 20 في المئة، ويسجل المعهد الاسباني "ثيرفانتيس" نسبًا متقاربة، وقد ارتفع عدد فروعه إلى ثمانية في مدن مختلفة من المغرب.

وعن دور هذه المراكز المتنامي، يقول عبد الرحمان أشندري، مدير مديرية اللغات بوزارة التربية والتعليم إن "عمل هذه المراكز تكميلي لمجهودات المؤسسات الوطنية، ولكننا نعترف بدورها في إنتاج كفاءات شابة تتميز بإتقان اللغات الأجنبية".