11-مارس-2021

سوريون عالقون في صربيا (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

نقلت وكالة رويترز عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إشارتها إلى أن شباب سوريا عانوا من خسائر جسيمة بسبب الحرب الدائرة في بلدهم منذ 10 سنوات، وإنهم سيُضطرون إلى تحمّل كلفة إعادة الإعمار في المستقبل. 

أفادت دراسة مسحية أجرتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن ما يقارب نصف شباب سوريا فقدوا دخلهم بسبب الحرب، وأن ثمانية من أصل كل عشرة منهم، يعانون من أجل الحصول على الغذاء وضروريات الحياة

وكشف المدير الإقليمي للشرق الأوسط باللجنة الدولية للصليب الأحمر فابريزيو كاربوني، لوكالة رويترز، إن اللجنة أجرت مسحًا لعينة من 1400 شاب وشابة من سوريا، تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة، يعيشون في سوريا أو في المنفى في لبنان أو ألمانيا بسبب التهجير نتيجة الحرب التي راح ضحيتها مئات آلاف المواطنين، وتم تشريد الملايين منهم، فيما دُمرت المدارس والمستشفيات.

اقرأ/ي أيضًا: ماذا تريد مصر من تعليم الديانة اليهودية في المدارس؟

فيما أظهرت نتائج الدراسة المسحية أن 50 % من شباب سوريا فقدوا على الأقل واحدًا من أفراد الأسرة أو الأصدقاء، وأن واحدًا من كل ستة أشخاص بينهم، قُتل أحد والديه أو أصيب خلال الحرب.

كما علّق رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير على الأرقام المنشورة واصفًا السنوات الـ10 الأخيرة في سوريا بـ"عقد من الضياع واليأس"، وقال عبر صفحته في تويتر، إن حياة الشباب السوريين اقتُلعت من جذورها.

في حين أفادت دراسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن ما يقارب نصف شباب سوريا فقدوا دخلهم بسبب الحرب، وأن ثمانية من أصل كل عشرة منهم، يعانون من أجل الحصول على الغذاء وضروريات الحياة. وأشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن النساء في سوريا يتعرّضن بشكل خاص لضرر اقتصادي شديد، إذ أكّدت 30٪ منهن أنهن لا يمتلكن أي دخل على الإطلاق لإعالة أسرهن.

وبحسب الدراسة ذاتها، اتضح أن 54 % من شباب سوريا عانوا من اضطرابات النوم في العام الماضي، و73 % من القلق، إضافة لمعاناة 58 % من الاكتئاب، فيما عانى 46 % من العزلة. 

بينما قال فابريزيو كاربوني عبر صفحته في تويتر، إن سوريا هي أكثر بكثير من مجرد بيانات إحصائية مرعبة نسمع عنها كل يوم، فقد تأثّر كل جانب من جوانب حياة السوريين بسنوات من العنف والوحشية. وشكر كاربوني وكالة رويترز في تغريدة أخرى، بسبب إضاءتها على قضية الشابة منى شوات. وقال إن العالم لا يمكنه أن يبتعد عن سوريا، ويجب إيجاد حل سياسي لإنهاء الصراع. ومنى الشوات هي شابة سورية، 33 عامًا، تضمن مسح اللجنة الدولية للصليب الأحمر مقابلة معها، وهي مبتورة الساق اليسرى بفعل تعرضها لانفجار عبوة ناسفة أثناء عودتها إلى المنزل. وتعيش الشوات مع طفليها في حلب ووصفت الأوضاع التي تعايشها  قائلة "نشعر بالبرد والجوع ويتعين علينا انتظار الغاز لننعم بالدفء. أحيانًا نضطر لإشعال نار  من أجل الطهي".

من جانبها نشرت الناشطة الإنسانية راشيل كوكس دراسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، واقتبست مقولة لأحد الشبان الذين شملتهم الدراسة، حيث شبّه الحرب بالغيمة السوداء التي مرّت فوق رؤوس الجميع، وقال إنه خسر كل طموحاته وخططه المستقبلية بسببها. وقالت كوكس إن الحرب مزّقت حياة الشباب في سوريا. 

وكان ثلاثة من كبار مسؤولي الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر، قد وجّهوا رسالة عبر بيان مشترك قبل أيام، أكّدوا فيها أن المعاناة اليومية للسوريين هي اليوم أسوأ من أي وقت آخر منذ اندلاع الحرب قبل عشر سنوات. وتناول البيان المشترك للجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر الأوضاع المعيشية والواقع الإنساني الصعب القائم في سوريا. وتحدث البيان عن أن أكثر من 13 مليون شخص في سوريا اليوم يعيشون تحت طائلة الحاجة لنوع واحد على الأقل من المساعدات. وقال رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، فرانشيسكو روكا، إن "القلق بشأن كوفيد -19 هو ترف لا يمكن للسوريين تحمله، كما لا يمكنهم تحمل تكاليف حماية أنفسهم، ولا يمكنهم عزل أنفسهم في المنزل وإلا فلن يتمكنوا من تأمين الطعام". 

 

اقرأ/ي أيضًا:

ادعاءات بانتهاكات جنسية بحق العاملات تطال معمل توريد لـ"H&M" في الهند

تحول تظاهرة ضد الاعتداءات على النساء في المكسيك إلى أعمال عنف واحتجاج سياسي