19-يناير-2021

حاجز أمني في بيروت أثناء الإقفال العام (حسام شبارو/الأناضول/Getty)

في الوقت الذي يعيش فيه اللبنانيون أزمة اقتصادية – اجتماعية حادّة وغير مسبوقة، وتدهور الوضع الصحي مع ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المسجّلة يوميًا إلى مستويات قياسية، اصطدم المواطن اللبناني بفضيحة جديدة بطلتها كالعادة الدولة اللبنانية. إذ  تبيّن بالصور وجود معدات طبية وأجهزة تنفّس  مقدّمة من دولة قطر، مخزّنة في المدينة الرياضية في بيروت، لا تستخدمها الدولة اللبنانية، في الوقت الذي يموت فيه مرضى كورونا على أبواب المستشفيات بسبب قلة أجهزة التنفس، والنقص في التجهيزات والمواد الطبية. 



تبين وجود معدات طبية وأجهزة تنفّس  مقدّمة من دولة قطر، مخزّنة في المدينة الرياضية في بيروت، لا تستخدمها الدولة اللبنانية، في الوقت الذي يموت فيه مرضى كورونا على أبواب المستشفيات بسبب قلة أجهزة التنفس

تُضاف هذه الفضيحة إلى فضيحة أخرى أشدّ وطأة، حيث أدت الخلافات السياسية بين الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة أمل، والتقاتل على تحقيق مصالح حزبية ضيقة، إلى تعطيل مشروع تشغيل المستشفى الميداني الذي تبرّعت به دولة قطر بُعيد انفجار مرفأ بيروت إلى مدينة صور. الأمر الذي أثار غضب سكان المدينة الجنوبية وجوارها، في ظل تفشّي فيروس كورونا في المنطقة، والنقص الكبير في التجهيزات الطبّية هناك. 

اقرأ/ي أيضًا: مخيمات النازحين في شمال سوريا.. "جحيم" يتكرر كل شتاء

وبالحديث عن استاد المدينة الرياضية، الصرح الرياضي الكبير عند مدخل بيروت الجنوبي، فإن أجهزة التنفس والمعدات الطبية القطرية هي ليست التجهيزات الوحيدة المحتجزة فيها، فبعد موجة الأمطار التي ضربت لبنان هذا العام، تمّ تداول مقاطع فيديو من داخل المدينة، يظهر وصول المياه إلى أكياس الطحين التي قدّمها العراق إلى لبنان بُعيد تفجير المرفأ، والتي تبيّن، ولأسباب غير معلن عنها، أن الحكومة احتفظت بها وخزّنتها هناك، في الوقت الذي تدعم فيه الدولة اللبنانية القمح المستورد للمحافظة على سعر الخبز، الأمر الذي يثقل كاهل الخزينة، ويزيد الضغط على سعر صرف العملة الوطنية مقابل الدولار الأمريكي.

الناشطون اللبنانيون الغاضبون من استهتار الدولة، وتعاملها بخفّة وانعدام مسؤولية مع المساعدات التي أُرسلت من دول شقيقة وصديقة، شبّهوا المدينة الرياضية بـ"مثلث برمودا " الذي يختفي كل شيء داخله. وطالبوا الدولة بالإفراج عن المحتويات المخزنة في المدينة الرياضية، من مواد طبية وغذائية. 

وفي الوقت الذي تتفاوض فيه الدولة اللبنانية مع أكثر من جهة للحصول على لقاحات لفيروس كورونا، الملف الآخر الذي تعاملت معه وزارة الصحة بخفة ولامبالاة،  سخر الناشطون من احتمالية أن تقوم الحكومة بتخزين اللقاحات هي الأخرى في المدينة الرياضية. 

فيما تطرق البعض إلى  شعور ذوي المرضى الذين يموتون بسبب عدم توفّر الأكسيجين، فيما أجهزة التنفس مكدسّة في المدينة الرياضية.

 كما أصدر قاضي الأمور المستعجلة في النبطية مذكرة تطالب الدولة اللبنانية بتأمين جهازي تنفس فورًا من الأجهزة القطرية الموجودة في المدينة الرياضية، لمريضين يعانيان خطر الموت بسبب عدم توفر أجهزة تنفس.

وبالعودة إلى المستشفى الميداني القطري، المخصّص لمدينة صور بالأساس، المتوقف عن العمل منذ وصوله قبل أكثر من أربعة أشهر، فقد تقرّر أخيرًا نقله إلى محيط مستشفى رفيق الحريري في بيروت، بمسعى من رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يرأس أيضًا حركة أمل، أحد طرفي الصراع على الاستفادة من المستشفى لمصالح حزبية، مقابل حزب الله، بحجة أن المستشفى بحاجة للكثير من البنى التحتية ليتم تشغيله، من حمامات وكهرباء وأنظمة صرف صحي، وهي أمور غير متوفرة في محيط مستشفيات صور والجنوب بشكل عام. 

وقد أثار موضوع نقل المستشفى الميداني القطري من صور إلى بيروت، استنكار وغضب الكثير من الفعاليات الجنوبية، فاتهمت الذين يحملون شعارات حماية الجنوب وتأمين الخدمات له، ويدّعون حرصهم على سلامة أهله وصحتهم، بأنهم يبيعونهم اليوم بسبب تجاذبات سياسية سخيفة، ويحرمونهم من مستشفى ميداني من شأنه أن يخفف وطأة الكارثة التي حلّت عليهم بسبب تفشّي فيروس كورونا. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

كيف يعيش الإيرانيون في ظل العقوبات الأمريكية؟

مواجهة كورونا في واجهة خطة جو بايدن الرئاسية لتحفيز الاقتصاد الأمريكي