27-مايو-2023
لافتة كتب عليها "سيغادر السوريون" لمرشح المعارضة كليجدار أوغلو في إسطنبول (Getty)

دعاية عنصرية لمرشح المعارضة التركية كليجدار أوغلو كُتب عليها "السوريون سيغادرون" (Getty)

قبل ساعات من بداية الصمت الانتخابي في تركيا، قبيل جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التركية، ظهرت تصريحات مرشح المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو، الذي ركز في خطابه الهجمة على اللاجئين، مكثفًا من الحملة العنصرية عليهم.

صعدت المعارضة التركية ومرشحها من خطابهم المعادي للاجئين، في محاولة لاستقطاب الناخبين القوميين المتطرفين

خطاب الكراهية

وفي آخر حملات تحالف "الأمة" المعارض، المدعوم حديثًا من حزب النصر القومي العنصري، تعليقه لافتات بشكل واسع في المدن التركية، تطلب من السوريين الرحيل من البلاد.

تترابط الحملة العنصرية المتصاعدة، مع تصعيد مرشح المعارضة التركية كليجدار أوغلو من خطابه المعادي للاجئين، متوعدًا بترحيلهم مباشرة إذا وصل للحكم. ولم يكتف مرشح المعارضة بتهديد ومهاجمة اللاجئين، بل زعم أن الرئيس التركي سمح لـ 10 ملايين سوري بدخول تركيا، في تضخيم كبير للتقديرات الرسمية.

الانتخابات التركية 2023

وقال كليجدار أوغلو في مقطع مصور نُشر على منصة تويتر: "لن نتخلى عن وطننا لهذه العقلية التي سمحت لعشرة ملايين مهاجر ’غير نظامي’ بالقدوم"، زاعمًا أن عدد المهاجرين قد يصل إلى 30 مليونًا.

وحملت تصريحات كليجدار أوغلو في فيديو خطابًا يدعو للكراهية، حين قال: "الحدود شرف"، واصفًا اللاجئين بأنهم "طوفان جامح من الناس يتدفقون في عروقنا كل يوم ويهدد البقاء"، وفق وصفه.

كما أبدى كليجدار أوغلو، إعجابه بتغريدة رئيس بلدية بولو تانغو أوزجان، المعروف بقرارته العنصرية ضد اللاجئين في منطقته، والتي قال فيها: "يجب أن يكون الاختيار، بين من يريد ترحيل اللاجئين، وبين من يريد إبقاءهم، من يريدون بقاء اللاجئين فلينتخبوا أردوغان، ومن يريدون ترحيلهم فلينتخبوا كليجدار أوغلو.. كما رحلتهم أنا سيرحلهم كمال [كليجدار أوغلو]".

وكان حزب العدالة والتنمية قد كسب دعوى قضائية ضد أوزجان، بتهمة "التحريض على الكراهية"، وأمرت المحكمة بإزالة لافتة طالبت بعودة ‎اللاجئين إلى بلادهم.

ولم يكن خطاب كليجدار أوغلو المعادي للاجئين موجهًا للداخل التركي فقط، بل سبق وهدد بداية الشهر الحالي دول الاتحاد الأوروبي بفتح أبواب الهجرة نحو أوروبا، في حال عدم تقديم الاتحاد الأوروبي التمويل اللازم من أجل عودة اللاجئين إلى بلادهم.

العودة الطوعية

وفي آخر خطاباته قبل الانتخابات، أكد أردوغان أنه لن يلجأ إطلاقًا إلى خطاب الكراهية بقضية طالبي اللجوء مثلما يفعل كليجدار أوغلو، معتبرا أن الخطاب الذي يستخدمه الأخير لا يقل حدة عن "الحقبة النازية".

جاء ذلك في خطاب ألقاه على هامش ملتقى نسوي أقامه حزب العدالة والتنمية الحاكم، الجمعة، في مركز إسطنبول للمؤتمرات، قبل يومين من الجولة الثانية للانتخابات، ونقلتها وكالة الأناضول.

وأكد أن تركيا أنشأت بالتعاون مع قطر منازل داخل سوريا لإيواء مليون شخص. وذكّر أن "السوريين لجأوا إلى تركيا هربًا من الحرب وهذا الأمر كان يمكن أن يصيبنا نحن أيضًا لا قدّر الله".

ووصف العقلية التي يفكر بها كليجدار أوغلو ومن يسانده بهذا الصدد بأنها "عقلية إرهاب"، وأضاف: "يمكنهم فعل ذلك (ترحيل طالبي اللجوء) أما نحن فلا يمكننا".

وكشف أردوغان أن الحكومة التركية ستوفر لطالبي اللجوء إمكانية العودة إلى بلادهم بطريقة طوعية وآمنة تحفظ كرامتهم.

وعلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على اللافتات التي علقتها المعارضة في المدن التركية، رافضًا "خطاب الكراهية" الذي يعتمده المرشح كمال كليجدار أوغلو في دعايته الانتخابية.

وفي مقابلة مشتركة لقناتي "CNN TURK" و"KANAL D"، مساء الخميس، قال الرئيس التركي: "ما زال كليجدار أوغلو يستيقظ يوميًا ويقول 10 ملايين سوري جاؤوا، وسيأتي 10 ملايين آخرين"، وأضاف "الأرقام معلنة ومعروفة من المؤسسات التركية ومن الدول الأخرى عن اللاجئين في تركيا، وهي 3 ملايين و381 ألفًا و429 مهاجرًا". 

ضمن نطاق المشروع الذي بدأ للعودة الطوعية للسوريين من تركيا، وضع أسس المساكن الدائمة في جرابلس

وفي مقابلة سابقة، مع التلفزيون التركي "TRT"، أكد الرئيس التركي على مشروع عودة مليون لاجئ سوري إلى الشمال السوري، مشددًا على نقطة "العودة الطوعية".

الحوار الرباعي وعودة اللاجئين

وتحدث أردوغان عن أن مسألة عودة اللاجئين مدرجة على أجندة مسار الحوار الرباعي المتواصل بين تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري، وأن هناك مؤشرات إيجابية للغاية بهذا الخصوص.

ونوه أردوغان إلى تهيئة الظروف لعودة اللاجئين، قائلًا: "تركيا تهدف إلى تأمين عودة نحو مليون لاجئ، وربما أكثر في المرحلة الأولى، من خلال مشاريع منازل الطوب الجديدة"، بدعم من المنظمات المدنية والدول الشقيقة.

وردًا على سؤال حول ما إذا كان هناك جدول زمني محدد بخصوص عودة اللاجئين، لفت الرئيس التركي إلى أنه بعد الانتهاء من الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، التي ستجري الأحد المقبل، يمكن وضع خارطة طريق بخصوص عودة اللاجئين.