18-فبراير-2020

بندر عبد الحميد (1950 - 2020)

ألترا صوت – فريق التحرير

غيّب الموت يوم أمس الشّاعر السوريّ بندر عبد الحميد (1950 - 2020)، أحد أبرز الأصوات الشعرية في جيل السبعينيات، والناقد السينمائي الدؤوب، وصاحب المنزل الشهير لدى مثقفي سوريا.

بندر عبد الحميد صوت شعري خاص، وناقد مولع بالسينما، وصاحب أشهر الأمكنة في ذاكرة مثقفي سوريا

أصدر عبد الحميد مجموعته الشّعرية الأولى "كالغزالة... كصوت الماء والريح" سنة 1975، قبل سنة واحدة من تخرّجه من قسم اللغة العربية، ثمّ عاد وأصدر روايته الوحيدة "الطاحونة السوداء" سنة 1984.

اقرأ/ي أيضًا: غياب ممتاز البحرة.. راوي الطفولة السورية

الكاتب المولود في قرية تل صفوك القريبة من مدينة الحسكة، كان حريصًا على ألّا تكون تجربته الإبداعية مقتصرة على الشّعر والرواية، فأصدر سنة 2008 كتابه النقدي "مغامرة الفنّ الحديث" عن الفنّ في القرن العشرين، بالإضافة إلى كتابه الأخير "ساحرات السينما" (دار المدى، 2019).

رحيله خسارة كبيرة للشعر والنقد السينمائي والإبداع الإنساني، وهي خسارة عبّر عنها أصدقاء الراحل في العوالم الافتراضية بعدما فرّقتهم الجغرافيا، فمن دمشق كتب المخرج السينمائي محمد ملص: " أغلق بندر عبد الحميد البوابة السابعة لمدينة دمشق ومضى... بيديه الموشومتين بإشارات بادية الرقة أوقد لقاءات المعرفة والجمال العابرة لكلّ اللغات البشرية المبدعة... عبر عشت".

الروائي خليل صويلح كتب في رثاء الراحل أنّ "دمشق يتيمة هذا المساء بغياب بندر عبد الحميد". بينما كتبت الشاعرة رشا عمران: "صفحة كبيرة من صفحات دمشق التي أشتاقها انطوت اليوم. مع السلامة يا بندر، بندر عبد الحميد الشاعر والناقد السينمائي والصديق الجميل رحل اليوم في دمشق". وكتب محمد عبيدو: "لطالما جمعنا بيته الحميم، نخرج اليه من مؤسسة السينما حيث جمعنا العمل. ولكم ترافقنا بمهرجانات السينما وتقاسمنا الغرفة والكاس. الرحمة لروحه".

وكان باسم صباغ قد نشر على صفحته في الفيسبوك يقول: "مات بندر عبد الحميد... رحل الأب والأخ والصديق والمعلم... رحل الرجل الذي أحب الحياة أكثر من أي شيء... وداعًا بندر.. وداعًا يا معلم".

ومن جهتها، كتبت الشاعرة المقيمة في باريس هالة محمد: "وداعًا بندر عبد الحميد، خسر هذا الكون شاعرًا جميلًا... إنسانًا حقيقيًا... عنوانًا من عناوين سوريا. سأذهب غدًا إلى المقبرة القريبة... أتمشور على ضفاف القبور هناك... هنا. خالص العزاء لأهله وأصدقائه. أيتها الدنيا رفقًا بنا".

فيما رثاه الشّاعر المقيم في السويد التمام هنيدي قائلًا: "تكادُ تكونُ أكثر الجمل تداولًا عند أهل السويداء حين يُعزّونَ بشخصٍ ما، تلك التي تصفُ الراحلَ مجازيًا فتقول: الله يرحمه. صاحب البيت الواسع. وهي أول ما خطر لي حين قرأتُ خبرَ وفاة بندر عبد الحميد قبل دقائق. فقد تشارك وبيته هذه الميزة الفريدة: الاتّساع. لا أدري إن كان من حسنِ حظّي أم من سوئه، أنّ لقائي الأخير ببندر عبد الحميد كان على طاولةٍ صغيرة عند باب فندق نابليون في بيروت، كانون الأول/ديسمبر 2013. طاولةٌ صغيرةٌ جدًا، آخر حيّزٍ جمعني بصاحب البيت الواسع! وداعاً يا بندر".

رشا عمران: برحيل بندر عبد الحميد، صفحة كبيرة من صفحات دمشق التي أشتاقها انطوت اليوم

الباحث والروائي الفلسطينيّ السوريّ المقيم في تركيا تيسير خلف أكّد أنّ غرفة بندر عبد الحميد ستبقى "معلمًا من معالم دمشق الباقية في الذاكرة... وداعًا بندر". بينما كتب الشاعر علي سفر من فرنسا: "أيها النقي الطيب.. يا شارع العابد.. يا قهوة الروضة.. يا صالات السينما المهجورة.. يا دمشق.. وداعًا".

اقرأ/ي أيضًا: رحيل نذير إسماعيل.. ضابط إيقاع الوجوه

أمّا الروائي زياد عبد الله فكتب: "لا يليق بك الموت يا بندر.. كلنا نعرف، كل من أحبك وما أكثرهم.. مروا جميعًا من شارعيْ العابد والباكستان وقصدوا غرفتك وروحك.. عزائي أنك انفقت كل ذرة من جسدك وروحك في الحب والإبداع والعطاء والبهجة.. ولموتك ان يبقى مبكرًا جدًا مهما تأخر. مع السلامة يا حبيبي ... مع السلامة يا دمشقي".

 

اقرأ/ي أيضًا:

أمجد ناصر في رحيله.. راعي العزلة الأبدية

نذير نبعة.. مرسومًا بتراب الأرض