21-ديسمبر-2020

مشهد عام من ويست إند في لندن (Getty)

يستعد العالم لدخول المرحلة الأخيرة من عام 2020، والتي تتزامن مع فترة أعياد الميلاد، كريسماس، ورأس السنة الميلادية. يرافق هذه الفترة في العادة الكثير من الأجواء الاحتفالية، ويتخللها أنشطة وعادات يمارسها الناس حول العالم. كباقي الأعياد والمناسبات العامة  تجتمع العائلات ويتبادل الأصدقاء الزيارات، كما يستفيد الناس من الإجازات والمكافآت المالية التي توّزع عليهم بمناسبة هذه الأعياد وعروض التسوق، فتنشط حركة المطاعم والحانات. كذلك تزدهر السياحة في الكثير من البلاد، حيث يستغل كثيرون الأعياد للسفر لقضاء هذه الفرصة في بلاد مختلفة.

تزدهر الحركة التجارية وحركة السفر خلال أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية بالعادة، ما يشكل تحديًا كبيرًا في مواجهة فيروس كورونا هذا العام

تساهم إذًا فترة أعياد نهاية العام في تنشيط الدورة الاقتصادية، ويرتفع فيها منسوب الاستهلاك. كذلك مستوى الترف والبذخ حيث تحاول الأغلبية توديع العام الحالي واستقبال العام الجديد بأفضل طريقة ممكنة.

اقرأ/ي أيضًا: 6 من أشهر الإعلانات في عام 2020 على علاقة بكورونا

لكن لن يكون الحال هذا العام شبيهًا بالأعوام الماضية، حيث تواجه البشرية واحدة من أكبر الأزمات على الإطلاق في العصور الحديثة. فقد قلّص انتشار فيروس كورونا إلى حد كبير من حركة الناس، وقيّد نشاطاتهم وممارساتهم لعاداتهم اليومية من تسوّق، وتنزّه وما إلى ذلك. وبالتالي، فإن إحياء مناسبتي الميلاد ورأس السنة هذا العام لن يكون كما كان في السابق، خاصة في ظل الإجراءات التي اتخذتها معظم الدول لمواجهة الجائحة. إجراءات ستؤثر إلى حد كبير على الاحتفالات بالأعياد. نستعرض في ما يلي الاستعدادات التي تقوم بها بعض الدول لاستقبال الأعياد، والإجراءات الإضافية التي ستتّخذها السلطات لمحاولة السيطرة على الوضع ومنع الأمور من الإنزلاق إلى الأسوأ بخصوص انتشار فيروس كورونا.

الولايات المتحدة.. الشرطة تطلب من المواطنين تجنّب السفر

أعلن الخبير البارز في شؤون الأمراض الجرثومية في الولايات المتحدة، الدكتور أنطوني فاوسي، عن تخوفه من موجة جديدة من انتشار الفيروس قد تشهدها البلاد بعد فترة الميلاد، كما حصل في الفترة التي تلت الاحتفال بعيد الشكر. واعتبر فاوسي أن الوضع في عطلة الميلاد سيكون أصعب لأن الفترة أطول. وتسجّل الولايات المتحدة أرقامًا سلبية ومخيفة في ما يخصّ عدد الإصابات، وتشهد معظم الولايات ارتفاعًا قياسًا في الإصابات.

وكان مركز السيطرة على الأمراض CDC قد طلب من الأمريكيين تجنّب السفر خلال العطلة الشتوية قدر المستطاع. كذلك طلبت منهم الشرطة الأمريكية الأمر نفسه، فيما اعتبر الدكتور هنري ووك، رئيس لجنة مكافحة الأوبئة أن أفضل ما يفعله الأمريكيون في الأعياد سيكون البقاء في منازلهم. وأكد ووك أن عدد الحالات آخذ في الارتفاع، وأن البلاد ملحّة لثني المنحنى ووقف الزيادة المتسارعة في انتشار الفيروس.

بريطانيا.. تساهل نسبي في ما يخص الاحتفال بالأعياد

بالرغم من الارتفاع الكبير في مستوى الإصابات بفيروس كورونا المسجّل في المملكة المتحدة في الأسابيع الماضية،  وافقت الدول الأربع التي تتشكل منها الممكلة، أي إنجلترا، اسكتلندا، ويلز وإيرلندا الشمالية على الاستمرار بالإجراءات المتبعة في الوقت الحالي، أي السماح للناس بالسفر والتنقل خلال الأعياد، بشرط الالتزام بأقصى درجات الوقاية والتباعد الاجتماعي. كذلك سيُسمح للعائلات بالتجمع خلال أيام الأعياد الخمسة بواقع ثلاثة أسر كحد أقصى، بشرط مراعاة الشروط المطلوبة. وقد اعترضت المنظمات الصحية على ما أسمتها "قرارات متساهلة"، وطالبت بإجراءات أكثر صرامة خلال الأعياد كي لا تتأزم الأمور أكثر فأكثر. كما وصفت صحيفتان بريطانيتان متخصصتان بمجال الصحة والأبحاث الطبية، قرار الحكومة بالمتسرّع. 

اقرأ/ي أيضًا: بين التجاهل والاستعراض الإعلامي.. أمثلة على تعاطي قادة دول مع إصابتهم بكورونا

إيطاليا.. إجراءات جديدة أكثر تشدّدًا خلال الأعياد 

أعلن رئيس الوزراء  الإيطالي جوزيبي كونتي في وقت متأخر  من يوم الجمعة 18 كانون الأول/ديسمبر 2020، أن إيطاليا، إحدى الدول الأكثر تضررًا من Covid-19، ستخضع لقيود جديدة خلال فترتي عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة. وبموجب هذه الإجراءات، سيتم إقفال المطاعم، الحانات، والمتاجر خلال فترة الأعياد، وسيتم حظر السفر بين المناطق. وأكّد كونتي أن الهدف الأساسي من قراره هو منع منحنى الإصابات من الارتفاع خلال هذه الفترة. 

واعترف رئيس الوزراء أن بلاده لا تمتلك القدرة اللوجستية لفرض هذه الإجراءات بشكل تام وكامل، لذلك فإنه يتمنى على المواطنين التحلّي بالقدر اللازم من المسؤولية والوعي والحس الوطني. كذلك تمنىّ بشكل خاص تجنب الاختلاط في المنازل التي يعيش فيها المتقدمون في السن، خوفًا وحرصًا على سلامتهم. 

نظرة على قرارات عواصم أخرى

كان عمدة موسكو قد أعلن أن المدينة ستلغي كل الاحتفالات التقليدية بليلتي الميلاد ورأس السنة، التي كانت تشهدها المدينة كل عام. فيما أكّدت الحكومة الهولندية أنها لن تقوم برفع أي من الإجراءات المعتمدة خلال عطلة الميلاد. أما في ألمانيا، فقد وافقت المقاطعات على قرار الحكومة فيما يخص إجراءات عطلة الميلاد، أبرزها تمديد فترة الإقفال الجزئي، ومنع التجمّع لأكثر من خمسة أشخاص في الخارج، وإلغاء كافة الاحتفالات التي كانت تُقام في السابق للمناسبة. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

القطاع السياحي العربي أسير جائحة كورونا لعام 2020

الموجة الجديدة من كورونا تفتك بالبريطانيين وترقب لحالة الإقفال التام