26-يونيو-2022
الكاظمي في الرياض وإيران وحديث عن وساطة متجددة (تويتر)

الكاظمي في الرياض وإيران وحديث عن وساطة متجددة (تويتر)

وصل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى جدة في وقت متأخر من مساء أمس السبت، وكان في استقباله ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان. وتأتي الزيارة وسط معلومات عن وساطة عراقية لاستئناف المفاوضات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإيرانية، حيث نقلت وكالة "الأنباء العراقية" عن مصادر مطلعة قولها إن "الكاظمي سيزور الجمهورية الإسلامية والمملكة العربية السعودية بصورة متعاقبة خلال ايام".

وصل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى جدة في وقت متأخر من مساء أمس السبت، وكان في استقباله ولي العهد السعودي

وأشارت المصادر إلى أن "الزيارتين تأتيان في إطار المشاورات التي أجرتها السعودية وإيران في بغداد مؤخرًا"، مشيرة الى أن "الكاظمي سيناقش خلال زيارته المرتقبة ملفات عديدة من بينها العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية".

وفي هذا السياق نقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن مسؤول عراقي قوله إن "الكاظمي سيتوجه إلى السعودية قبل زيارته إيران، حاملًا معه مبادرة جديدة تهدف إلى استئناف المحادثات بين الرياض وطهران". وبحسب المسؤول المطلع على مسار الحوار الإيراني السعودي الذي رفض الكشف عن هويته، "تسعى الزيارة لفتح آفاق جديدة من شأنها إعادة تنشيط الحوار بين الخصمين الإقليميين".

كما تحدث مسؤول عراقي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس أنه خلال الزيارتين الرسميتين "ستتم مناقشة مواضيع مهمة للغاية تتعلق بالوساطة العراقية الهادفة إلى إحياء العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران". وأكد أن "الزيارتين لا تتعلقان بالشؤون السياسية الداخلية للعراق"، لافتًا إلى أن "محادثات تشكيل الحكومة الجديدة العراقية لا علاقة لها بالزيارتين".

هذا وجرى لقاء رسمي بين محمد بن سلمان والكاظمي في الديوان الملكي بقصر السلام في جدة استعرضا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين ومجالات التعاون المشترك، كما أشار المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي إلى أن "اللقاء أكد على تدعيم التكامل الاقتصادي، كما أكد الطرفان على الدور البارز للعراق في تقريب وجهات النظر في المنطقة، والدفع بجهود التهدئة والحوارات البناءة إلى الأمام".

وبداية الشهر الحالي أعلن الكاظمي أن "المباحثات الإيرانية السعودية التي جرت في بغداد وصلت لمراحل متقدمة، وأن حجم الخلافات بين الطرفين كان كبيرًا ويحتاج إلى عملية بناء الثقة، وهي مسألة تحتاج إلى وقت طويل". وأضاف أن "هناك حوارات أخرى وجميعها نجحت ولم نعلن عنها في حينها احترامًا لطبيعة الدور السري الذي يقوم به العراق"، وتابع الكاضمي "أصبح العراق نقطة للالتقاء، وتخفيف التوترات في المنطقة وهذه فيها انعكاسات على الوضع الاقتصادي العراقي وعلى استقرار الوضع الأمني".

وعقدت في الأشهر الأخيرة خمس جولات من المحادثات بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين بالعراق، وفي ختام الجولة الخامسة من المفاوضات في نيسان/أبريل الماضي قال رئيس الوزراء العراقي إنه مقتنع بأن "التفاهم بات قريبًا بين الرياض وطهران القوتين اللتين تتهم كل منهما الأخرى بزعزعة استقرار الشرق الأوسط". هذا ويتوجه رئيس الوزراء العراقي برفقة عدد من الوزراء العراقيين اليوم الأحد إلى إيران لإجراء مباحثات بشأن ملف استئناف المفاوضات حيث يلتقي كبار المسؤولين الايرانيين في العاصمة طهران.

وتأتي زيارة الكاظمي قبل نحو شهر من قمة جدة التي سيحضرها الرئيس الأمريكي جو بايدن ويشارك العراق فيها. في هذا الإطار، نقلت صحيفة العربي الجديد عن مصدر حكومي عراقي قوله إن "زيارة الكاظمي لطهران ستبحث عدة ملفات مهمة، من أبرزها شرح للجانب الإيراني لمشاركة العراق في قمة الرياض المرتقبة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتأكيد أنه لن يكون ضمن أي تحالف أو محور موجه ضد إيران، وأن مشاركة العراق في هذه القمة هدفها تقوية العلاقات الدولية".

تأتي زيارة الكاظمي قبل نحو شهر من قمة جدة التي سيحضرها الرئيس الأمريكي جو بايدن ويشارك العراق فيها

وأضاف المسؤول العراقي أن الهدف من القمة "بحث ملفات الاقتصاد والاستثمار، وليس الوقوف مع أي محور دولي ضد أي محور آخر"، موضحًا أن "الزيارة جاءت لمنع أي تفسيرات استباقية لمشاركة العراق في القمة فيما يتعلق بإيران، خاصة بعد إيصال رسائل للقيادات الإيرانية من قبل القوى السياسية العراقية المدعومة من طهران بشأن معلومات مؤتمر الرياض، ونية تشكيل تحالف عسكري ضد إيران لمواجهتها في المرحلة المقبلة".