07-مارس-2018

استخدام القنابل غير الموجهة على منطقة مكتظة بالسكان، يُعد جريمة حرب (رويترز)

قالت مصادر بالأمم المتحدة، إن استخدام روسيا للقنابل غير الموجهة في سوريا، وهي نفسها التي يستخدمها النظام السوري، يُرجّح أن يكون محاولةً منها لإخفاء تورطها في جرائم الحرب بسوريا، وذلك وفقًا لتقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، ننقله لكم مترجمًا بتصرف في السطور التالية.


استخدمت القوات الجوية الروسية القنابل غير الموجهة في سوريا، في ما تقول عنه مصادر بالأمم المتحدة إنه قد يكون محاولة للتملص من المسؤولية عن جرائم الحرب وقتل المدنيين، ووضعها على عاتق النظام السوري.

تستخدم المقاتلات الروسية قنابل غير موجهة في قصف سوريا، للتملص من المسؤولية عن جرائم الحرب وقتلى المدنيين

وقالت مصادر في الأمم المتحدة لصحيفة الغارديان، إن استخدام موسكو لقنابل أقل دقة، والتي هي أقرب إلى قدرات الأسلحة التابعة للقوات الجوية السورية، قد يقصد به جعل تحديد المسؤولين عن قتل المدنيين جراء الغارات الجوية في سوريا، صعبًا على محققي جرائم الحرب.

اقرأ/ي أيضًا: كيف صنعت روسيا طبخة الموت في سوريا اليوم؟

وقال مسؤول في الأمم المتحدة: "يبدو أن هناك جهودًا متضافرة لاستخدام أسلحة مشابهة جدًا لتلك التي تستخدمها القوات الجوية السورية"، مُضيفًا: "وبما أن القوات الجوية السورية تستخدم طائرات قديمة، وطيارين غير مدربين على قدرات الأسلحة الذكية، فإن روسيا ستستخدم قدرات أسلحة أقل ذكاءً. وأظن أنهم يريدون استخدام تلك الأسلحة لأن ذلك يجعل تحديد المسؤول أكثر صعوبة".

ومن الواضح أن مثل هذه الممارسات، تضرب في أساس صحة الادعاء الروسي بأن التدخل العسكري في سوريا منذ 2015، كان لاستهداف التنظيمات الإرهابية.

وتثير تلك الممارسات الروسية، التساؤلات حول الكُلفة المدنية للضربات الجوية الروسية، التي لعبت دورًا رئيسًا في تقدم النظام في أواخر عام 2016 في حلب، بعد حصار خانق وقصف جوي، وعن الهجوم الحالي على الغوطة الشرقية بالقرب من دمشق، والذي أودى بحياة ما لا يقل عن 700 شخص في غضون أقل من أسبوعين.

سبق وأُثبت استخدام المقاتلات الروسية للقنابل غير الموجهة في حلب، وهذه الفوهة يُرجح أنها لإحداها (عمر عرب/ الغارديان)
سبق وأُثبت استخدام المقاتلات الروسية للقنابل غير الموجهة في حلب، وهذه الفوهة يُرجح أنها لإحداها (عمر عرب/ الغارديان)

وتأتي هذه الاتهامات لروسيا من مسؤولين بالأمم المتحدة، في نفس اليوم الذي نُشر فيه تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة حول سوريا، والذي حدد هجومًا على بلدة عتريب قرب حلب استخدمت فيه ذخائر غير موجهة، مخلفةً آثارًا مدمرة.

وكانت اللجنة قد اتهمت كل من روسيا والنظام السوري باستخدام أسلحة غير موجهة في الماضي، وخاصة خلال حصار حلب، الذي قال التقرير إنه اعتمد بشكل حصري تقريبًا على هذا النوع من الذخائر. وقد وقع الهجوم على بلدة عتريب بعد ظهر يوم 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 في سوق مزدحم، مع سلسلة من الضربات الجوية التي دمرت مساحة تقدر بنحو خمسة آلاف متر مربع، وقتلت 84 شخصًا على الأقل، وفي الوقت نفسه نفت موسكو شن ضربات جوية في المنطقة، إلا أن اختراقات الراديو أكدت أن طيارين ناطقين بالروسية، أقلعوا قبل نصف ساعة من قاعدة حميميم الجوية المعقل الرئيسي للقوات الروسية في غرب سوريا.

وقال تحقيق اللجنة عن الهجوم، والمفصل في ملحق بالتقرير المذكور، إنّ نوعين من الأسلحة كانا يُستخدمان؛ الأسلحة المتفجرة ومخترقات الأرض. وقال المحققون استنادًا إلى مقاطع فيديو وصور من الموقع، بما في ذلك قنبلة لم تنفجر، إن الأسلحة المستخدمة هي قنبلة اختراق المخابئ غير الموجهة من طراز "أوفاب-500"، والتي تصنعها روسيا، والقنبلة غير الموجهة من طراز "بيتاب-500"، وقد استخدمتها القوات الجوية الروسية عدة مرات في حلب.

وصف تقرير أممي سابق بعض هجمات سلاح الجو الروسي على سوريا، بأنه يُمثل "جريمة حرب"، وقد وثقت استخدام قنابل غير موجهة

وقال التقرير: "تظهر نقاط التأثير، أن القنابل غير الموجهة سقطت تقريبًا في خط مع مدى انتشار 250 مترًا، ما يشير إلى أن الطائرة اصطفت على الهدف، وقامت بإسقاط القنابل على منطقة شكلت مربع، بدلًا من القيام بضربة دقيقة ضد الهدف المحدد". ووصف التقرير الهجوم بأنه "جريمة حرب"، لاستخدام قنابل غير موجهة في منطقة مكتظة بالسكان المدنيين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 تقدير موقف: معركة الغوطة الشرقية.. دوافعها وعوامل الصمود

روسيا تقتل القتيل وتمشي في جنازته