07-سبتمبر-2022
Russian journalist Dmitry Muratov

ديميتري موراتوف، رئيس تحرير الصحيفة (Getty)

أصدرت محكمة روسية قرارًا بتجريد صحيفة "نوفايا غازيتا" المعروفة من ترخيصها بنسختها المطبوعة، بالإضافة إلى المجلة التي تحمل ذاته، وهو ما يعني منع الصحيفة والمشاربع المرتبطة بها من العمل داخل روسيا، وذلك على خلفية تهم تتعلق بالفشل في تقديم وثائق تغيير الملكية في العام 2006، بحسب ادعاء  "روسكومنادزور"، وهي الدائرة المختصة بالرقابة على الاتصالات والإعلام داخل روسيا. 

تعرّض ستة من صحفيي نوفايا غازيتا للتصفية الجسدية في ظروف غامضة، وكانت من أبرزهم الصحفية الاستقصائية آنا بوليتكوفسكايا المعروفة بمناهضتها لنظام بوتين

ولطالما عدّت نوفايا غازيتا ( الصحيفة الجديدة ) واحدة من أهم وسائل الإعلام الحرة في روسيا، منذ لحظة تأسيسها في العام 1993 بواسطة ديميتري موراتوف الفائز بجائزة نوبل للسلام للعام 2021، بالمناصفة مع الكاتبة والصحفية الفيليبينية ماريا ريسا، وذلك لجهودهما المبذولة في الدفاع عن حرية التعبير التي تعتبر شرطًا مسبقًا للديمقراطية والسلام الدائم، بحسب ما جاء في بيان لجنة الجائزة.

Russian journalist Dmitry Muratov
ديميتري موراتوف، رئيس تحرير الصحيفة (Getty)

وقد تعرّض ستة من صحفيي نوفايا غازيتا للتصفية الجسدية في ظروف غامضة، وكانت من أبرزهم الصحفية الاستقصائية آنا بوليتكوفسكايا المعروفة بمناهضتها لنظام بوتين ومعارضتها لحرب الشيشان الثانية، حيث تعرضت لإطلاق نار أمام منزلها في العام 2006، في قضية لم تحلّ حتى الآن.

صحيفة الغارديان البريطانية  نقلت عن موراتوف تأكيده من أمام المحكمة أن الحكم هو قرار سياسي يفتقر إلى أي مسوغ قانوني، مشيرًا  إلى أنهم سيستأنفون قرار المحكمة، في وقت ستقرر محكمة أخرى في موسكو الأسبوع المقبل، ما إذا كانت ستلغي ترخيص موقع نوفايا غازيتا على الإنترنت.

وكالة رويترز أشارت إلى أن نوفايا غازيتا كانت قد علّقت عملها في روسيا منذ شهر آذار/مارس الماضي، على إثر الهجوم الروسي على أوكرانيا، بعد ما تمّ تحذيرها من قبل السلطات الروسية من انتهاك القوانين الجديدة التي سنّتها مع بدء الحرب، والتي فرضت من خلالها رقابة صارمة على وسائل الإعلام فيما يتعلّق بتغطية أخبار الهجوم. وقد أنشأ موظفون في نوفايا غازيتا موقعًا بديلًا يبثّ من أوروبا، قامت روسيا بحظره فورًا، وذكرّت الوكالة ان موراتوف كان يعيش في روسيا خلال هذه الفترة، وقد كان في طليعة مشيعي غورباتشوف آخر رؤساء الاتحاد السوفياتي، الذي توفي قبل أيام، وكانت تربطه صداقة جيدة مع موراتوف، كما كان أحد أبرز داعمي الصحيفة. 

الأمم المتحدة تستنكر القرار الروسي

في أول تعليق لها على الحادثة، وصف مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الحكم بأنه ضربة أخرى لاستقلال وسائل الإعلام في روسيا، وطالب  السلطات الروسية بالامتناع عن تطبيق التدابير التي تخنق التقارير حول القضايا الجادة ذات المصلحة العامة المشروعة وتسمح بمناقشة الأصوات المتنوعة والمتعددة في وسائل الإعلام ، بما يتماشى مع المعايير الدولية.

وضمن السياق نفسه، طالب مدير البرامج في لجنة حماية الصحفيين كارلوس مارتينيز دي لا سيرنا، السلطات الروسية بإلغاء تعليق رخصة طباعة نوفايا غازيتا، والسماح لجميع وسائل الإعلام بالعمل بحرية.

بدوره استنكر الاتحاد الأوروبي على لسان الناطق باسم الشؤون الخارجية في الاتحاد بيتر ستانو قرار المحكمة الروسية ضد نوفايا غازيتا، معتبرًا أن السلطات خطت خطوة أخرى نحو تكريس سيطرة الدولة على الكاملة على وسائل الإعلام.

كذلك اعتبر المتحدث باسم أمين عام المجلس الأوروبي دانيال هولتجين، أنه من المحزن رؤية موسكو تغلق نوفايا غازيتا، مثالًا نادرًا على وسائل الإعلام المستقلة في روسيا، والتي تغطي قضايا حقوق الإنسان في أوروبا، وأكّد أنهم كمجلس سيواصلون التواصل مع الصحفيين الروس والمجتمع المدني في روسيا.

بحسب منظمة مراسلون بلا حدود، فإنه ومنذ بدء روسيا حربها على أوكرانيا في شباط/فبراير الماضي، فإن جميع وسائل الإعلام المستقلة تقريبًا قد تعرضت للحجب و/أو الإغلاق، أو تم وسمها بأنها تابعة "لعناصر أجنبية"، وهو ما يشي بالوضع الرقابي العسكري على الإعلام وقمع الصحفيين في روسيا، الذي كان آخرهم  الصحافي الروسي السابق إيفان سافرونوف، والذي وجه إليه حكم بالسجن 22 عامًا بتهمة "الخيانة".