08-يوليو-2017

أحمد المنسي (فيسبوك)

تسجيل صوتي للعقيد أحمد المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة مصرية، قبل مقتله بدقائق، أثار رهبة وتعاطف الكثيرين، لشخص يطلب الدعم في مواجهة هجوم إرهابي، ويؤكد أنه لن يترك الأرض وزملاءه الذين ماتوا. تداول التسجيل على نطاق واسع عبر أغلب مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية وكذلك قنوات فضائية، قبل أن ينفي المتحدث العسكري المصري صحة التسجيل، ليثير الأمر جدلًا أكبر ويتواتر النقاش حول مسؤولية الجيش المصري في دعم الضباط والجنود خلال الاشتباكات المتكررة مع العناصر التكفيرية.

أثار تسجيل صوتي للعقيد المنسي قبل وفاته في هجوم إرهابي نقاشًا حول مسؤولية الجيش المصري في دعم الضباط والجنود خلال الاشتباكات

وقُتل "المنسي" خلال تبادل إطلاق نار مع عدد من العناصر التكفيرية أمس في شمال سيناء، الحدود الشرقية المصرية، ووفقًا لبيان رسمي من المتحدث العسكري المصري فإن "هجومًا إرهابيًا قامت به مجموعات من التكفيريين أسفر عن مقتل وإصابة نحو 26 فردًا من القوات المسلحة، في مقابل مقتل 40 فردًا من المهاجمين وتدمير 6 عربات خلال الهجوم"، وعقب الهجوم تداول على مواقع التواصل لصورة ضابط جيش قيل إنه العقيد أحمد المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة ومقر عملها شمال سيناء.

العقيد المنسي منذ إعلان نبأ مقتله إلى انتهاء جنازته العسكرية كان أبرز مادة في الأخبار وعلى مواقع التواصل بداية من صورته وبعض القصص حول بطولاته السابقة، وصولًا إلى من شكك في صحة الرواية واتهم الجيش بتسريب التسجيل في البداية ونفيه بعد الانتقادات التي تحدثت حول تقاعس القيادات عن دعم الأفراد والضباط.

اقرأ/ي أيضًا: "كابتن رمضان".. الوجه الجديد لتسويق التجنيد الإجباري في مصر

التسجيل "مزور"؟

نبدأ من التسجيل، الذي نفاه المتحدث العسكري في تصريحات لراديو مصر ولم تصدر كما المعتاد على صفحته الرسمية، وانتشر التسريب من مستخدمين قالوا إنه لأحد الضباط في المنطقة التي تم فيها الهجوم الإرهابي وقال آخرون إنه النقيب أحمد فهيم ،ولكن مع انتشار نبأ مقتل العقيد أحمد المنسي قيل إنه للمنسي.

والتسجيل رسالة من شخص لزملائه يطلب مساندتهم ويؤكد تعرض نقطة أمنية في سيناء للاقتحام بالعربات المفخخة، ويطلب من القيادات أن تقصف الموقع بالمدفعية، وتنتهي الرسالة بجمل "يا نجيب حقهم يا نموت زيهم"، وانتشر التسجيل على نطاق واسع وبسرعة كبيرة، ودون التأكد من مصدره نشرته مواقع إخبارية مصرية وقنوات فضائية، وكذلك بعض الصحفيين والعديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.

 

ورغم النفي العسكري، لم يصرح أي مصدر بصاحب التسجيل وهل يعود لضابط آخر أم هو مفبرك بالكامل، خاصة وأنه انتشر على أنه قد يكون لنقيب يحمل اسم أحمد فهيم.

اقرأ/ي أيضًا: أزمة لبن الأطفال بمصر: الوجه القبيح لبزنس الجيش!

أحمد المنسي.. القائد الثاني

مقتل المنسي أعاد النقاش عن وضع الجيش المصري في سيناء وامكانياته في مواجهة الإرهابيين وممارساته مع أبناء المنطقة

"المنسي"، الذي شهدت جنازته حضورًا كبيرًا من المواطنين لما أثاره الفيديو المنتشر من تعاطف شعبي معه، هو القائد الثاني للكتيبة 103 صاعقة الذي يقتل خلال أقل من عام على يد عناصر إرهابية، ولحق بذلك بالعقيد رامي حسنين قائد الكتيبة، والذي قتل في هجوم بعبوة ناسفة استهدف آلية عسكرية في نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وأكد بعض الضباط والجنود، الذين خدموا مع أحمد المنسي من خلال بعض المنشورات على فيسبوك، أنه "ضابط مختلف، يمتلك من الشجاعة ما يلفت الأنظار له، كما أنه تلقى تكريمًا مؤخرًا"، ونشرت له صور قديمة، لم يتم التأكد منها، لإصابته في كتفه برصاصة واستمراره رغم ذلك في الخدمة في سيناء ورفض الراحة.

وكالعادة حضر الخلاف بين مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي حول تأييد قيادة القوات المسلحة خاصة في سياق العمليات الإرهابية أو اتهامها بالتقاعس كنتيجة لمحتوى الفيديو والخسائر التي تتكبدها وتثير تساؤلات عدة.

وقارن البعض بين ما يقوم به المنسي وزملاؤه من جانب، وما يقوم به النظام المصري من خلال تسليم جزيرتي تيران وصنافير. يقول محمد حسن: "الفرق بين واحد بيموت وهو مقتنع أن مينفعش يسيب الأرض وواحد بيبيعها..".

 

روايات مختلفة وتشكيك متصاعد..

لم يتوقف الأمر هذه المرة عند التشكيك في الرواية والعملية بشكل عام والحديث عن محاولة لجذب الانتباه عن أحداث داخلية في مصر، وهو ما كان متداولًا في أحيان كثيرة، الرواية الجديدة هذه المرة ذكرت أن المجموعة التي قتلت من عسكريين لم يقتلوا في سيناء، بل كانت تقوم بعمل عسكري في ليبيا، واستشهدوا بمنشور متداول منذ أيام حول خبر مقتل ضابط مصري يدعى "أكرم زكي" في ليبيا وكذلك العقيد أحمد المنسي في ذات الحادثة، لكن يبدو أن هناك تزويرًا على مستوى تاريخ المنشور. بينما نشر آخرون صورًا للمنسي مع تاجر مخدرات ومهرب متطرقين لتجاوزات الجيش المصري في حق أبناء شمال سيناء، ومعارضين للتعاطف مع القتيل.

[[{"fid":"79411","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"أكرم زكي","field_file_image_title_text[und][0][value]":"أكرم زكي"},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"أكرم زكي","field_file_image_title_text[und][0][value]":"أكرم زكي"}},"link_text":null,"attributes":{"alt":"أكرم زكي","title":"أكرم زكي","height":361,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

اقرأ/ي أيضًا:

مصر بين إرهاب الدولتين.. داعش والعسكر

العسكر والإرهاب.. ثنائية هدر الإنسان المصري