01-أغسطس-2015

تجهيز بعنوان أشباح لـ(قادر عطية/ الجزائر)

صادف أن كانت آخر جملة كتبها في القصّة، قبل أن يفاجئه الزلزال، ويُرْعِدَ مفاصل العمارة: "أين أنتِ يا أمّي؟"، وظلّ يردّدها حتى بعد أن هدأت الهزّة.

فلاش باك

يكفي أن تناديني، حتى تجدني عندك يا الزبير. حبلتُ بك قبل أن تولد، فاحْبُلْ بي بعد أن أموت.

هزّة ارتدادية

لم يكن ينوي الخروج، مثلما فعلت الحومة كلّها، لكن ما أن اهتزّت الأرض ثانية، حتى لبس ثيابه في رمشة عارية، وأسْلمَ رجليه لسلّم العمارة: ترى.. ماذا فعل الزلزال بقبر أمّي؟

قبر متحرّك

شقّ الجيرانَ، وهم يَدبّون في الساحة وأحاديث الخوف.
لم يلتفتْ إلى أحدٍ، لكن الجميع التفت إليه
ضاعف سرعته، وقد انخرط في الطريق الترابي إلى مقبرة "العمْري".

فلاش باك

تركتك نائماً في البيت، وذهبتُ إلى العين لأملأ القربة، وما أن وضعتها على ظهري، حتى سمعتك تصرخ صراخاً مختلفاً عن صراخاتك السابقة.
سامحني يا ولدي.. كنتُ قادرة على أن أصل أسرعَ، لو لم أنسَ القربة فوق ظهري.
أذكرُ أنّ مهدك كان ملفوفاً بثعبان فاتحٍ فمَه، ولا أذكر كيف قتلته ما أن رأيته.
كيف فعلتُ ذلك؟

نبض خاص

أحسّ باللذة في رجليه، وهما تلتهمان تراب الطريق، وبالوجع في قلبه، كأنّ فيه جنيناً يرغب في الخروج.

مشهد حي

حرص ألا يعفس على القبور، وهو يطير فوقها إلى قبر أمّه، لكنه لم يحرص على ألا يرتمي عليه.
كان قد تشقّق وخرج منه ثعبان بفم مفتوح
لدغه
وُلدتْ أمّه من قلبه: ألم أقل لك إنني سأكون عندك
بمجرّد أن تناديني؟