09-نوفمبر-2016

مونديال القاهرة للأعمال الفنية والإعلام (صورة أرشيفية)

أضاف مونديال القاهرة للأعمال الفنية والإعلام، في دورته الخامسة (30 تشرين الأول/أكتوبر - 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2016)، كوبًا آخر إلى إناء الجدل بشأن السياسة المصرية الخارجية. فبعد أيام من اختتام فعاليات المونديال، الذي ينظمه اتحاد المنتجين العرب، تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة للجناح العراقي يظهر فيها علم "الحشد الشعبي"، وهو تجمُّع لعشرات الميليشات العراقية، التي تنتمي غالبيتها إلى الطائفة الشيعية، تمَّ تشكيله برعاية  وسيطرة إيران عبر قيادة الحرس الثوري الإيراني، في عام 2014، بدعوى محاربة ما يُعرف بـ"تنظيم الدولة الإسلامية" في العراق والشام (داعش).

أثارت صورة للجناح العراقي في مونديال القاهرة للأعمال الفنية والإعلام يظهر فيها علم "الحشد الشعبي" جدلًا في مصر والسعودية

وفي سياق ما أثارته الصورة من جدل على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن تصريحات منددة على لسان صحافيين وإعلاميين سعوديين، صرح رئيس اتحاد المنتجين العرب ورئيس اللجنة العليا للمونديال، إبراهيم أبو ذكرى، لجريدة مكة السعودية، بتاريخ 7 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، أن "الصورة المتداولة لعلم الحشد الشعبي، التي ظهرت في الجناح العراقي، في أحد المعارض المصاحبة لفعاليات هذا الحدث العربي المهم، كانت قد وضعت من قبل القائمين على تجهيز جناح دولة العراق في المعرض، ولم يتعد وضعها بضع دقائق". وبحسب الصحيفة، "شدد أبو ذكرى على المنظمين برصد أية مخالفات لشروط وضوابط المونديال، وعدم وضع أي أعلام أو شعارات طائفية".

اقرأ/ي أيضًا: بقطع البترول.. هل بدأت السعودية بالتخلي عن مصر؟

صورة علم الحشد الشعبي التي أثارت جدلًأ في مونديال القاهرة للأعمال الفنية والإعلام

اقرأ/ي أيضًا: كيف خسرت السعودية في مصر؟

لكن لم تستطع تصريحات أبو ذكرى الحد من الجدل المتصاعد. فبعد أن منح المونديال، الذي يتم برعاية جامعة الدول العربية، جائزة الإبداع التقديرية إلى مديرية إعلام الحشد الشعبي، عن الفيلم الوثائقي "الحشد الشعبي"، تضاعف الجدل مرات ومرات. في هذا الصدد، غرَّد جمال خاشقجي، الصحافي والإعلامي السعودي، في حسابه على موقع تويتر: "إخواننا في مصر، إلى أين أنتم راحلون؟ ما يجري عيب". وقد حاول رئيس المونديال نفي الخبر، لكن لم يلتفت أحد إلى نفيه، خصوصًا أن الخبر قد أعلن عنه على موقع الحشد الشعبي مصحوبًا بعدد من الصور.

منح مونديال القاهرة للأعمال الفنية والإعلام جائزة الإبداع التقديرية إلى مديرية إعلام مليشيا  الحشد الشعبي  الطائفية

يأتي ذلك كله على خلفية علاقات مصرية سعودية تشهد توترًا مطردًا، بعد أن امتنعت شركة أرامكو السعودية عن توريد المشتقات البترولية لمصر للشهر الثاني على التوالي، على إثر تصويت الحكومة المصرية لصالح مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن بشأن الأزمة السورية، في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وقد حاولت مصر تخطي هذا الامتناع، مؤخرًا، عن طريق قيام وزير البترول المصري، طارق الملا، بزيارة بغداد لبحث مسألة استيراد النفط، ما تعتبره السعودية تجاوزًا للخطوط الحمراء، حيث يمثل الاقتراب من بغداد جسرًا نحو إيران، العدو الاستراتيجي للمملكة.

اقرأ/ي أيضًا:

 

سلمان في القاهرة.. السعودية تحاول ضرب إيران من مصر

الهجمة السعودية المرتدة على الأزهر