23-أبريل-2021

صورة متداولة للقاضية غادة عون

لا تزال تداعيات قيام القاضية غادة عون، باقتحام مكاتب ميشال مكتف  للصيرفة أكثر من مرة  تتفاعل، في ظل انقسام لبناني حاد، بين من أيّد خطوة القاضية، وخاصة من جمهور التيار الوطني الحر، ومن بعض الناشطين الذين اعتبروا أن هذه الخطوة ضرورية ويمكن لها أن تشكل الخطوة الأولى لبدء محاسبة المصرفيين والسياسيين الذين هرّبوا الأموال إلى الخارج، وبين من هاجم الخطوة، باعتبارها غير قانونية، بعد صدور قرار قضائي لكفّ يد القاضية عون عن هذا الملف، مع رفض الأسلوب الذي استخدمته من خلال اصطحاب مناصرين لها، وخلع باب المكتب والحصول على البيانات والمعلومات من داخله بالقوة وبدون إذن قضائي. 

 توزعت الآراء في لبنان بين اعتبار تحركات القاضية غادة عون مقدمة ثورة وبين وصفها بغير القانونية وبالتوظيف السياسي

بالتزامن، اعتبر مؤيدو القاضية وأنصار التيار العوني أن السادس عشر من نيسان/أبريل،  أي تاريخ الاقتحام الأول الذي قامت به غادة عون وأنصارها، هو يوم انطلاقة ثورة حقيقية في لبنان، مستخدمين وسم "ثورة 16 نيسان" للتعبير عن مواقفهم الداعمة لغادة عون، وقد حقق الوسم انتشارًا واسعًا، واستخدمه أيضًا عدد من الناشطين للسخرية من "الثورة العونية"، وللهجوم على القاضية عون التي اتهموها بالاستنسابية، من خلال تحركها لملاحقة الملفات التي تقاضي خصوم ميشال عون وجبران باسيل السياسيين، فيما تنام الملفات التي تطال العونيين في أدراج مكاتبها، بحسب الناشطين. 

في أبرز المواقف والتغريدات المؤيدة لتحركات غادة عون، قال أحد المغردين إنهم اليوم يقومون بثورة ضد النظام الفاسد الذي سرقهم بدم بارد، وطالب بالوقوف إلى جانب القضاة الصادقين، وتشكيل خط أحمر لحمايتهم. فيما اعتبر مايك سمعان إن ميشال مكتف هرّب أموال المصارف والسياسين الفاسدين إلى الخارج، ورأى أنه يحق للبنانيين الاطلاع على حقيقة ما جرى.

من جهتها، وصفت رانيا القاضية عون بالمرأة الحديدية وطالبت بالوقوف إلى جانبها حتى آخر نفس. وقالت غيتا إنه من المهم جدًا الاطلاع على البيانات الموجودة لدى مكاتب شركة ميشال مكتف، وإن التلاعب بها هو جريمة لن يسكتوا عنها. وأشارت في تغريدة أخرى إلى أن البيانات المتوفرة في حواسيب شركة مكتف، ستكشف خيوط كل السياسيين والمصرفيين المتورطين في تهريب الأموال. 

وسخر جورج نعيم من انتقاد غادة عون بسبب خلعها لأبواب شركة ميشال مكتف، فيما تمّ السكوت عن تهريب تسعة مليار دولار إلى خارج لبنان، ووصف هذا المنطق بـ"الغريب". ونقل ألكسندر نعمة عن شركة سكاب، تأكيدها أن خمسة مصارف لبنانية، قامت بتهريب 9 مليار دولار إلى الخارج، وتحديدًا إلى مصارف في سويسرا وقبرص.

على الضفة الأخرى قال الناشط حسام العيد إن خطوة غادة عون تهدف إلى القضاء على ركائز الدولة وآخرها هيبة القضاء، ووصف الثورة التي دعا إليها أنصار القاضية عون بالاستنسابية. وسخر ناشط آخر من ثورة 16 نيسان المزعومة، وقال إن العونيين الذين لم يشاركوا في انتفاضة 17 تشرين، بسبب الأوامر التي أتتهم من مسؤوليهم، يحاولون اليوم تعويض ما فاتهم ويعلنون ثورتهم بعد أوامر من رؤسائهم، ويعتبرون أنفسهم ثوارًا. ووافقهما بيار هنود الذي قال إن الثورة بحاجة لرجال ونساء يكونون على قدر المسؤولية لتنجح، وهي بحاجة لقضية وضمير وكف نظيف، وهو ما لا يراه متوفرًا في حالة ثورة العونيين في 16 نيسان. 

وضمن السياق نفسه، قال نصر الدين الحج إن غادة عون هي لغم زرعه ميشال عون وجبران باسيل، بهدف تفجير القضاء اللبناني، ودعا إلى إبطال مفعولها بحذر شديد. كذلك رأى طارق أن غادة عون تخوض معارك جبران باسيل، وهدفها ليس محاربة الفساد، بل تثبيت أركان التسوية السياسية القادمة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

جريمة جديدة في الكويت ضد امرأة تشعل موجة غضب على السوشيال ميديا

التصنيف العالمي لحرية الصحافة 2021.. التراجع مستمر