04-فبراير-2020

أعضاء الفرقة خلال تدريبات

بسبب تراجع أحوال الفن والفنانين في اليمن، وتكرار كل ما هو قديم، ناهيك عن غياب الألوان الغنائية المعاصرة في أوساط الفن المحلية، والتي يفتقدها الشاب اليمني الهاوي للفنون بالعموم؛ شكّل العازف الشاب عز قويدر فرقة موسيقية يمنية بنكهة عالمية، لا تتقيد بلون غنائي محدّد أو لغة معينة، بل تقدم أغانيها باللغة العربية والإنجليزية، بالعديد من اللغات العالمية الأخرى.

تحاول المشاريع اليمنية الفنية الجديدة أن نحيي الأشياء الجميلة التي باتت تعدّ من الكماليات بسبب الحرب

الفرقة المسماة "Black'N White"، والمكونة من عازفين محترفين، تهدف إلى إعادة إحياء الفن والأمل والقوه في الوسط اليمني الشبابي من خلال الموسيقى والغناء، ناهيك أن رسالتها البسيطة والواضحة هي أن "الفن أقوى من الرصاص".

اقرأ/ي أيضًا: الراب في اليمن.. أصوات الشارع والحياة

"الهدف ليس الشهرة أو المال، بمقدار ما هو طموح إلى إحياء الروح الميتة التي أفرزها سوء الأوضاع في الشباب، ولكي نسترد الأمل الذي سلبته الحروب والصراعات لنا ولهم، ومن أجل أن نحيي الأشياء الجميلة التي أصبحنا نراها من الكماليات في الوقت الراهن بسبب الحرب مثل الفن".

تعزف الفرقة التي تأسّست مطلع عام 2019 كل أنواع الموسيقى الشرقية والغربية، وبجميع اللغات واللهجات والتنوع الموسيقى، لكنها تُضفي عليها لمسات من الفن اليمني، لكي تحظى بالقبول في الأوساط المحلية. وتحيي العديد من الحفلات بالعاصمة صنعاء، ولديها العديد من المعزوفات والأغاني الشعبية والعربية والعالمية.

كانت الفكرة في مخيلة عز قويدر منذ زمن بعيد، لكنه عجز عن تحقيقها حتى تمكن من جمع أعضاء الفرقة المحترفين العام الماضي.  يقول قويدر لـ"ألترا صوت" خلال لقائنا معه: "خطرت الفكرة ببالي قبل مدة طويلة بسبب ما أراه من تدنٍّ للموسيقى في اليمن بشكل كبير جدًا، وحاولت تحقيقها وكوّنت عدة فرق لكنني لم أصل إلى الشيء المطلوب، إلا عبر هذه الفرقة التي لديها مؤهلات الاحتراف، كلّ بآلته الموسيقية وشهادات الاحتراف من عدة معاهد".

ويبلغ عدد أعضاء فرقة قويدر سبعة عازفين، يقدمون كل أنواع الموسيقى، فهم يجيدون عزف الألحان المختلفة واستخدام مختلف الآلات الموسيقية، ويقدمون أيضًا ألوان غنائية ممزوجة باللون اليمني، بالإضافة إلى عروض متنوعة مثل المسرحيات الغنائية.

وحول تنوّع المساحة التي تتجوّل فيها الفرقة، يقول قويدر: "استطعنا مزج الفن اليمني بكل الألوان الغنائيه تقريبًا، وأضفنا لمسة الفن اليمني في أعمالنا، رغم أن الموضوع كان صعبًا لكن تعاون الفريق والاحترافية التي يمتلكها جعلتنا نتمكن من ذلك".

تعتمد الفرقة على ما تجنيه من الحفلات الغنائية التي تحييها في صنعاء، لكنها تأمل في الحصول على دعم مالي حتى تتمكن من إنتاج كليبات فنية جديدة خلال فترة قصيرة. "كل شيء نعمل عليه يتم بجهد ذاتي، وهذا ما يؤخرنا عن تطبيق أفكارنا وأعمالنا، ويجعلنا نقترب من مرحلة اليأس، خصوصًا مع الوضع الذي تشهده البلاد من حرب وفقر" يقول قويدر.

لاقت الفرقة ترحابًا لما تقدمه من تجديد للفن اليمني، ومحاولة لجعل الفن الشعبي ذا صبغة عالمي. وأيضًا لأنها تقدم الفن الموسيقي الغربي للمتلقي المحلي كنوع من التبادل الثقافي، بالإضافة إلى مزجها ألوانًا من الغناء والموسيقى بطريقة طازجة جديدة.

حلم كبير كالموسيقى لا يمكن أن يجد طريقه إلى الواقع الحي من دون التحلّي بروح الرفض والتحدي

يعلّق قويدر على تلك الإيجابية بقوله: "تقبّل المجتمع فكرتنا بشكل كبير جدًا وكأنهم كانوا ينتظرون هذا الشيء منذ زمن".

اقرأ/ي أيضًا: 4 من عباقرة المقام العراقي

أما عن الصعوبات التي يواجهونها، فيشكو قويدر من تعقّد الأوضاع في البلاد، "كل شيء صعب وكل خطوة فيها مجازفة كبيرة جدًا" يقول قويدر، إلا أنه، كما زملاؤه الآخرون في الفرقة، يؤمن أن حلمًا كبيرًا كالموسيقى لا يمكن أن يجد طريقه إلى الواقع الحي من دون التحلّي بروح الرفض والتحدي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

عَودة القنبوس.. آلات المغنى والزمن الجميل في اليمن

الموسيقي أمجد فقيره.. حلم الطفولة الذي لا توقفه الحرب